تأييد خطة الرئيس الفلسطيني لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط ماراثون سياسي عربي عاشته العاصمة السعودية الرياض ومدينة الظهران في شرق المملكة العربية السعودية طوال أسبوع كامل.. اجتماعات متواصلة علي مستويات مختلفة.. كبار المسئولين المندوبين الدائمين ومجموعات المتابعة المسئولة عن ملفات معينة لمناقشة جدول أعمال حافل يمثل عناوين القضايا والتحديات التي تواجه العالم العربي. كانت البداية من اختيار مكان انعقاد القمة في مدينة الظهران ووفقا لمصادر دبلوماسية عربية فإن خروج القمة من العاصمة الرياض الي مدينة الظهران اقرب مكان ونقطة تماس بينها وبين ايران والتي لا تبعد سوي 200 كيلو متر عن الظهران والحدود مع ايران لعقد المؤتمر في رسالة عربية مضمونها ان هناك حالة نادرة من الرفض العربي للتدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي العربي وفِي العديد من الساحات خاصة في اليمن ولبنان والعراق وسوريا والتي تشكل تهديدا للأمن القومي العربي ولعل الرسالة الثانية كانت في مفاجأة الملك سلمان رئيس القمة عندما أطلق عليها قمة القدس واتسمت المناقشات والمداولات في الجلسات المغلقة بالرغبة في الخروج بالقمة الي التوافق التام والبعد عن اي تباينات وهو ماظهر في القرارات التي أقرها القادة العرب في ختام اعمال القمة ال29 خاصة حول تقييم الضربة الثلاثية ضد دمشق حيث أعرب القادة العرب من جديد عن تضامنهم التام مع الشعب السوري إزاء ما يتعرض له من انتهاكات خطيرة تهدد وجوده وحياة المواطنين الأبرياء، والتأكيد مجددا علي الالتزام الثابث بالحفاظ علي سيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقرارها وسلامتها الإقليمية وذلك استنادا لميثاق جامعة الدول العربية ومبادئه، والتشديد علي الموقف الثابت بأن الحل الوحيد الممكن للأزمة السورية يتمثل في الحل السياسي بمشاركة جميع الأطراف السورية. وكذلك الإعراب عن القلق الشديد من تداعيات استمرار الأعمال العسكرية والخروقات التي تشهدها اتفاقيات خفض التصعيد في عدد من الأنحاء بالرغم من اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل إليه في فبراير 2016وإدانة واستنكار التصعيد العسكري المكثف الذي تشهده الغوطة الشرقية خلال الفترة الماضية والذي يستهدف المدنيين والبنية الأساسية والمنشآت الطبية، والترحيب بنتائج الاجتماع الموسع للمعارضة السورية الذي عقد تحت رعاية السعودية. كما تضمنت القرارات اشادة بالدور المصري مرتين في الازمة السورية والمشكلة الليبية حيث رحب القادة العرب بالجهود المصرية للتوصل لاتفاقين لإنشاء مناطق لخفض التصعيد بالغوطة الشرقية بريف دمشق وريف حمص الشمالي في يوليو عام 2017 بهدف حقن دماء الشعب السوري وسرعة إدخال المساعدات الإنسانية ومطالبة الدول الضامنة للاتفاق بالالتزام بتطبيقه وإخراج كل الميليشيات الأجنبية من الأراضي السورية. وكذلك الترحيب بالاجتماعات التي تستضيفها مصر الهادفة إلي بحث توحيد المؤسسة العسكرية والعمل علي تشجيع توحيد القوات الليبية تحت القيادة المدنية للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني كطريق وحيد لعودة الاستقرار والسلام في ليبيا وفيما يخص القضية الفلسطينية فقد أكد القادة العرب علي مركزية قضية فلسطين بالنسبة للأمة العربية جمعاء وعلي الهوية العربية للقدس الشرقيةالمحتلة باعتبارها عاصمة دولة فلسطين وإعادة التأكيد علي حق دولة فلسطين بالسيادة علي كل الأرض المحتلة عام 1967 بما فيها القدسالشرقية، أما بالنسبة لإيران فقد أكد القادة في قراراتهم علي إدانة سياسة الحكومة الإيرانية وتدخلاتها المستمرة في الشئون العربية التي من شأنها تغذية النزاعات الطائفية والمذهبية والتأكيد علي ضرورة امتناعها، وتحميل حزب الله اللبناني الإرهابي الشريك في الحكومة اللبنانية مسئولية دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية في الدول العربية بالأسلحة المتطورة والصواريخ الباليستية، وفيما يتعلق باليمن أعاد القادة التأكيد علي استمرار دعم الشرعية الدستورية برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي ودعم الإجراءات التي تتخذها الحكومة الشرعية الرامية إلي تطبيع الأوضاع وإنهاء الانقلاب وإعادة الأمن والاستقرار لجميع المحافظات اليمنية، والالتزام بالحفاظ علي وحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه ورفض أي تدخل في شئونه الداخلية، وإدانة الدعم الإيراني للحوثيين وتشجيعهم علي تقويض مساعي العودة للعملية السياسية وعرقلة الجهود الدولية لوقف مسلسل العف والإرهاب والحرب في اليمن من خلال مد الميليشيات الحوثية بالأسلحة وتحويل المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون إلي منصة لإطلاق الصواريخ علي البلدان المجاورة وتهديد الملاحة البحرية الدولية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر وهو ما ينعكس سلبا علي أمن واستقرار اليمن ودول الجوار والمنطقة بشكل عام ويعتبر خرقا واضحا لقرارات مجلس الأمن رقم 2216. وحول مكافحة الإرهاب تم الاتفاق بين القادة علي مواصلة التعاون القائم بين الدول العربية لمكافحة الإرهاب والتطرف وتكثيف الجهود المشتركة لاجتثاثه من جذوره، وحول لبنان جدد القادة التضامن الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي له ولحكومته ولكل مؤسساته الدستورية بما يحفظ الوحدة الوطنية اللبنانية وأمن واستقرار لبنان وسيادته علي كامل أراضيه.