هل ألمانيا تتغير للأسوأ أم انها تعود لوجهها العنصري القديم القبيح ؟.. هل ما شيدته ألمانيا بعد انهيارها من وباء العنصرية معرض للخطر الحقيقي، أم أن سطوة الدولة والديمقراطية هي التي سنتتصر علي التعصب والكراهية؟.. هذه الأسئلة وغيرها عاشتها ألمانيا في الأيام القليلة الماضية وأفردت لها الصحف ووسائل الاعلام مساحات شاسعة للنقاش. الا أن الاجابات مقلقة وغير مطمئنة علي الاطلاق، فالوجه العنصري يعود وعصر الألماني القبيح كما وصفته مجلة »دير شبيجل» عاد بقوة للظهور في شوارع مدينة شيمنتش الألمانية، الألماني العنصري المليء بالغضب والكره للأجانب. وهل هو فقط في هذه المدينة أم أنه هناك يختبئ في اماكن اخري مختلفة علي الأرض الألمانية. والشك أيضا في القدرة علي كبح جماحه، فالدولة ظهرت عاجزة ولا حيلة لها في الأحداث الأخيرة الا بالتصريحات الكلامية فقط، حتي التسريبات التي نشرها مؤخرا موقع »فيلت» من اجتماع وزير الداخلية هورست زيهوفر مع اعضاء الحزب الاجتماعي المسيحي الحاكم في ولاية براندبرج، تدل علي أن هناك داخل الدولة من يتعاطف مع المتظاهرين ضد الاجانب، فقد قال في الاجتماع انه يتفهم الغضب في مدينة شيمنتس بعد مقتل ألماني واصابع الاتهام تشير للاجئ عراقي واخر سوري تم القبض عليهما، وقال زيهوفر: لو لم اكن وزيرا لخرجت كمواطن للشارع اعبر عن غضبي ولكن دون عنصرية. فعندما يصدر هذا من وزير داخلية المانيا، فلابد الا يستغرب احد من رد فعل الشرطة التي احاطت بالمظاهرات والتي لم تحرك ساكنا عند رؤية شباب عنصري اشبه بالبلطجية يجري وراء وجوه عربية بالمدينة، وعندما رفع اخرون اشارات هتلر والشرطة صامتة تماما، بل تطلب فقط من الاجانب الابتعاد عن وسط المدينة حتي لا يتعرضوا لمضايقات.. فهل يصدق احد ان هذا يحدث في المانيا عام 2018. وواقعة اخري تنم عن كراهية بغيضة وصلت للاطفال حيث طالب والد طفل ألماني إدارة المستشفي في برانبدبرج الذي يعالج فيه ابنه بعدم نقله بعد خروجه من العمليات إلي غرفة يشاركه فيها أي طفل من اصول اجنبية.. الامر الذي وصفه سياسون بانه لابد الآن من دق اجراس الانذار لان الخطر اصبح لا يمكن تجاهله. فهناك سياسيون رافضون لهذه الاحداث ومنهم المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي طالبت الشعب الالماني بالوقوف ضد الكراهية والحفاظ علي الديمقراطية ودولة القانون، واخرون من المواطنين الالمان ينظمون مظاهرات تؤكد علي الجانب الاخر لوجه المانيا التعددي وانه لا مجال للعنصرية مرة اخري في المجتمع. ولكن الحقيقة الغريبة ان هؤلاء اصواتهم غير مدوية علي عكس اصوات من اطلقوا عل انفسهم »المواطنون القلقون» علي بلادهم من الأسلمة والتغريب الثقافي، فحركات اخري مثل بيجيدا المعادية للاجانب ظهرت فاعلة ونشيطة علي وسائل التواصل الاجتماعي منها حركة »استيقظوا وافيقوا» التي تدعو لمظاهرات تطالب برحيل ميركل. ويضربون الوتر الحساس لدي الكثيرين من الالمان في شعاراتهم المدغدغة بان البطالة في ازدياد، والرواتب والمعاشات لا تكفي ونظام التعليم والصحة يتراجعان والبلد امتلأ بالاجانب والمهاجرين بسبب ميركل وسياساتها.