جمال.ح، عمره 26 عاما، تاجر فاكهة، وكان محل عمله بجوار والده فى مدينة نصر، وتعمد أن يكون فى هذا المكان ليرعى والديه، جميع أهالي منطقته فى أرض الجولف بمدينة نصر، سواء زملائه أو زبائنه يشكرون فى أخلاقه الهادئة، وطيبته، الجميع يشهد له بالاحترام. حالة من القلق دائما كانت تسيطر على جمال، ليس لأمر خاص به أو زوجته الحامل، أو بعمله، ولكنه كان يفكر دائما فى حال شقيقه الأكبر ، محمد.ح، دائم السهر مع أصدقاء السوء، يعود فى توقيت متأخر من الليل، فاقد الوعي، يتمايل يمينا ويسارا، من المخدرات التيلا يتعاطاها بكميات كبيرة، كان ينتظره كل يوم للاطمئنان عليه، لكن كان محمد ينهره ويعنفه، ثم يتركه ويدخل لحجرته، ملقيا جسده على السرير، مرددا كلمات غير مفهومة فهو غائب عن الوعي، كان جمال يصمت خوفا على والده المريض، الذي يرقد على فراش المرض، ويخرج موجها نظرات عتاب لشقيقه وضاربا كفا بكف، مكتفيا بتوجيه اللوم له على تصرفاته وتجرعه المخدرات وإنفاق أمواله عليها، وإهدار صحته بهذه الطريقة التي تكون آخرتها الموت. فى اليوم الأخير، كان جمال جالسا أمام محل عمله، شاهد شقيقه محمد قادما من بعيد، واضحا عليه انه متعب ومرهق، أسرع ناحيته، امسك به، وعلم أن سبب ذلك مخدر الإستروكس الذي ادمنه شقيقه، وصل إلى المنزل، ألقى به على الكرسي، ودخل لإحضار كوب ماء ليسقي شقيقه، وفور خروجه عاتبه، فإذا بمحمد ينهره ويعنفه، نظر جمال له وأبلغه أن مايفعله سيقوده إلى الموت، هنا دخل والده المريض، ولمح ابنه محمد متعصبا، ويوجه وابل من الشتائم لأخيه جمال، فعنفه والده، وحاول ضربه لكن صحته لم تسعفه، مما أغضب الابن الذي حاول التطاول على والده بكلمات خارجة، فأمسك به شقيقه جمال، ومنعه عن التطاول على والده، الأمر الذي نتج عنه اشتباك بين جمال ومحمد الذي تطاول على جمال، ثم تركه وهرع ناحية المطبخ وأمسك بسكين، وهو يردد "هأقتلك .. هأقتلك ياجمال"، ثم أمسك بالسكين وطعنه فى بطنه ثم أخرجه وطعنه مرة أخرى وزرفت الدماء وسقط جمال على الأرض وسط بركة من الدماء. جاء الأهالي وإخوته وحاولوا إسعاف جمال ونقله للمستشفى لكن كانت روحه قد فارقت الحياة وخرجت إلى بارئها فى مشهد مأساوي أبكى الجميع، وتم إبلاغ رئيس المباحث وتم ضبط المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة، وتم إحالة المتهم للنيابة التى تولت التحقيق، وأمرت بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق. خرج محمد.ح، من النيابة والقيود الحديدية تغلل يديه، جلس داخل سيارة الترحيلات، اخذ يسترجع ذكرياته مع شقيقه، وكيف كان جمال حريص عليه، وكيف خلصه من مشاجرة بسبب سيدة مسنة كانت تبيع أمام المسجد المواجه لهم، وحينما وجه لها كلمات قاسية تعاطف معها بعض الشباب الذين تشاجروا معه ولكن أخيه جمال هو الذي أنقذه من بين أيديهم قبل أن يلقنوه "علقة موت"، فهو كان الأصغر لكن تصرفاته كانت تدل على انه الأكبر، هنا انهمرت الدموع من عين المتهم ندما على قتله أخيه، الذي كان ينتظر مولودته الصغيرة، التى تسبب فى يتمها قبل أن تخرج للحياة. عاد محمد إلى محبسه، حالة من الإكتئاب تسيطر عليه، الحزن يرسم معالم وجهه، ليس لسجنه فهو يعلم انه يستحق السجن ولكنه نادما على مافعله فى شقيقه الأصغر، كما أنه قتله وتسبب فى ترمل زوجته التى لم تفرح بعد به فهو متزوج منذ تسعة أشهر فقط، ووالدته المريضة ووالده المسن الذي لا يقدر على الحركة، ولسان حاله من سيرعى والديه بعد ان مات شقيقه جمال الذي كان يتولى أمرهما.