بينما تتواصل حكومة الدولة في التأكيد علي دفع حركة البحث العلمي ودعمها، والتي كثيراً ما تعمد النظام السابق تراجعها، نجد أن الواقع المرير الذي يعيشه شباب الباحثون سواء داخل مصر أو خارجها، عكس ما يؤكده المسئولون ليل نهار، وقضية الباحث وحيد عواد المدرس المساعد بكلية الزراعة جامعة القاهرة، وطالب الدكتوراه بجامعة ولاية كلورادو الأمريكية، خير شاهد علي حالة التخبط والزيف التي يعيشها المجتمع المصري الآن خاصة مجتمع الجامعة. سافر الباحث بمنحة من وزارة الزراعة مقدمة من الاتحاد الأوربي مخصصة للأبحاث الزراعية، رغم تأكيده أن سفره كان رغماً عنه حزناً علي تركه مصر بعد الثورة التي شارك فيها منذ اليوم الأول، مثله مثل معظم المصريين، واصفاً حالته أثناء السفر، كيف كان ممتلئاً بالفخر لأنه مصري، ويوضح: كنت أتحدث مع الجميع هنا في أمريكا عن عظمة الثورة المصرية، وعلي الأمريكيين أن ينتظروا دولة عظيمة قادمة هي مصر.. كان ذلك بعد الثورة بأيام، ولكن بعد عدة أشهر من الدراسة تم قطع المنحة عني، علماً بأن لديّ أسرة وأن المنحة لا تغطي تكاليف الأسرة، فإننا مثل معظم الباحثين المصريين نعيش تحت خط الفقر. ويكمل وحيد: صبرت أكثر من شهر بعد التحدث مع المسئولين في مصر عشرات المرات وبعد مهاتفة الملحق الثقافي المصري بأمريكا، والقنصل المصري أيضاً، لكن دون جدوي!! فقررت نشر مشكلتي وهي مشكلة الآخرين من الباحثين عبر الشبكة الالكترونية (الإنترنت) وظننت أن بعد نشر الخبر سيصل مصر وتنتفض! فكيف يتم قطع الراتب الشهري عني وعن 11 باحثاً مصرياً معي في نفس المنحة في دول مختلفة، ويتم تركهم يواجهون مصيرهم! ويواصل: ظننت أن نشر الخبر سيكون محل بحث من قبل المسئولين خاصة في مجلس الشعب، وتصورت تقديم طلب إحاطة حول مشكلتنا من قبل النواب، يتم فيه توضيح من وزراء الزراعة والتعليم العالي والخارجية ووزيرة التعاون الدولي، ولكن لم يتحرك أي ساكن من قبل هؤلاء، ولربما لن يفعلوا، ولم يهتم أحد إلا القليل من الأصدقاء والمصريين المتواجدين خارج مصر.