وكيل الأزهر: الإنسانية التي يدعيها الغرب زائفة وعرجاء    تفاصيل افتتاح السيسي عددا من المشروعات القومية في مجال النقل، أبرزها محطة قطارات صعيد مصر    معا لمواجهة الجشع.. تجار يطلبون الانضمام إلى حملة «حياة كريمة» لتوفير اللحوم والدواجن بأسعار مخفضة    الحكومة تنفي خصم نسبة 2% من قيمة المعاشات بدءًا من شهر نوفمبر 2024    الرئاسة الفلسطينية: الإدارة الأمريكية تتحمل مسؤولية حرب الإبادة في غزة    برلماني عن قمة مصر وإريتريا والصومال: أحدثت توازنًا استراتيجيًّا لمجابهة التحكم بمنابع نهر النيل    استعدادًا للسوبر المحلي.. بنتايك ينتظم في تدريبات الزمالك بعد تعافيه من الإصابة    حوار خاص مع يلا كورة.. مرموش: "ميدو مهد لي اللي هيحصل لما أسافر.. وكيروش خلاني لاعب تاني"    رفض استئناف شخص متهم بحيازة مخدرات في مطار القاهرة    محمد هنيدي عن مقارنته ب عادل إمام: "هنهزر مينفعش يقارنوك بأستاذك"    صحة مطروح تقدم 351 ألف خدمة طبية ضمن المبادرة الرئاسية "بداية"    محلل سياسي فلسطيني: نتنياهو يُنفذ «خطة الجنرالات» فى غزة مستغلا أحداث لبنان    طلب إحاطة بشأن إلغاء قرار تكليف خريجي كليات العلوم الطبية    مصر تشارك في الاحتفال باليوم العالمي للطيور المهاجرة    مدرب بيرو: النظام سر الفوز على أوروجواي    لوبوف يمنح "سيدات" الأهلي راحة 48 ساعة بعد الفوز على دجلة    التنمية المحلية: تنفيذ 5 دورات تدريبية يستفيد منها 182 متدربًا    مكافحة الإدمان: الكشف على 1276 سائق حافلات مدرسية خلال أول 3 أسابيع من بدء العام الدراسي    حبس عنصرين إجراميين لاتجارهما في المواد المخدرة بالقليوبية    وكيل تعليم الغربية يتفقد مدارس المحلة الكبرى    محمد منير يكشف سبب غيابه عن تكريمه بمهرجان الموسيقى العربية    19 شهيدا وعشرات المصابين جراء غارات الاحتلال المتواصلة على غزة منذ فجر اليوم    خبير أثري: المتحف المصري الكبير أكبر متحف بالعالم لآثار دولة واحدة    تراجع إيرادات فيلم عنب في دور العرض الجمعة.. كم حقق في 24 ساعة؟    محلل سياسي: اعتداء إسرائيل على «اليونيفيل» محاولة لتغير النظام على الحدود مع لبنان    صحة الدقهلية: افتتاح عيادتين للعلاج الطبيعى خلال سبتمبر    إطلاق المرحلة الثانية من تطعيم شلل الأطفال فى غزة الإثنين المقبل    أستاذ طب نفسي: غالبية الأشخاص يتعرضون لاضطراب الاكتئاب في الشتاء    5 مليون جنيه في 24 ساعة.. ضربة أمنية لتجار العملة الصعبة    منخفض جوي يضرب البلاد.. الأرصاد تكشف حالة الطقس خلال الأيام المقبلة (تفاصيل)    بحوث الصحراء: ختام مميز للمدرسة الصيفية فى مطروح    محافظ الأقصر يعلن انطلاق الموجة 24 لإزالة التعديات على الأراضي وأملاك الدولة    إسقاط اكثر من 50 مسيّرة في أوكرانيا وروسيا    أحمد سليمان يكشف سبب فشل صفقة إيجاريا    توخيل في مفاوضات متقدمة لقيادة منتخب إنجلترا    من النجومية إلى المحاكم: هالة صدقي تتهم مساعدتها بالتشهير والابتزاز.. القصة كاملة    إسبانيا يصطدم بالدنمارك في دوري الأمم الأوروبية    الآلاف يتظاهرون في باكستان احتجاجا على مقتل 20 من عمال المناجم    ضبط 175 حالة مخالفة لسيارات السرفيس خلال حملات بالجيزة    في قضية "خناقة المول".. وصول فرد الأمن صاحب واقعة إمام عاشور لمحكمة الشيخ زايد | صور    مجلس الشيوخ يناقش تعديل قانون البناء غدا الأحد    الداخلية تكشف حقيقة الحفر بمقبرة لانتشال رفات بالخانكة    «قناة السويس» تصدر منشورا ملاحيا لتنمية السياحة البحرية في البحر الأحمر    جامعة الأزهر: إدخال الروبوتات الجراحية وتقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات الطب    أفضل وقت لصلاة الاستخارة: دليلك الكامل لفهمها وأدائها    الولايات المتحدة.. ارتفاع حصيلة ضحايا إعصار "ميلتون" في ولاية فلويدا إلى 16 قتيلا    إصابة 7 أشخاص إثر انقلاب سيارة ربع نقل على الطريق الأوسطي في الشرقية    أيقونة الكون    الإفتاء: كل أمرٍ يُعطل عملية الإنتاج ويدعو لتعطيلها ممنوعٌ شرعًا    بحضور ضخم للنجوم والمشاهير.. أنغام تتألق في حفل «صوت مصر» بالمتحف المصري الكبير    ألمانيا تتخطى البوسنة بهدفين لواحد في دوري الأمم الأوروبية    جزر القمر يفوز على منتخب تونس بهدف في تصفيات أمم أفريقيا 2025    موعد شهر رمضان 2025 وعدد الأيام المتبقية حتى بداية الشهر الكريم    المخرج محمد دياب: اجتهاد الفنان في عمله ليس كافيا    البابا فرنسيس يلتقي البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان بالفاتيكان    «القومى للطفولة» يولى مهام رئاسته لفتيات فى يومهن العالمي    «زي النهارده».. اغتيال الدكتور رفعت المحجوب 12 أكتوبر 1990    تعرف علي مواقيت الصلاة اليوم السبت 12-10-2024 في محافظة البحيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روبابيكيا
الأمن القومي والحق في المعرفة
نشر في أخبار الأدب يوم 18 - 05 - 2012

عند الحديث عن الدستور الجديد وعما نود أن نراه فيه يدور الكلام عادة حول المادة الثانية المتعلقة بالشريعة الإسلامية. وفي أحيان أخري يدور الحديث عن ضرورة تعديل الفصل الخامس من دستور 1971 الذي يضبط علاقة سلطات الدولة بعضها ببعض.
