إنه الجبلُ العربيُّ يصرخُ يا (سارية) يا (ساريه) ولأصدائِه رنةٌ فاجعة جبلُ (القدسِ) يصرخُ (يا سارية) ولأصدائِهِ رنَّةٌ موجعة والنداءُ يعودُ كسيراً .. حسيراً لا نغيثُ ولا نستغاث ولئن بعثرتنا شتاتاً خطا الزوبعة المعاولُ ترشق في صدره تتسلل أوتادهم من حديد لأعماقه لتقدَّ شرايينه المشرعة جبلُ (القدسِ) يصرخُ والأشاوسُ يصطنعونَ الصمم صارَ باعُ العروبة مرمي ذراعٍ الصغار وبأس الحجر وانفجاراً هنا وهناك لأجسادِ أعوادِنا الطالِعة و(للقدسِ) صيحتُها المفزعة لا نغيثُ ولا نستغاث تتعلق آمالُها في الحصار بمجدِ الحجر.. من حشا الأرضِ منفجرا طبخته بأعماقِها اللاهبة تتواثبُ صرختُه في الوجودِ الأصم أي عارٍ يلاحقُ يقظتَنا ويلاحقُنا في المنام.. حين يغدو صغارُ (فلسطين) درعاً من اللحم والعظم والحائط البشري بأجسادهم يلتحم صار فردوسهم موتهم وغدا موتهم مجدهم وعلا المجد .. مجد الحجر .. آهِ يا قلبَ أمتنا المنفطر .. للحجارة مجد السيوف القديمةِ يا سيف (خالد) إن الدَمَ المتخثر فوق المضارب، عادَ يسيلُ جديداً، يحن ل(يرموك) أخري، وأذرعه لا يخور بشريانها نبضُ دم للحجارة مجدُ الرماح ومجدُ ثباتِ الرماة ومجدُ رفيفِ العلم... إنه القلب مقلاعها المتجمر باللهب العربي ونبض الصغار أكف الغضب للحجارة مجد السهام التي كان يرمي بها (سعد) في (القادسية) ارم فداك أبي وفداك الحبيبة أمي ما رميت إذا رميت..، ولكنه (الله) يرميهم بنبالٍ يسوء بها المنقلب تبسم (القدس) وسط حدادِ الغمام ووسط جنازة هذي السحب تبسم (القدس) والدمع في مقلة للقباب يخضب صوت المآذن إذ يستغيث النداء و(سارية) غائبٌ عنك يا أيها الجبل العربي لا يردد صخرك أصداء قعقعةٍ للسيوف !! وصوت صهيل الخيول، وصوت الأمير (عمر) حين كان يناديك (يا سارية) استغاثتك الآن يا جبلاً (لغنيم) ليس يسمعها أحدٌ من فلولِ العرب انفجارات أبنائك الغاضبين ..، تصك بلؤلؤ أجسادهم وجهَ من يصمتون انفجارات أبنائك الغاضبين ..، تعيد لأمتنا بعض هيبتها، بعض ماء الحياء المراق الحجارة صارت ملغَّمةً بالجنون وتشهي الممات, تشهي التناثر فوق تخومك، فوق حدودك يا خارطات الوطن وكأنك يا (نفق الأبرق)اليوم أبرقت للغاضبين ..، أن احتشدوا ... إن كوفية الفجر تلثم أوجهكم بالضياء، وتكتب أسماءكم بمداد الدماء وذاكرة الخلد تهدي لكم لوحها والقلم.. إنها (القدس) يا سادة القوم وجعٌ في قلوبِ المدائنِ يبحثُ عن زمنٍ للحلم وجعٌ في قلوب المدائن ينزفُ في جمجماتِ الألم.. إنها (القدس) وردةُ حزنِ الوجود.. وبنفسجةُ الشجنِ المتسيد عرشك أيتها الأفئدة إنها (القدس)ليلَكةُ الدمع في أعين الشرفاء تستعيد بأبنائها الطالعين صيحةً ل(صلاح) وسيف( علي)، وعزم (الحسين) الشهيد إنها (القدس) تمطر أعينها ورد دمعٍ يضفر إكليله فوقَ نعشِ الشهيدِ الصغير ويكفكف سندسها درراً للشجون بمقلتها تتقد إنها (القدس) يا سادتي الوجهاء إذ تصلي ستبكي عليكم، ستبكيك يا ميت الأحياء إنكم تحرصون علي أن تعيشوا الهوان وأن تتنفس هذي الرئات، هواء الرياح الذليلة وهواء انشطار المحن.. لا تملون أن تجلسوا نادبين علي طلل واجف وبقايا الدمن.. بينما الأنجم العربية تدخل دائرة الانطفاء إنها (القدس) رمحٌ بقلب العدو ورمحٌ يجابهكم أيها الخائفون إنها (القدس) يا سادةَ العُرب.. أفلا تستحق الفداء؟؟!! سادتي الحريصون .. ما قيمة الجبناء؟؟!! ما قيمة الجبناء؟؟!! ما قيمة الجبناء؟؟!!.