فصائل مسلحة في إدلب في 27 أكتوبر الحالي، سيجتمع قادة كل من فرنسا وألمانيا وتركياوروسيا في إسطنبول، لمناقشة الحرب في سوريا، وإيجاد سبل لتجنب حدوث كارثة إنسانية في إدلب المحاصرة منذ سنوات، وحسب الرئاسة الفرنسية التي دعت للاجتماع، فإن هدف القمة هو ضمان استمرار اتفاق وقف إطلاق النار بالمحافظة التي مازالت عصية علي سيطرة قوات الجيش السوري، وتتنازع السيطرة عليها قوات سورية وإيرانية وتركية ومن التحالف الدولي بقيادة أمريكا، إضافة لقوات معارضة مسلحة مرورا بالجيش الحر وحتي داعش. والقمة تهدف أيضا لمنع حدوث حالات من النزوح الجماعي للاجئين، وإعطاء دفعة جديدة لمحادثات السلام، التي كان الفرقاء قد اتفقوا عليها منذ نحو الشهرين، وبموجبها تم وقف إطلاق النار بالمنطقة، مع إعطاء الفرصة لسحب السلاح الثقيل من قوات المعارضة المسلحة، وإقامة منطقة منزوعة السلاح فيها، تفصل بين القوات المتحاربة منذ أكثر من 4 سنوات، عندما فقدت قوات الجيش السوري سيطرتها عليها. وحسب شبكة سكاي نيوز فإن الأممالمتحدة أعلنت ترحيبها بالقمة المرتقبة مع تأكيدها علي لسان الناطق باسم الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، بأنها قمة هامة جدا لمستقبل سوريا كلها، وأنها ستساعد بشكل كبير في وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين في إدلب وما حولها، وأن نجاحها مرهون بالضرورة بإيجاد حل سياسي وسلمي للأزمة السورية كلها وليس في إدلب وحدها، وأنها جاءت في الوقت المناسب خاصة بعد اتفاق سوتشي الروسي بشأن إدلب الذي تم إبرامه بين كل روسياوتركيا، والذي أبقي نحو 3 ملايين سوري في إدلب وما حولها، بمنأي عن المواجهة العسكرية التي كانت ستودي بحياة مئات الآلاف من القتلي والمصابين، إضافة إلي ملايين من اللاجئين المحتملين من المحافظة للداخل السوري، أو إلي الأراضي التركية المتاخمة للحدود مع سوريا.. وبخاصة أن إدلب مثلت ملاذا أخيرا لمئات الآلاف من الذين لجأوا إليها من الجنوب السوري خاصة من درعا.. التي شهدت سيطرة قوات الجيش السوري، وطرد نحو عشرين ألف مقاتل معارض، اختاروا الذهاب لإدلب بديلا عن البقاء تحت نار القوات السورية النظامية. وفي المقابل.. أعلنت كل من روسياوتركيا أنهما ستسمحان لجماعات المعارضة المسلحة بالانسحاب من منطقة خفض التوتر في إدلب، والتي نجت من معركة عسكرية كانت محتملة منذ أكثر من شهر، والتي كانت تنذر بكارثة إنسانية للمدنيين هناك، إضافة لنحو 12 ألف موظف إنساني تابع للأمم المتحدة، وهو ما أتاح منع أراقة المزيد من الدماء، بحسب يان إيجلاند المستشار الخاص للمبعوث الدولي إلي سوريا.. وهو ما سمح بتوفير نحو 6 أسابيع كاملة.. بعد اتفاق سوتشي.. في عدم حدوث أي غارات جوية سواء للقوات السورية أو الروسية أو قوات التحالف الدولي الذي تتزعمه أمريكا.. وهو أمر نادر في منطقة شهدت توترا بصورة شبه يومية ولمدة 3 سنوات كاملة. ورغم ذلك.. مازالت عدة أطراف إقليمية ودولية تحذر من إمكانية حدوث أسوأ كارثة عسكرية وإنسانية في إدلب التي تعد من أكثر المناطق السورية توترا وسخونة وتعقيدا وحساسية، وتحتض نحو 2 مليون لاجئ من الداخل السوري، والسبب هو أنه رغم سحب الجماعات المسلحة بما في ذلك جبهة النصرة، لأسلحتها الثقيلة من الخطوط الأمامية، إلا أنها مازالت تتمركز في مناطق أخري في إدلب، ووسط ملايين من المدنيين الذين يمثلون لها دروعا بشرية عند الضرورة. أضف لذلك.. أن المنطقة- حسب تقرير لوكالة سبوتنيك الروسية- وخاصة الأثرية منها في إدلب وما حولها وفي ريف حلب والرقة، تتعرض للتعدي وبانتهاكات أحيانا من عدة قوي معارضة وإقليمية خاصة التركية منها في مدينة عفرين كما يتم سرقة وتجارة وتهريب الآثار في مدينة منبج بريف حلب والخاضعة للقوات الكردية أو التركية، والتي تعد ملاذا ومطمعا لعدة جنسيات خاصة الفرنسية والأمريكية للتنقيب عن الآثار ثم تهريبها لخارج الأراضي السورية. وأهمية القمة المرتقبة في إسطنبول هذه المرة.. مع ما سبق.. تتركز في عدة نقاط أبرزها: أنها تضم مجموعات متنافرة من المسلحين بداية من قوات الجيش السوري خاصة في الجزء الجنوبي الغربي منها، وهي قوات تهدف لتطويق المحافظة المترامية الأطراف من 3 جهات من الغرب والشرق والجنوب، إضافة.. حسب النيويوريك تايمز الأمريكية.. لنحو 75 ألف مقاتل معارض، تشكلوا بعد اتحاد عدة فصائل مسلحة تحت مسمي "جيش التحرير السوري" إضافة لقوات روسية وإيرانية وتركية وتابعة للتحالف الدولي بقيادة أمريكا، ومع كل هؤلاء الأكراد تحت مسمي قوات حماية الشعب الكردي المناوئة للأتراك.. وهي قوات مدعومة سياسيا وعسكريا من أمريكا.. كما تمثل إدلب المحافظة الواقعة في الشمال الغربي السوري، البداية الشمالية لسوريا والتي تطل منها عبر تركيا إلي أوروبا.. ومن شمالها تقع تركيا وشرقها حلب السورية وجنوبا حماة واللاذقية من غربها.. وهي المدينة الخامسة في سوريا من حيث عدد السكان ومن بينهم نحو مليون طفل وتعد من أغني المدن السورية، وأهم مناطقها خمس هي: إدلب وأريحا ومعرة النعمان وجسر الشغور وحارم، ولذا يعتبرها الجيش السوري بداية النهاية للحرب السورية.. السورية، إما بالخيار العسكري، أو بالتوصل لاتفاق إقليمي دولي ترعاه الأممالمتحدة، يجعلها منطقة خفض توتر، ويمنع عنها شبح الحرب المدمرة والتي ستؤدي حسب منظمة الأممالمتحدة للطفولة والأمومة.. اليونسيف.. لتشريد نحو مليون شخص وسقوط عشرات الآلاف من الضحايا، وهنا تكمن أهمية القمة المرتقبة الرباعية في إسطنبول.