- في ظل ما نسمعه ونراه من ألوان مختلفة من الغناء، وتعدد الألحان الموسيقية، لايزال هناك أشخاص يحتفظون بالتراث الموسيقي العربي، ويحاربون من أجل الحفاظ عليه وتخليده عبر الزمان. لقد أبهرني هذا العام مهرجان الموسيقي العربية، الذي أقيم تحت رعاية وحضور الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، ومجموعة من الفنانين الذين مازالوا يحافظون علي تراثهم الموسيقي، كالفنان هاني شاكر، والفنانة ماجدة الرومي والفنانة ريهام عبد الحكيم، والفنان رامي عبد الله وغيرهم من قادة الفن المتألقين، وشاهدت كيف كان الجمهور متحمساً للحضور والاستماع إلي موسيقي الأوركسترا السيمفوني، بما تحمله من معان ثقافية فنية، ووجدان إنساني مصري وجمال داخلي.. - الموسيقي العربية.. هي رسالة ثقافية إبداعية ستبقي علي مدار السنوات، فهي أكثر الفنون تأثيراً في الوجدان، ومن أهم الوسائل التي تبني السلوك الانساني، فالموسيقي سحر وبريق.. وتعكس قيم الجمال والخير، ومع تعدد المهرجانات الموسيقية العربية سيكون هناك جسر يربط بين الماضي بذكرياته والحاضر بمتغيراته.. - دعونا نعترف أن غياب الفنون الثقافية التراثية، فتح الكثير من الأبواب الفكرية الظلامية المتطرفة، فغياب الثقافة بشكل عام عامل أساسي لانتشار العنف، وعلينا أن نعزز دور الموسيقي في حياة المجتمعات العربية، والارتقاء بالذوق العام، فالتراث الموسيقي العربي جزء من ذاكرة الأمة وواجهة لحضارتها، وعلينا أيضا أن نحافظ علي هذا التراث بما فيه من سمات تجديد الدماء بالجيل الجديد، فالموسيقي العربية تأخذنا إلي عالم لا مكان فيه للكراهية.. - تحية للدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، الشخصية ذات الذوق الراقي، التي أكدت أن مهرجان الموسيقي العربية بدار الأوبرا المصرية هذا العام يستحق الاستمرارية، والتحية لكل شخصية أثرت في بناء نهضة فنية وموسيقية عريقة، تخلدت ذكراها في أذهاننا ولمست أرواحنا بمضمونها الراقي وسحرها الدافئ الذي ننقله إلي أجيالنا للتوارث ونضيف عليه، فالمهرجان بمثابة عرس فني علي ضفاف النيل يعكس إشعاع النور وجمال الفن الراقي. - يحيا الفن.. وستبقي الاوبرا منبع الموسيقي العربية الأصيلة، فالفن الحقيقي لم يخلق للنسيان، بل لتجديد الروح وصفاء النفس.