معضلة الوجود والعدم عزيزتي كاثرين، أرسل لك رسالة تلو الرسالة، ولا أتلقي الرد. طمئنيني عنك. أنا أعيش في أسوأ أيامي. فجأة تحولت إلي إنسان فظ القلب لا أبالي بمن هم حولي. هل تذكرين السكين في مطبخنا، سكيناً ضخماً، تعودنا أن نسميه "ساطور" ونضحك. هل تذكريه؟ هل تعلمي أنني استخدمته بالأمس وارتكبت واحدة من حماقاتي المعتادة. قال لي بواب عمارتنا أنك غير موجودة وأنني أتخيلك. هددته بالقتل ملوحاً بالساطور. خاف وجري. عزيزتي كاثرين، أنت موجودة، صح؟ بعد ما حدث فكرت في فكرة، أن الشك لم ينتابك أبداً في وجودي، والآن، هل يمكنني أن أشك أنا في وجودك؟ لا يا عزيزتي، لست نذلاً لهذه الدرجة، ولا أقابل الإحسان بالإساءة لهذه الدرجة، سأظل أكتب لك حتي تتكوم الرسائل في شقتك ولا تجد من يقرأها. وسيندهش جيرانك من وجود كل هذه الرسائل في شقة واحدة لا يسكنها أحد. الأيام الأخيرة قبل انقراض الديناصورات قبل انقراض الديناصورات بأيام عديدة، ظل الديناصور الأخير يتحرك في أنحاء الأرض كلها، كان تعيساً وحزيناً حتي وجدها، ديناصورة وحيدة ومتعبة سر قلبه. كان قد تخلص لتوه من منافسيه الكثر وتربع علي عرش كوكب الأرض بوصفه أقوي كائن موجود هناك. كان يعيش في الجنة. عاش الديناصور الأخير والديناصورة الأخيرة في سعادة بالغة. لم يعكر صفوهما كونهما غير قادرين علي الإنجاب. طبيعي، الديناصور والديناصورة الأخيرين لا يتمتعان بمواصفات جسدية بالغة القوة. هذا هو التمهيد لإسدال الستار علي العصر الديناصوري تماماً. مات كلاهما، هكذا ببساطة. الشيء الأكيد أن أحداً منهما لم يكن حزيناً علي انقراض فصيلته. كانا سعيدين لدرجة أنهما لم يهتما بدراسة أثر انقراض الديناصورات علي التوازن البيئي في المنطقة. صخور مخرومة صخرة تسبح في الماء، والماء ينخر فيها. لا تحتمل الصخرة فتنشطر ثم تنشطر، تكثر الثقوب فيها بفعل الماء. وتنمو كائنات طفيلية مقرفة علي الصخور، طحالب وديدان، تبدأ الديدان في تكوين عالم لها، ما أجمل عالم الديدان، نظام وهندسة بالغة الرقي. سبحان الله! وكانت هذه ببساطة، قصة البشر والقارات والمحيطات.