خمسة أعوام مرت علي ثورة 30 يونيو التي انطلقت وهي مدركة تماما لما كانت تريد ولازالت، خمسة أعوام مرت علي الثورة الحتمية التي انطلقت بحجم تاريخ وجغرافيا الدولة المصرية، هي بحق ثورة الإدراك والوعي والفطرة والغريزة لحب الوطن والخوف عليه والاستعداد التام للتضحية من أجله. هي ثورة تجلت عظمتها في توحد فئات الشعب حول جيشه وشرطته وإعلامه وفنه وثقافته وأزهره وكنيسته. هي ثورة غير قابلة للرجوع عنها - التراجع الثوري هنا هو رجوع عن فكرة الوطن -، هي ثورة تجاوزت آفاقها مجالات أفعالها المرئية والمسموعة لتحلق في رحاب أوسع وصولا للحظة تاريخية لعملية إنقاذ شاملة لهذا الوطن الذي ظن المرجفون انهم انقضّوا عليه وكبلوه ونجحوا في التداعي عليه، ثم فوجئوا بوطن ينهض متمردا علي قيوده يعلو صوته «انا مصر عصية علي الانكسار». الآن تقف الثورة العظيمة تنظر بعين الشموخ لجنودها المجهولين الذين لم تهتز ثقتهم في وطنهم ولو للحظة واحدة، منذ البداية وهم مدركون أن هذا الوطن لايمكن ان تركع ارادته أو شخصيته أو تاريخه لسلطان تنظيم عصابي إرهابي ظن أنه قادر علي إتمام جريمة تسليم الدولة المصرية لتنظيم دولي لا يعرف قيمه للأوطان أو الأديان، الآن تنظر الثورة لكل من ضحي وأنكر ذاته وحول الألم الي أمل فنفخ من عزم روحه في شرارة الثورة التي سرت في جسد الوطن. الآن تنظر الثورة إلي كل من صدق بها وآمن بها داخل قلبه أولا بعدما ظن من ظن أن الوطن استكان لجريمة التاريخ، فتحولت الثورة الوليدة من حلم داخل القلوب الثائرة الي واقع في كل بيوت وربوع الدولة المصرية. الآن تنظر الثورة إلي الشهداء في عليائهم لتطمئنهم أن دماءهم الزكية لم تذهب أبدا هباء بل ارتوت منها شرابا طهورا أرض الوطن العظيم يقف عليها الآن المرابطون علي ثغور الوطن منهم من قضي نخبه ومنهم من ينتظر. الآن تقول 30 يونيو «الثورة مستقرة» الآن تقول 30 يونيو « الدولة مستمرة». خمس سنوات مرت علي هذه الثورة لتثبت في كل يوم أنها بحق «ثورة الدولة « لترتقي بحق إلي مرحلة « ثورة رجال الدولة». في ذكري الثورة نقول إن الذكري تنفع المصريين، في ذكراها نعود إلي يوم 24 يونيو 2012 عندما فاز بمنصب رئيس الجمهورية من ثبت تخابره وخيانته، نعود إلي إعلانه غير الدستوري وإلي ميليشياته التي اختطفت المصريين وعذبتهم علي أسوار قصره وعلي مرأي ومسمع من ضمير وعيون العالم. نعود إلي مشهد 3 يوليو 2013 عندما وقفت مصر تسجل ثورتها في كشوف شرف التاريخ. في ذكري 30 يونيو توقف مع نفسك وتأكد من صواب بوصلتك نحو وطنك ونحو أبنائك ونحو كرامتك.