عندما تغادر محطة مترو جمال عبد الناصر متجها الي شارع 26 يوليو تري الباعة الجائلين يفترشون الرصيف ومنهم من يقف خلف منضدة يعرض عليها بضائعه، وكأنهم يعلقون لافتة تقول »ممنوع السير علي الرصيف» يجبرون المارة بالسير في نهر الطريق وبالتالي تتعطل حركة المرور وتتعقد معظم الاوقات.. وعند المرور بالشارع متجها الي العتبة لم تجد وسيلة سوي الممر الضيق بعد غلق جزء من الشارع امام دار القضاء العالي وبرغم ضيق المساحة التي تكفي بمرور شخصين فقط لم تسلم من فوضي الباعة الجائلين الذين يعرضون بضائعهم في الممر. لم ينته شارع 26 يوليو الي هذا الحد فالجانب الأصعب من الشارع في الاتجاه المعاكس بمنطقة بولاق ابو العلا في الطريق الي وزارة الخارجية وحي الزمالك بسبب طوفان باعة الملابس الذين أغرقوا الشارع، يفترشون الأرصفة ونهر الطريق ويتحدون قائدي السيارات والمارة بحاملات الملابس، لتكون المساحة المتبقية تسمح بمرور سيارة واحدة فقط.. مشاهد الفوضي وتلوث سمعي وبصري و صارت الفوضي هي السائدة فيها، وعندما تتوغل أكثر في الشوارع المتفرعة من شارع 26 يوليو تزداد أعداد الباعة ليسمحوا بالسير علي الاقدام بصعوبة بالغة. وفي شارع الجلاء بوسط البلد فلحظة أن تطأ قدمك في الشارع تجد وجوه المارة تلتفت يمينا ويسارا لتري مسار السيارات المتضارب وخاصة في الاشارات المهملة التي تسير علي هوي السائقين لتشهد فوضي مرورية يعيشها المواطنون يوميا بسبب عدم وجود أي شرطي ينظم الحركة المرورية وتحديدا في التقاطع أمام مستشفي السكة الحديد، اثناء المرور في هذا التقاطع تشاهد حالة من الارتباك المروري لم ترها من قبل نتيجة تداخل السيارات القادمة من ميدان رمسيس مع السيارات القادمة من منطقة شبرا، ويصعب السير في »الجلاء» عموما، ليس لعدم اتساعه ولكن لاستغلال أرصفته التي تكاد تختفي تماما في بعض الأماكن في ركن السيارات بالاضافة الي استغلال نهر الطريق أيضا، وفي تلك المساحة تتحرك آلاف السيارات والميكروباصات دون أي رقابة من المرور لتزيد من صعوبة سير المواطنين، خاصة أن عددا كبير من المؤسسات والهيئات والمستشفيات تطل علي الشارع. زحام.. فوضي.. اختناق مروري.. ..استباحة لنهر الطريق واستغلال الرصيف وتشويه الجدران، هذا هو حال شارع الصحافة، مشاهد صعبة نتيجة السلوكيات السلبية وغياب الرقابة.. ففي بداية الشارع لا يتمكن احد من العبور بسهولة بسبب الموقف العشوائي للميكروباصات في مدخل الشارع والذي امتد إلي جانبي الطريق، بالاضافة الي صفين من المكروباص تقف لتحميل الركاب أمام مستشفي الجلاء، ولم يكن هذا هو المشهد الاسوأ، فأساس الفوضي هي بلطجة سائقي التوك توك الذين اغلقوا الشارع بسيرهم عكس الاتجاه.. لم تنته الأزمة بمجرد عبور مدخل الشارع فقط وكانت الأزمة الاكبر في منتصفه.. حيث انتشار بائعي الفاكهة علي الجانبين في نهر الطريق، ومن النظرة الأولي تشعر أنه سوق للفاكهة وليس شارع الصحافة.