لاحديث في الأقصر كلها إلا عن إلغاء إنشاء »كوبري طريق الكباش الثالث» الذي كان مخططا إنشائه في منطقة السنترال التي تتوسط مدينة الأقصر وهي المدخل الرئيسي لأهالي البر الغربي إلي داخل المدينة، إذ تبعد خطوات عن معدية الأهالي ومنطقة تمركز المراكب الشراعية واللنشات التي تنقل الأهالي من وإلي البر الغربي للمدينة، فالكوبري هو الحل الوحيد لوقف المعاناة اليومية لأكثر من 300 ألف من سكان مدينتي الأقصر والقرنة، وحماية لمستقبل الحركة السياحية بالمدينة والحركة المرورية، وعدم تنفيذه يعني إصابة منطقة وسط الأقصر بالشلل التام من خلال التكدس والزحام المروري. الحقيقة أن إعادة كشف طريق الكباش كان بمثابة حلم ظل يداعب أهل الأقصر منذ عشرات السنين وبالتحدبد في الخمسينيات من القرن الماضي عندما بدأ الأثري الكبير الدكتور محمد عبد القادر في عملية الكشف بعد ثورة يوليو واكتشف حوالي 72تمثالا من الطريق تقع في الجزء الشمالي من الصرح الأمامي لمعبد الأقصر وفي أواخر الثمانيات إستكمل الدكتور محمد الصغير مدير عام آثار الأقصر أعمال الكشف عند مدخل معبد »موت» أحد معابد الكرنك بمجهود فردي. حتي جاء الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر الاسبق وباعث نهضتها في العصر الحديث ليكشف عن مشروع ضخم أطلق عليه مخطط التنمية الشامل لتطوير مدينة الأقصر، هو عبارة عن دراسة أعدها البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة تهدف إلي تحويل الأقصر إلي متحف عالمي مفتوح، وأحد مشروعات تلك الدراسة مشروع إعادة كشف طريق الكباش، وظلت الدراسة حبيسة الأدراج إلي أن أقنع د سمير فرج الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء الاسبق بتبني المشروع واستطاعت الدكتور فايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الدولي وقتها توفير 240 مليون جنيه كمنحة لاترد من أجل تنفيذ المشروع، الذي جعل اهالي وسط المدينة في حالة ترقب فالطريق يخترق المدينة ويمتد إلي مايقرب من 3كم ويقسمها إلي شطرين البعد بينهما 36 مترا هما عرض الطريق و20كم علي كل جانب من جانبي الطريق يمثلان »حرم الطريق» واستلزم إعادة الكشف عنه هدم مئات المنازل والمصالح الحكومية ومساجد بالإضافة إلي تبوير أراض زراعية، وتحمل أهالي الأقصر كل ذلك في سبيل ان يروا الطريق ظاهرا في الوجود ليحقق حلم محبي الآثار في العالم ولعله يفتح امامهم مجالا للإستثمار السياحي وينعش الحركة السياحية التي هي عصب الحياة الاقتصادية في مدينتهم التي بني إقتصادها علي الرواج السياحي وافق الأهالي علي المشروع ولم تبق إلا مشكلة كيف نربط شرق الطريق بغربة، خاصة أن الطريق يخترق المدينة ويشطرها نصفين فاتفق علي إنشاء 3 كباري فوق الطريق اولهما عند مدخل المدينة الشمالي ناحية المطار والآخر فوق شارع تحوتمس لربط منطقي أبو الجود ومدخل طريق القاهرةأسوان الزراعي أما الثالث فيقع في منتصف المدينة وبالتحديد عند منطقة السنترال حتي فوجئ الأهالي بالقرار بعد إنشاء الكوبري وأسقط في أيديهم وانتفض الأهالي ومعهم الأحزاب السياسية والغرف السياحية وبعض النقابات، في المطالبة بإقامة الكوبري في موقعه المحدد وهنا دعا محافظ الأقصر