بثينة شعلان بعدسة: يارار محرم للفنانة بثينة شعلان حكاية طريفة للغاية إذا إنها عملت مدرسة للرسم بنفس المدرسة التي درست بها وهي طفلة وهي أيضا نفس المدرسة التي كانت والدتها تعمل بها كمدرسة.. وقد درست بثينة النحت بكلية الفنون الجميلة ولكنها حولت مسارها مؤخرا لتشتهر بصورها الفوتوغرافية التي كثيرا ما وظفتها لالتقاط لقطات جميلة لفتياتها الصغيرات وهن يرسمن.. تقول الفنانة بثينة شعلان: أسرتي كلها كانت مدرسين وفي الحقيقة لم تكن لدي رغبة في أن أكون مدرسة علي الإطلاق لأن شخصيتي أميل للفنانة الحرة.. ولكنه القدر كما كانت أكثر مهنة مناسبة في مواعيدها. تعود بثينة إلي فترة طفولتها قائلة: لطالما أحببت الرسم، وكنت أبتكر وأفنن أشياء من خيالي.. وكنت دائما أتصور أن هذا ما سأفعله طوال حياتي.. أن أصبح فنانة.. وأتذكر أن ماما كانت دائما تشجعني علي الرسم وكنا نصنع بأنفسنا لعبة من ورق كوتشينة.. حيث كنا نرسم شخصيات من عالمنا ومن الحواديت ونلعب بها مع ماما. وعندما ذهبت الانترفيو بالمدرسة – وقتها ماما كانت تعمل بنفس المدرسة – قابلنا مديرة المدرسة في مكتبها وأعطتني أقلاما ملونة كثيرة كنت أرسم بها.. وكنت في طفولتي أرسم وأحكي لماما قصة الرسومات، وكانت هي تكتب القصة التي أحكيها عن الرسمة. تضيف بثينة : لا أتذكر كثيرا عن مدرسي الرسم بالمدرسة، ولكن من الأشياء التي أتذكرها أنه كان عندنا مدرسة كثيرا ما شجعتنا لتنفيذ أعمال فنية وليست مجرد رسومات، ومنها أشغال النول والأشغال اليدوية وأحضرت خيوط كثيرة كي نستخدمها، وأظن أنها أعطتني ما تبقي منها وقد أكملت شغلا بها علي النول.. وقت أن كنت طالبة في المدرسة لم يكن مدرسو التربية الفنية متخصصين في الفن، ولذا كان من الممكن أن يأخذ أي مدرس حصتي الرسم من أجل ملء الجدول، وحسب حظنا. وتستطرد الفنانة: عندما تخرجت من الكلية وعدت لنفس مدرستي، كنت أرغب في أن أجعل كل البنات باستطاعتهن الرسم، سواء الموهوبات أو غير الموهوبات، وذلك عن طريق تعليمهن مبادئ وأساسيات التكنيكات المختلفة. وساعدني في ذلك أنني كنت أنتقل معهن من سنة لأخري فكنت أعرف البنات شخصيا وكنت علي دراية بما درسنه قبل ذلك ومراحل تطورهن وما سأقوم بتدريسه في السنة التالية. وقد أحببت أن أعلمهن كيفية استعمال الأدوات المختلفة، لأنني كنت أدرك أن المهارات تختلف من تلميذة لأخري، فهناك من لديها مهارة استخدام الألوان وهناك من تميل للشغل بالحروف والأبيض وأسود مثلا وهناك من تميل للأشغال اليدوية ولكن ليست لديها مهارة كبيرة في الرسم.. فكنت أحرص علي اكتشاف مواهب كل منهن.. والآن أشعر بسعادة كبيرة عندما أٌقابل تلميذاتي القديمات وأفخر بهن جدا ودائما ما أخبرهن بذلك. وربما كان من المثير للدهشة أن واحدة من تلميذاتها شاركت مؤخرا معها في أحد المعارض حيث تحكي عن تلك التجربة قائلة: كنت سعيدة جدا أن ماريان التي اشتركت معنا في معرض »الخبيئة» هي واحدة من تلميذاتي وهو معرض جماعي أقيم بمشاركة عدد من الفنانات المتميزات ونسقت له الفنانة المبدعة سلوي رشاد، وكأن الزمن يدور من جديد، فقد استعدت الشعور الذي غمرني بالسعادة حين عدت لمدرستي وكنت أعمل مع المدرسات اللائي درسن لي وأنا طالبة.