منذ عشرين عاما أقطع مئات الكيلومترات حتي أصل إلي خروف العيد بعيدا عن خراف القاهرة وبالمصادفة ومنذ ذلك التاريخ فقد تم وضع اللبنة الأولي لمشروع الصرف الصحي في مسقط رأسي بمدينة قفط ولكن للأسف يمر هذا العام أيضا مثل التسعة عشر عاما الماضية.. وصلت المدينة لأجد أهلنا في قفط وقد امتزجت مشاعرهم بين السعادة بقرب وصول عيد الأضحية والحزن فيما فعلته بهم جميع الأزمنة المتعاقبة آملين أن تنقذهم الحكومة الحالية وتنقذ مساكنهم التي أوشكت علي الانهيار من جراء تسرب المياه أسفل مباني المدينة التي تذخر باطن أرضها ومسطحها بآثار لم تنهبها أيادي الناهبين ولكن من المؤكد أنها ستغرق معبد الإله مين، بعد حين وستمحو ذكري كفاح المدينة ضد الفرنسيين ومقاومتها ضد الرومانيين لاضطهادهم للمسيحيين، وربما تصل المياه إلي الحجرة 13 بالمتحف المصري حيث رمسيس الثاني الذي لم يعجبه الجلوس بين إيزيس وحتحور في قفط وتركهما لمصيرهما ورحل ليستمتع بأضواء القاهرة. لاحديث لأهلي سوي الصرف الصحي وهم يرون المياه المختلطة بدماء الأضحية تغرق الطرق التي شهدت مرور القوافل بوادي الحمامات الذي يصل البحر الأحمر بنهر النيل.. أهلنا في قفط يضعون اهتمام الدولة غير المسبوق بضرورة تنمية صعيد مصر، نصب أعينهم ليعيش الأهل في أمان ويتبدل حديثهم إلي تذكر مناقب علمائهم، ورش القفطي والوزير جمال الدين القفطي وهبة الله بن بهاء القفطي والتغني بأشعار أمل دنقل وعبد الرحمن الأبنودي بدلا من (يا مياه انصرفي ولا تعودي).