د. حسام محمود فهمي الأساتذة المتفرغون بالجامعات المصرية يعانون ثباتَ دخلِهم الشهري، وهو ما يعني انخفاضَه بنسبةِ التضخمِ إلي الدرجة التي قد تصلُ به إلي التلاشي. قد يكون إحساسُ الجامعاتِ بهذه المعاناةِ دفعَها إلي فتحِ باب إعارتِهم بدون حد اقصي، خاصةً وإن في هذا القرار وفرًا للفارق الذي كانت تسددُه لهم الجامعات. وفجأةً إذا بهذا القرار يبدأ في التلاشي وهو ما يضرُ بهؤلاء الأساتذةِ المتفرغين ضررًا شديدًا. قيل أن هذا القرارَ لسدِ العجزِ في أعضاءِ هيئة التدريس في حالةِ تطبيقِ نظامِ الساعاتِ المعتمدةِ. مع الاسف فإن ما يُثارُ عن إلغاءِ قرارِ إعاراتِهم ينمُ عن إنتهازيةٍ شديدةٍ وقصورٍ في فهمِ ما يجري علي أرضِ الواقعِ. الأساتذة المتفرغون لا يُدَرِسون لمرحلةِ البكالوريوس، وهم أصلًا غيرُ مرَحَبٍ بهم، بحجةِ أنهم ياخذون فرصَ الأصغرِ من أعضاءِ هيئةِ التدريسِ، تلاميذُهم. من ناحيةٍ أخري، فإنه استكمالًا لنغمةِ أن الأكبرَ هم سببُ كل الفشلِ والنكباتِ، فإن تدريسَ الأستاذِ المتفرغِ لطلابِ مرحلةِ البكالوريوس، إذا حدثَ، يُمْكِنُ أن يُعرِضَه لتلقي تَهَكُماتٍ علي تنويعة "إنت لسة عايش مش كفاية عليك كدة؟". هل يمكن أن يعملَ الأستاذُ المتفرغُ في مناخٍ كهذا يتعرضُ فيه للإهانةِ وإهدارِ قيمتِه ؟! بأي منطقٍ أخلاقي ص أو أكاديمي تُلغي إعاراتٍ لأساتذةٍ متفرغين حتي يعودوا لدخلٍ ثابتٍ أبدَ الدهرِ في مناخٍ يتجاهلُهم ولا يرحبُ بهم؟! اللهم لوجهِك نكتبُ، علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز.