شهر رمضان شهر رمضان له مذاق مختلف في مصر، فما بين الاهتمام بالعبادات وإغتنام فرصة الشهر الكريم، وما بين إحياء عادات وتقاليد الاباء والأجداد تتنوع الأنشطة الرمضانية، وفي كل محافظة، بل وربما في مدينة ستجد لرمضان طعم مختلف. »الأخبار» رصدت العديد من المظاهر الرمضانية والاحتفالات والأكلات والطقوس المختلفة التي تتميز بها العديد من المحافظات المصرية في الشهر الفضيل، والتقت العديد من المواطنين من أسوان إلي الاسكندرية لترصد أجواء الشهر الكريم في محافظاتهم وأهم العادات التي يحرصون عليها في أيام وليالي رمضان. الإسكندرية.. طعم مختلف الإفطار سمك.. التراويح في »أبو العباس».. والسحور علي شط البحر لشهر رمضان خصوصية يتميز بها في كل محافظات الجمهورية، إلا أن الشهر الكريم له مذاق وطابع خاص لا يضاهي في الإسكندرية، مذاق ستجد متعته في شواطئها الهادئة علي غير العادة، وشوارعها التي تملأها رائحة اليود وتعلوها الزينة والفوانيس. روحانيات رمضان تشعر بها عند زيارة ميدان المساجد في الميناء الشرقي بمنطقة بحري، وبها يقبع أكبر مساجد الإسكندرية وأشهرها علي الإطلاق مسجد أبو العباس المرسي، وبجواره مسجدي »البوصيري»، و»ياقوت العرش». ووسط لوحة رمضانية بامتياز يرسمها الميدان، يحرص أهالي بحري والأنفوشي علي أداء صلاة التراويح والتهجد وتلاوة القرآن الكريم طوال ليالي شهر رمضان بالمساجد الثلاثة الواقعة بالقرب من شط البحر. وتستحوذ منطقة بحري والأنفوشي علي مطاعم ومحلات الأسماك التي لا يقل الطلب عليها كباقي المحافظات خلال رمضان، حيث تظل الأسماك بأنواعها هي الوجبة المفضلة لمعظم الإسكندرانية طوال الشهر الكريم. وطوال ساعات النهار، تبدو الشواطئ الممتدة من أبو قير شرقا وحتي سيدي كرير غربا، والبالغ عددها 51 شاطئا، خالية من الزوار، عدا عدد قليل من الأخوة المسيحيين، في مشهد يتكرر كل عام في عروس المتوسط. ومع اقتراب الشمس من المغيب، يبدأ المشهد في التغيير تماما، فعشاق البحر لن يقف الصيام حائلا أمامهم، حيث يحرص بعض المواطنين وزوار المدينة الساحلية علي تناول إفطارهم علي رمال شواطئها، وآخرون يتناولون سحورهم ليلا. علي عنتر، أحد مسئولي شاطئ البوريفاج، يقول أن نسبة الإقبال علي الشواطئ خلال شهر رمضان تقل بنحو 80%، مشيرا إلي أن الجميع يهجر الشواطئ نهارا تجنبا للإرهاق أو الشعور بالعطش. وأضاف »عنتر» أن مستأجري الشواطئ يعتمدون خلال رمضان علي فترة ما بعد الإفطار، قائلا:» معظم العائلات تقضي الليل علي الشواطئ والبعض يتناول سحوره هنا في سهرة صباحي». ومن جانبه، أكد اللواء أحمد حجازي، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، أن أسعار دخول الشواطئ والخدمات بها لا تتأثر بقدوم شهر رمضان سواء بالزيادة أو بالنقصان، لافتا إلي أن الشواطئ مستعدة في كل وقت لاستقبال الزوار. وأوضح »حجازي» أنه يتم حاليا الانتهاء من أعمال الإصلاحات البسيطة التي تحتاجها الشواطئ كأعمال السباكة بدورات المياه الموجودة علي الشواطئ وغيرها انتظارا لعودة الموسم الصيفي بدءا من إجازة عيد الفطر المبارك. وطوال الساعات الممتدة من بعد الإفطار وحتي السحور، قليلا ما يجد الزائر مكانا للجلوس علي كورنيش الإسكندرية أو الكافتيريات المطلة عليه، التي تقدم إلي جانب المشروبات والمرطبات وجبات خاصة للإفطار والسحور بأسعار مناسبة. وتشير مؤشرات بورصة أسعار الشقق والشاليهات إلي انخفاض ملحوظ فالأماكن التي كانت تؤجر قبل رمضان ب 600 جنيه في الليلة الواحدة انخفضت أسعارها إلي أقل من النصف، فيما بقيت أسعار معظم الفنادق ثابتة. وتوقع محمد الصعيدي، سمسار بمنطقة ميامي، انتعاش حركة إيجارات الشقق مع انتهاء الأسبوع الأول من رمضان، قائلا: »المواطنون يفضلون قضاء الأيام الأولي من الشهر الكريم مع عائلتهم في جو أسري ولكن مع استمرار الموجة الحارة ستشهد الأيام القادمة قدوم أعداد غير قليلة من الراغبين خاصة من الأخوة الأقباط». روحانيات الشهر الكريم في الإسكندرية لا تقتصر فقط علي الشواطئ بل تمتد إلي الشوارع والأندية المطلة علي الكورنيش مثل شارع خالد ابن الوليد وسان ستيفانو والتي تزدحم بالزائرين يوميا بل إن بعض الأندية ينظم »بوفيات» مفتوحة للإفطار في أحضان البحر وأماكن لصلاة التراويح.