وعلي أهمية هذين الموضوعين أري أن نولي موضوعا آخر أهمية قصوي، وهو مبدأ حرية الرأي والحق في المعرفة. فمن ضمن الكثير من المبادئ العامة والحقوق التي نود أن نؤكد عليها في دستورنا الجديد ينبري مبدأ الحق في المعرفة وحرية الرأي كمبدأ حاكم تندرج تحته الكثير من المبادئ والحقوق التي لا تتحقق إلا به.
ينص دستور 1971 في مادة 47 علي أن " حرية الرأي مكفولة، ولكل إنسان التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو التصوير أو غير ذلك من وسائل التعبير في حدود القانون." وقد يظن البعض أن هذا النص كاف لحماية مبدأ الحق في المعرقة وحرية الرأي وأنه لا ضرورة لتعديلة بالحذف أو الإضافة.
ولكن هذه المادة في رأيي تعاني من عيبين خطيرين، الأول هو ذلك النص المشئوم، "في حدود القانون"، الذي نراه في الكثير من مواد الدستور والذي يعطي للمشرع الحق في إصدار قوانين تنتقص من المبادئ الذي تتناولهاهذه المواد نفسها. ففي حالتنا يعطي هذا النص للمشرع الحق في إصدار قوانين تنتقص من مبدأ الحق في المعرفة وحرية الرأي بدعوي "الحفاظ علي النظام العام"، أو "عدم التعرض لقيم المجتمع"، أو "الدفاع عن الأمن القومي". يجب أن ينص دستورنا الجديد علي مبدأحرية الرأي بشكل مطلق، وإن لزم الأمر عليه أن يوضح في مواده حدود هذا الحق وضوابط هذه الحرية، لا أن يتركهما للمشرع ليحددهما وينظمهما.
أما العيب الثاني في هذه المادة الذي أتمني تلافيه في الدستور الجديد فهو تركيزه علي الحق في التعبير وعدم تطرقه للحق في المعرفة. يجب علي الدستور الجديد أن ينص صراحة علي حق المواطن في الحصول علي المعلومات والبيانات، فمن البديهي أن الحصول علي المعلومات بكافة أشكالها ضروري لكي يتمكن المرء من تكوين رأي واتخاذ موقف، إذ بدون ذلك لن يكون هذا الرأي مبدنيا علي بصيرة وتروي.
ومن المتوقع أن يتبادر للكثيرين أن الحق في الحصول علي المعلومات لا يمكن أن يكون حقا مطلقا بل يجب تقليصه بحيث لا يتعارض مع ضرورة الحفاظ علي الأمن القومي.ومع ما قد يكون لهذا الرأي من وجاهة، إلا أني أراه رأيا خطيرا يجب دحضه والتصدي له. فمفهوم الأمن القومي مفهوم مطاط غير دقيق وكثيرا ما يُعرّف بشكل واسع يشمل جميع مناحي الحياة، الأمر الذي يؤديلحجب الكثير من المعلومات الضرورية.
يجب علي دستورنا الجديد أن يقرن مبدأ حرية التعبيربمبدأ الحق في المعرفة وبضرورة الإفصاح عن المعلومات. فالإفصاح عن المعلومات هو الذي يساعد المواطن علي تكوين رأيه وعلي تدعيم هذا الرأي بالحقائق، الأمر الذي يمكنه بالتالي من ممارسه مبدأ المواطنة وليس مجرد ترديده كالبغبغاء، وهو الذي يمكن المجتمع من كشف الفساد والتصدي له. كما أن الحق في الحصول علي المعلومات ضروري لإقامة مجتمع المعرفة وأساسي لتحقيق الحرية الأكاديمية. وهو أخيرا ضروري ولازم لإزدهار الاقتصاد ولإقامة المشاريع الاقتصادية علي أسس علمية. لكل تلك الأسباب فإن الأمن القومي، ذلك الأمن القائم علي ازدهار الاقتصاد والتصدي للفساد وممارسة المواطنةوتعميق الانتماء وتشجيع البحث العلمي، سيزدهر كلما توسعنا في الإفصاح عن المعلومات، وليس العكس كما تعتقد الجهات الأمنية.
يجب أن يعكس دستورنا الجديد فلسفة جديدة عن الأمن القومي وعلاقته بالإفصاح عن المعلومات، فلسفة لا تري تعارضا بين الحق في المعرفة والحفاظ علي الأمن القومي، فلسفة تري أن الإفصاح عن المعلومات، في حقيقة الأمر، يحافظ علي الأمن القومي ولا يهدده.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.