محمد سيد بدر إلي اجتماع مع بعضهم اعتبره كعادته سرا من الأسرار التي لاينبغي أن يعرفها الإعلام أو يتعرف عليها وراح يطيح بكل من لايوافق رأية بعدم إنشاء الكوبري فتصدي له بعض المتحمسين مؤكدا علي ضرورة إنشاءالكوبري ووقف معاناة المواطنين والسياح بالمدينة. ووسط موجة من الغضب المتصاعد ادلي مسئولون سابقون من القيادات العاملة بمحافظة الأقصر واعضاء سابقون بالمجلس المحلي للأقصر بشهادتهم حول مأزق » الكوبري » مؤكدين وجود اوراق ومستندات ومخططات خاصة بالموافقة علي مقترح إقامة كوبري علوي امام منطقة السنترال القديم. حيث كشف احمد عبده وكيل الوزارة الاسبق لشئون مكتب المحافظ لعدة سنوات والمستشار الاسبق لمحافظ الأقصر عن مفاجآت مثيرة حول » الكوبري الخفي» قائلاً توجد محاضر جلسات واوراق حكومية تدل علي وجود كوبري ثالث اعلي طريق الكباش وكذلك خطة التنمية الشاملة لمحافظة الأقصر وقرارات اللجنة الوزارية اقرت بانشاء كوبري ثالث وجميع هذه الاوراق تؤكد علي وجود موافقات ورقية علي انشاء الكوبري الثالث موجودة داخل ادارة المتابعة بديوان عام محافظة الاقصر ومن اجل انشاء الكوبري تم القيام باعمال ازالة لمنطقة المطافئ القديمة امام سنترال الاقصر الذي لم يتم ازالته بالكامل لكن تم الدفع بتعويضات مالية وانشاء سنترال جديد». لكن عبده عاد واكد انها مجرد موافقات ورقية وبعد الثورة حدثت تغيرات كثيرة واكد عبده ان بهاء ابو الحمد عضو مجلس الشعب في ذلك الوقت كان من المطالبين باقامة كوبري ثالث وتحدث مع وزير الثقافة الاسبق فاروق حسني ورئيس الوزارء الاسبق احمد نظيف خلال زيارتهم للاقصر وشدد علي ضرورة اقامة الكوبري الثالث وحصل علي موافقة منهم بإنشاء الكوبري الثالث وتجولوا بالقرب من طريق الكباش والفندق المواجه للسنترال القديم لبحث خطة التنمية الشاملة للاقصر . قيادي اخر ومسئول سابق بمحافظة الأقصر فجر مفاجأة من العيار الثقيل حيث كشف عن وجود » ملزمة» كاملة ومحاضر جلسات داخل مضبطة المجلس المحلي لمحافظة الأقصر بها اوراق تثبت وجود موافقات علي مقترح اقامة الكوبري الثالث امام سنترال الاقصر القديم باتجاه شارع يوسف حسن. ولم يكتف صبري فرح مدير عام الادارة الهندسية الاسبق ابان فترة تولي الدكتور سمير فرج ادارة محافظة الاقصر بالافصاح عن هذه المفاجأة بل زاد ليؤكد انه ما تم من نزع للاراضي بمنطقة المطافئ القديمة وازالات لمدرسة العروبة وعمارات كاملة للاهالي ما كان الا بغرض توسعة الشارع لاجل انشاء الكوبري الثالث مبدياً استهجانه لقرار الغاء انشاء الكوبري الثالث » المفاجئ » حسب تأكيداته ومتسائلاً في الوقت نفسه » اذا لم يكن في المخطط كوبري ثالث فلماذا اذاً تم ازالة مدرسة العروبة وبعض العقارات بمنطقة المطافئ القديمة ؟! معرباً عن اندهاشه مما يثار حالياً ومطالباً بإعادة الاراضي التي تم نزعها من اجل انشاء الكوبري لاصحابها. عاد فرح ليؤكد ان خطة التنمية الشاملة لمحافظة الأقصر اشتملت علي انشاء 3 كباري اعلي طريق الكباش الاول للقادمين من المطار والثاني عند ميدان مدرسة التجارة والثالث امام السنترال وكل الاعمال الانشائية في ذلك الوقت كان يتم اسنادها بالامر المباشر للقوات المسلحة.