"الكنافة، والقطائف، والفول المدمس، والطرشي، والمكسرات" إلي جانب المسحراتي، عادات ارتبطت بشهر رمضان الكريم وتوارثها الشعب المصري، دون أن تعرف الأجيال الحديثة ماهية هذه العادات، والكلمات ولماذا يتم استخدامها خاصة في هذا الشهر. اشتهر المصريون خلال شهر رمضان بأكل نوعين أساسيين من الحلويات، وعلي الرغم من اختلاف المؤرخين حول أصل هذه الحلويات وهل هي مصرية أم شامية إلا أن الجميع أكدوا أنها عربية الأصل. ومن أشهر تلك الحلويات؛ القطائف وأول من أكلها في رمضان كان الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك، عام 98 هجرية، وفي روايات أخري تعود القطائف للعصر الفاطمي حيث كان يتنافس صنّاع الحلوي لتقديم ما هو طيب من الحلويات. كنافة معاوية وكانت يطلق علي الكنافة "كنافة معاوية" لشدة حب الخليفة معاوية بن أبي سفيان لها، وأرجع البعض قصتها إلي أن الخليفة كان لا يقوي علي مواصلة الصيام لحبه الشديد للأكل وطلب من طبيبه الخاص أن يصف له وجبة تساعده علي تحمل الصيام، وأشار عليه بتناول الكنافة. وفي العصر الحديث يتقدم الزبون إلي بائع الكنافة بمنتهي الأدب والذوق مراعيا ألا يحرج شعوره فيما يتعلق بمسألة الميزان فذمة بائع الكنافة في شهر رمضان فوق مستوي الشبهات وأعصابه من حرير، وأغلب صانعي الكنافة لا يزاولون صنعها إلا في رمضان فإذا أقبل العيد تراهم يزاولون مهنة أخري لا تقل رواجا عن كنافة رمضان وقطائفه ألا وهي كعك العيد، ومن أشهر بائعي الكنافة في القاهرة خلال فترة الأربعينيات الحج عرفة. الفول المدمس تعد وجبة السحور الفول المدمس من أهم الأطعمة التي يعتمد عليها الصائم في سحورها، وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "تسحروا فإن في السحور بركة"، والشعب المصري متمسك بوجبة الفول باعتبارها من أساسيات السحور. وفي الأربعينيات والخمسينيات وحتي فترة السبعينيات كان بائع الفول يخرج بعربته من الساعة الثانية بعد الظهر، ولا يعود إلا في الثانية بعد منتصف الليل بعد أن يكون قد أفرغ كل ما يحمله علي عربته. بائع المكسرات أما بائع المكسرات فيظل طول العام صائمًا عن البيع والشراء إلي أن يأتي رمضان فيزدحم الناس أما دكانه، والمكسرات في رمضان من التقاليد المورثة التي لا تقطع عنها الزوجة المصرية مهما تكلفها من ثمن. الطرشجي والطرشجي يختلف عن زملائه من باعة الأطعمة بطريقته في تنسيق الطرشي في الطبق أو السلطانية وهو كبائع الزهور يحاول أن يجعل من الجرجير والخيار والزيتون الأخضر طاقة يقدمها إليك. المسحراتي أما المسحراتي، فإنه فنان يرتجل الزجل والمدح ويحفظ الكثير منها ينادي أسماء سكان البيت بعد أن ينظمها في عقد من الألفاظ الرقيقة، وهو يحفظ أسماء سكان منطقته ووظائفهم ويستطيع أن يعطي تقريرا وافيا عن الحالة الاجتماعية لكل منهم. مجلة آخر ساعة: 6 يوليو 1949