الروائية الأمريكية جويس كارول أوتس هي واحدة من أهم الكاتبات بأمريكا الآن. تم ترشيحها لنوبل أكثر من مرة. ولدت عام 1938 ونشرت كتابها الأول عام 1963. روايتها "هم" حصلت علي جائزة الناشيونال بوك وتم ترشيح رواياتها "المياه السوداء"، "ما عشت لأجله"، "الشقراء"، لجائزة البوليتزر. لها ما يقرب من 50 رواية ومجموعة قصصية وديوان شعر ومسرحيات. في روايتها الجديدة "امرأة الوحل"، تتحدث الكاتبة الأمريكية عن الكتابة والترمل. أجرت معها صحيفة الجارديان هذا الحوار بمناسبة صدور روايتها الأخيرة. روايتك الجديدة "امرأة الوحل" عن امرأة تُركت وهي صغيرة في مكب نفايات وتصبح بعد ذلك رئيسة جامعة, مما يجعلها من نوعية اللاوعي الأسطوري, هل ترينها هكذا؟ علي غير العادة خطرت لي الفكرة عندما كنت في مهرجان إدنبرغ من سنوات, وفي ليلة حلمت بامرأة وضعت الكثير من مساحيق التجميل لدرجة أنها جعلت من نفسها أضحوكة, كانت تبدو كامرأة تعمل في منصب رفيع في الجامعة. عندما استيقظت بدت لي الصورة عميقة. كتبت خمس أو عشر صفحات بحماسة كبيرة, لطالما أردت العودة لأعرف من كانت تلك المرأة. أحد التيمات الرئيسية في الكتاب هو أنه مهما ابتعدنا فإننا لا نستطيع أن نهرب من ماضينا, هل تشعرين بهذا الاحساس بشكل شخصي؟ نعم, لقد نشأت في مكان مشابه للشخصية في الرواية ماعدا أن أمي لم تكن ببشاعة والدة البطلة, لقد كان مكاناً مختلفاً تماما عن برينستون التي أعيش فيها الآن. بالنسبة لي فإن هذا التفاوت يبقي مصدر للتعجب, أعتقد أن أي شخص قام بقفزة طبقية مثل الكثير من جيلي, يشعر بالحنين للمكان الذي انحدر منه. هل تعتقدين أن الحاجة إلي الكتابة تولد خلال هذه النقلات الكبري وعدم الاستقرار الذي يصحبها؟ كل فن ينتج عن حالة صراع. عندما أكتب أبحث دائماً عن الجوهر الدرامي للحدث, المنعطفات في حياة الناس عندما يسيرون في اتجاه واحد, دون آخر. يقول الناس "جويس لديها حس سوداوي عنيف وتراجيدي" , ولكن هذا ليس الاحساس الذي ينتابني عند الكتابة مطلقاً. الكتابة هي الاثارة . هل لا يزال الخوف من الفشل يمثل جزءاً من هذا الانفعال؟ أشعر بالخوف دائماً. ولكنني عندما أكتب أعيش حالة من الاهتياج والإثارة. وعند الوصول للنهاية ربما أشعر أني فشلت, ولم أكن أشعر بذلك في البداية مثلا. متي تكتبين؟ في السابعة صباحاً, بينما المنزل لم يضج بالحياة بعد, ولا تكون هناك رسائل الكترونية. أستطيع أن أعمل لساعة أو اثنتين قبل أن أبدأ يومي. ولكن نبض الرواية يستمر طول اليوم, حتي عندما أثناء قيامي بالتدريس أو أفعل أشياء أخري, أستطيع سماع ذلك النبض طول الوقت. هل مازلتِ تجرين كل يوم؟ أجري كل يوم 40 دقيقة, الركض يساعدني علي التفكير. ومازلتِ تكتبين بيدك؟ أنا أكتب الكثير من رسائل البريد الالكتروني, عندما مات زوجي في فبراير 2008 أصبح الايميل مهماً جداً لي, لم أكن من هواة استخدام الهاتف كثيراً, لذلك أكتب ايميلات لمجموعة من أصدقائي الذين يعانون الأرق في الثانية أو الثالثة صباحاً. كتبتِ عن هذه الفترة في مذكراتك "قصة أرملة". هل تشعرين أن هذا الجزء انتهي من حياتك الآن؟ أري تلك المرحلة كفناء المنزل ولكني أشيح بوجهي عنها, الكثير من الأرامل يشعرن أنهن يخنّ أزواجهم بإكمال حياتهم, إنه تفكير مضطرب, أنا أعرف ولكن ذلك لا يمنعك من الاحساس به. هل فكرتِ في التوقف عن الكتابة؟ التوقف عن الكتابة! لا , كلنا نحب الحكي، ولكن المرهق هو أنك ككاتب عليك أن تحكي قصصاً طول الوقت.