لا عذر بجهل فيما يخص طفل تعرض لاعتداء جسدي أو نفسي بزعم تقويمه أو تربيته، فلا فرق عندي بين من يمتهن جسد طفل، وداعشي يصطحب الأطفال لمشاهدة عمليات قطع الرؤوس، وحثهم على حمل هذه الرؤوس والتقاط الصور معها تمهيدًا لتحويلهم فيما بعد إلى قتلة محترفين. عندما تم اطلاق خطة نجدة الأطفال منذ أكثر من 18 عامًا كان الهدف منه هو إنقاذ الأطفال من كل صور وأشكال العنف الموجه ضدهم، حتى ولو كان هذا العنف صادر من أسرهم، فخط نجدة الأطفال "16000" يتلقى البلاغات الخاصة بالعنف المدرسي، والعنف الأسرى، وتقديم الارشادات القانونية الخاصة بالرؤيا والنفقة والحضانة، ويقدم البلاغات للنائب العام، وهو أحد فروع المجلس القومي للطفولة والأمومة. مقدمة أخرى لا بد منها...، العمل على حل مشاكل الأطفال ومساعدتهم ومواجهة كل صور العنف الذي يتعرضون له، ليس بالعمل الهين والسهل، فالتقرير الاحصائي الذي حصلنا عليه يؤكد أن عدد البلاغات التى تلقاها خط نجدة الطفل خلال الشهور الأولى من العام الجديد جاء في المرتبة الأولى، الخدمة النفسية والخاصة بالتنشئة الأسرية، والعنف المنزلى ضد الاطفال بنسبة 37% من أجمالى البلاغات، وفى المقابل يعمل المجلس على تقديم الدعم من خلال المبادرة الايجابية للطفل...أما المشكلات الأمنية فأحتلت المركز الثانى بنسبة 30% من أجمالى البلاغات وهذا مؤشر خطير لنسبة أطفال الشوارع وأنخاذ مهنة التسول حياة لهم، وجاءت نسبة العنف ضد الاطفال بصفة عامة تمثل نحو 17% من أجمالى البلاغات الواردة على خط نجدة الطفل، وهذا يدل على وجود خلل فى التعامل مع الاطفال بصورة كبيرة خاصة العنف البدنى بنسبة 78% من أجمالى بلاغات العنف. وعلى وجه التحديد جاء العنف الجنسى بنسبة 13% من أجمالى بلاغات العنف ضد الاطفال الموجه ضد الذكور بنسبة 83% مقابل 67% للاناث أما العنف فى الشارع فجاء بنسبة 23% والعنف المدرسي بلغت نسبته 19% من بلاغات العنف، ومن واقع تحليل أسباب مضامين البلاغات التى وردت الى خط نجدة الطفل جاءت الظروف والاسباب الاقتصادية الصعبة المتمثلة فى الفقر، والبطالة، والتفكك الاسرى، والخلافات الزوجية، وإدمان المخدرات الذى يؤدى الى تشرد وضياع الأطفال الى جانب الأعمال الدرامية المليئة بالعنف. دكتورة عزة العشماوى الامين العام للمجلس القومى للامومة والطفولة أكدت لنا أن خط نجدة الطفل من مهامه الرئيسية انقاذ الاطفال من جميع أشكال وصور العنف الموجه ضدهم وطبيعة الخط يعمل مع فريق عمل مدرب للتعامل مع جميع أنواع المشكلات بجميع المحافظات المختلفة والعمل على مساعدة الاطفال وتقديم الدعم النفسى والمعنوى للذين تعرضوا للعنف ويتلقى البلاغات الخاصة بالاطفال من سن يوم حتى سن 18 عاما، أما عن نوعية البلاغات التى يتلقاها المركز فقد تتنوع ما بين عنف مدرسى أو أسرى من خلال التعاون مع وزارة التربية والتعليم وتقديم الاشارات القانونية الخاصة بحكم الرؤيا والنفقة والحضانة وتقديم المساعدات المادية بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى بعد أجراء البحث الاجتماعى، وتقديم الاستشارات النفسية بالتعاون مع وزارة الصحة وهيئة التأمين الصحى، وإيواء أطفال الشوارع والتفكك الاسرى من خلال دور الرعايا التابعة لوزارة التضامن، وتلقى البلاغات الخاصة بختان الاناث، كما يتلقى البلاغات الخاصة بالبلطجة من خلال فريق عمل مع وزارة الداخلية، ويتعامل المجلس مع 29 محافظة ومنظمات المدنى والجمعيات الاهلية. بلاغات مثيرة من البلاغات والشكاوى التى تلقاها المجلس القومى للامومة والطفولة مؤخرا رسالة من أم تطلب الاستغاثة من ايتزاز شاب يقوم بتهديدها بنشر صورا عارية لابنتها، وقامت الابنة، أحداث الواقعة تعود الى قيام الابنة الصغيرة بالتعرف على شاب عن طريق الانترنت ثم تطورت العلاقة بينهما، مستغلا ضعفها وصغر سنها إرسال بعض الصور لها بدون حجاب وكانت تلك نقطة البداية التى تخفى ورائها الكارثة الحقيقية التى قلبت جميع الموازين حيث قام بتهديدها ان لم تقم بأرسال صور عارية لها سيوم بأبلاغ الاهل والاصدقاء والمعارف ولم تشفع لها دموعها، وكانت المفاجأة بعد حصوله على تلك الصور أن هدد الأم أن ترسل له حوالة بريدية ب 30 ألف جنيه، ولم يكتف بذلك بل أنشأ حسابا على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك يحمل اسم الفتاة، ونشر بعض الصور لها الصور لها فاستغاثت الأم بالمجلس القومى للامومة والطفولة الذي بدوره قدم بلاغا الى النائب العام لاتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لضبط الشاب المستهتر وحماية الطفلة الصغيرة. ايضا من البلاغات المثيرة التي قدمها المجلس القومي للأمومة والطفولة للنائب العام؛ قيام طبيب سلفى على مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" بالدعوة "لختان الاناث" صفحته تحمل أسم "تبارك الازهرى للاطفال والطوارىء"، وهو يتينى أفكارا دينية متطرفة يحث فيها الآباء والأمهات على ارتكاب هذه الجريمة البشعة تحت مظلة الافكار المتخلفة دينيا والمتطرفة، زاعمًا أن الختان أحدى الضروريات الاساسية للانثى، وأن ما يحدث من جرائم مخلة بالشرف سببها الاساسى أضرار الختان وعدم أتباع المنهج السليم فى الختان, وروج أيضا بأن ختان الاناث يحميهن من الامراض السرطانية، وهذا الكلام غير علمي، البلاغ حمل رقم "15356".