اشتعلت الاجواء داخل الاتحاد المصري لكرة القدم، خصوصا في الجلسة الاخيرة عندما صمم هاني ابوريدة علي إستمرار احمد ناجي مدربا لحراس مرمي منتخب مصر، بالرغم من اتفاق معظم الاعضاء علي تعيين أيمن طاهر مدرب حراس مرمي الزمالك. القصة بدأت عندما كلف هاني ابوريدة حازم امام بملف المدرب الجديد لمنتخب مصر، وأوفده الي باريس للتفاوض مع عدد من المدربين، وبالفعل بدأ إمام مفاوضاته مع اكثر من مدرب ووضع ابوريدة في الصورة منذ اللحظة الاولي، صراع »ناجي» - »طاهر» يشعل النيران كردي يرفض لهيطة .. وأبوريدة يراهن علي الوقت حازم إمام غادر الاجتماع غاضباً .. ولطيف مازال يفكر في الاستقالة في الوقت الذي توقع فيه الكثيرون ان يعلن الاتحاد عن اختيار وحيد حليلوزيتش المدير الفني الاسبق للمنتخب الجزائري لقيادة منتخب مصر، فوجيء الجميع بما فيهم حازم امام نفسه بإعلان ابوريدة خافيير أجيري مديرا فنيا للمنتخب الوطني، وهو ما أثار حفيظة حازم إمام وانضم اليه خالد لطيف الذي يشعر بالتهميش خلال الفترة السابقة، وغضب إمام غضبا شديدا، وحاول ابوريدة تهدئته واقناعه بأن العامل المادي كان سببا رئيسيا في اختيار اجيري، وان نصيحة محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري السابق له بعدم التعاقد مع حليلوزيتش نظرا لعصبيته الشديدة، وعلي الرغم من عدم اقتناع حازم امام وخالد لطيف وسيف زاهر إلا أنهم رضخوا لرأي الأغلبية خصوصا بعد تصاعد دور مجدي عبد الغني في ملف المدرب الاجنبي، بالاضافة الي المساندة الدائمة من احمد مجاهد لهاني ابوريدة، وبالطبع لم يعترض كل من عصام عبد الفتاح أو محمد ابو الوفا. ووضع حازم إمام آماله في تعيين أيمن طاهر مدربا لحراس مرمي المنتخب، بل انه اخذ وعدا مسبقا من ابوريدة ومجدي عبد الغني، بالاضافة الي مساندة كرم كردي وخالد لطيف وسيف زاهر، ولم يكن موقف حازم امام ضد احمد ناجي، ولكنه كان يري ان تجديد الدماء مطلوب خلال الفترة القادمة، إلا ان حازم فوجيء بتغيير موقف مجدي عبد الغني في الجلسة الاخيرة، وانضمامه للجبهة المطالبة باستمرار احمد ناجي، وهو ما اثار اندهاشه وغضبه الشديد من الطريقة التي أدار بها ابوريدة الجلسة، فغضب ولم يكمل اجتماع المجلس علي الرغم من المساندة القوية التي وجدها من كرم كردي وخالد لطيف داخل الجلسة. حازم امام غادر الاجتماع غاضبا وقال للمقربين منه ان هذه ليست طريقة تعامل تليق باتحاد الكرة، ولا حظ الجميع عليه علامات الضيق والانفعال لدرجة ان البعض توقع ان لا يكمل حازم مسيرته كعضو مجلس ادارة داخل الاتحاد المصري لكرة القدم نظرا لعدم وجود دور محدد واستحواز ابوريدة علي كل الملفات. ومن ناحية اخري طالب خالد لطيف مجلس الادارة بالرحيل نظرا للفشل المتتالي في ادارة الملفات وآخرها من وجهة نظره ملف المدرب الاجنبي. هاني ابوريدة رئيس الاتحاد لم يعط اهتماما لكل ما أثير، وقال أنه يعمل لمصلحة الكرة المصرية، وان ما يحدث لا يعدو ان يكون مجرد اختلافات في وجهات النظر، وهي ظاهرة صحية من وجهة نظره، وعلي الرغم من ذلك لم يستطع حسم ملف مدير المنتخب نظرا للرفض القاطع الذي أبداه كرم كردي لاستمرار ايهاب لهيطة مديرا للمنتخب بالرغم من رغبة ابوريدة وعدد من الاعضاء في استمراره نظرا لنجاحاته الكبيرة من وجهة نظرهم، إلا أن تهديدات كرم كردي ومجدي عبد الغني جعلت ابوريدة يقرر تأجيل البت في هذا الملف حتي يتفادي غضبهم، وان كان قد اكد للمقربين منه ان لهيطة سيبقي في مكانه أو سيتم تصعيده الي منصب أعلي . ونفس الأمر تكرر مع الجهاز الطبي للمنتخب نظرا لاعتراض بعض اعضاء مجلس الادارة علي أحد الاسماء المطروحة في الجهاز الطبي. بعض الاعضاء داخل مجلس ادارة اتحاد الكرة يفضلون الرحيل وعدم الاستمرار نظرا للتخبط الشديد الذي يعيشه الاتحاد منذ صفر كأس العالم الاخير وتراجع المنتخب الوطني الي المركز ال 65 في التصنيف العالمي للفيفا، وهو ما ينذر بكارثة اذا استمر تصنيف مصر متراجعا، حيث سيكون منتخبنا في التصنيف الثاني او الثالث افريقيا وبالتالي سيصعب علينا الأمر في تصفيات كأس العالم القادمة 2022. وتبقي عدة أسئلة هامة .. لماذا حدث الانهيار داخل اتحاد الكرة؟ ولماذا لم يتم دعوة الجمعية العمومية لانتخاب عضوين بديلين لحازم وسحر الهواري؟ وما هو مستقبل الكرة المصرية في ظل النتائج المخزية لكل المنتخبات الوطنية؟ وهل ينجح ابوريدة في لم الشمل من جديد أم أن الوقت لم يعد يسعفه لانقاذ ما يمكن انقاذه؟.