أم كلثوم ومأمون الشناوي "إنني كلما استمعت إليها أحس أن هذا الصوت الهائل وهذا الأداء المعجز أكبر من أي كلام أقدمه إليها، إنني للآن لم أقدم لأم كلثوم، الأغنية التي تليق بطاقاتها"، كلمات بليغة وصف فيها مأمون الشناوي، صوت كوكب الشرق، وسيدة الغناء العربي أم كلثوم. روى الشاعر الغنائي مأمون الشناوي، حكايته مع أم كلثوم، وتحدث عن تلك السنوات الطويلة التي حرمت فيها كلماته من صوت كوكب الشرق، والسبب كشفه مأمون لآخر ساعة، وأكد أن غروره واعتزازه بنفسه هو من أجل تعاونه مع أم كلثوم 18 عاما، فقد كان شديد الحساسية لكلماته وشبه نفسه برسام يقدم اللوحة كما هي. في عام 1944 قدم مأمون إلي سيدة الغناء العربي أغنية " حبيب العمر"، فأبدت بعض الملاحظات على عدد من كلماتها، وطلبت تغييرها، فأبى مأمون أن يغير شيئا فيها قائلا: أنا مبسوط من الأغنية دي كده، ثم التقى بالموسيقار فريد الأطرش فقرأها عليه، فوجدها فريد تتفق مع موقف في الفيلم الذي كان يمثله مع سامية جمال والذي أطلق عليه فيما بعد " حبيب العمر " ، فقام بتلحينها وغناها في الفيلم . وللمرة الثانية يقدم الشناوي أغنية "الربيع" لأم كلثوم، فلاقت نفس مصير أغنية حبيب العمر، وصادف أن أخذها أيضا فريد الأطرش ولحنها وغناها، فكانت من أحلى ما غنى فريد. وجاءت محاولة مأمون الثالثة بأغنية "كلمني عن بكرة" التي قدمها لكوكب الشرق قبل العدوان بأيام، فرفضتها أم كلثوم وقالت لمأمون: إنها لن تغني أغاني عاطفية وأصوات المدافع حولنا"، وفوجئ الشناوي بكمال الطويل يجري بروفات للأغنية مع المطربة نجاة الصغيرة. وبعد مرور سبعة أعوام، كان الموعد مع أول تعاون بين الشناوي وأم كلثوم، بعدا أن قدم لها أغنية " أنساك يا سلام"، بدأت أم كلثوم بقراءة كلماتها ومأمون يرصد رأيها من خلال تعبيرات وجهها، ثم طلبت أيضا تعديلا بسيطا في بعض الكلمات، وهنا وافق مأمون على إجراء التعديلات المطلوبة. ثم تغنت أم كلثوم، بعد ذلك بكلمات مأمون الشناوي، "كل ليلة وكل يوم"، ثم أغنية "بعيد عنك" التي قدمتها أم كلثوم، بنادي الضباط في عيد الثورة عام 1965، وقال مأمون إن أم كلثوم، كرمت كلماته حين قرأتها في مستهل التسجيل على الأسطوانة، وهو ما لم يحدث من قبل لأي أغنية من أغانيها، ثم غنت لمأمون أغنيته "ودارت الأيام". آخر ساعة: 10-11-1965