فى اختبارات القدرات للثانوية العامة.. مكتب التنسيق يعلن تسجيل 15 ألف طالب وطالبة    تحذير جديد من لجنة اختبارات القدرات لطلاب الثانوية العامة 2024.. تفاصيل    اليوم.. بدء اختبارات قبول الطلبة المتقدمين للالتحاق بمدارس التكنولوجيا التطبيقية    لأول مرة.. بدء الدراسات العليا بالكلية المصرية الصينية للتكنولوجيا التطبيقية بقناة السويس    جامعة قناة السويس تنظم دورة تدريبية حول أنظمة تشغيل الحاسب للموظفين والطلاب    أسعار السمك والمأكولات البحرية في سوق العبور اليوم السبت (موقع وسمي)    أسعار الخضروات والفاكهة اليوم السبت 27 يوليو 2024 في الأقصر    وزيرة التخطيط والتعاون ورئيس البنك الدولي يناقشان دراسات توطين الصناعة ووضع الاستثمار الأجنبي بمصر    وزير الإسكان: جولات تفقدية لدفع العمل بمشروعات "سكن لكل المصريين"    تقرير للتنمية المحلية: الانتهاء من 117 نقطة اطفاء و100 سوق و75 موقف نقل جماعي بقرى حياة كريمة    وزير الإسكان يُصدر 26 قرارًا لإزالة التعديات بالقاهرة الجديدة والساحل الشمالي الغربي    قصف صاروخي يستهدف القاعدة الأمريكية في حقل كونيكو بشرق سوريا    «إكسترا نيوز» تبث تقريرا حول جهود مصر لدعم القضية الفلسطينية    خبير مناخ يحذر من حالة واحدة تؤدي لحدوث تسونامي وغرق مدن على البحر المتوسط    روسيا: تدمير 21 مسيرة أوكرانية خلال الليل وصباح اليوم    إعصار غايمي يضرب الصين ويتسبب في إجلاء 300 ألف شخص    المصري عبدالخالق البنا يتأهل لربع نهائي التجديف في أولمبياد باريس 2024    باريس 2024 | عبدالخالق البنا يتأهل لربع نهائي فردي الرجال للتجديف    برشلونة يتوصل لاتفاق نهائي بشأن نجم أتلتيك بيلباو    أخبار الأهلي : بعد تصرف جماهير الزمالك..محمد الشيبي يرد برسالة قوية    "بتدمروا جيل".. رسالة غامة من لاعب الأهلي بعد الفوز على المصري وصدارة الدوري    في حملة أمنية بالقنطرة غرب.. ضبط 33 متهمًا بحوزتهم بانجو وهيروين    حملات تموينية ومتابعة مستمرة لضبط الأسواق ومواجهة المخالفين بأسيوط    الجثمان مفقود.. غرق شاب في شاطئ هدير غرب الإسكندرية    الحكومة تنفى وجود تصميم فنى جديد لجواز السفر المصري    أول تعليق من تامر حسني بعد حفله بمهرجان العلمين الجديدة (صور)    إعلام فلسطيني: مجمع ناصر الطبي في خان يونس يستقبل جثامين 14 شهيدا    لحن موسيقار رحل منذ 17 عاما، مفاجأة أنغام لجمهورها في ألبومها الجديد    لماذا لم تتقاضى ليدي جاجا وسيلين ديون أجرًا عن إحيائهما افتتاح أولمبياد باريس 2024؟    من مدينة العلمين الجديدة.. عمر كمال مع سالي عبد السلام في سهرة خاصة على القناة الأولى    «الصحة» تعلن نتائج المرحلة الأولى من المرور على المنشآت الطبية بسوهاج    أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 27 يوليو 2024    جاهزية كوكا مع المنتخب الأولمبي لمواجهة أوزبكستان    انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة على أغلب مراكز وقرى الشرقية    وصول دفعة جديدة من أطباء الجامعات المصرية إلى مستشفى العريش العام    مشادة بين أحمد كريمة وياسمين الخطيب: «مش هسمحلك تعبثي في الإسلام    أسعار الذهب صباح اليوم السبت 27 يوليو 2024    فدائي ووجه ضربات موجعة للإنجليز، الوجه الآخر ل رشدي أباظة دنجوان السينما المصرية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 27-7-2024    اليوم.. بدء امتحانات الصفين الأول والثاني الاعدادي الدور الثاني بالفيوم    عباس شراقي: لدينا احتياطي جيد من المياه بالسد العالي    غرق شاب أسفل كوبري أسوان الملجم أثناء سباحته بالنيل    ما هو وقت صلاة الضحى ؟ سبب تسميتها بهذا الاسم؟    سيلفى خاص من محمد صلاح مع جماهير ليفربول بعد ودية بيتيس    بمشاركة صلاح.. ليفربول يفوز على ريال بيتيس بهدف نظيف وديا    «مش هيقدر ومستحيل».. تعليق مثير ل إكرامي على قرار عودة ميدو من الاعتزال (فيديو)    وسط حالة من الرعب والقلق.. إصابة 4 أشخاص في انهيار عقار قديم بالمحلة    محضرين ضد بعض.. التفاصيل الكاملة ل مشاجرة المخرج محمد سامي مع مركز صيانة    دار الإفتاء تكشف حكم إخفاء المرأة مالها عن زوجها    «زي النهارده».. وفاة المخرج يوسف شاهين 27 يوليو 2008    50 مصري نجحوا في إدارة قناة السويس بعد التأميم    تكريم 450 من حفظة القرآن الكريم بالرحمانية قبلي في نجع حمادي.. صور    الصحة العالمية تعلن إرسال مليون لقاح ضد شلل الأطفال لغزة    مخاطر استمرار الحمى لأكثر من 24 ساعة    سوريا.. قصف أمريكي على عدة قرى في ريف دير الزور شرقي البلاد    بالرابط المعتمد ل(علمى وأدبى) نتيجة الثانوية العامة 2024 وطرق الحصول عليها لحظة إعلانها    واشنطن تطالب الاتحاد الأوروبي بضمان استمرار تجميد الأصول الروسية    هل يمكن زراعة الكبد من الموتى للأحياء؟.. خبير يرد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روبابيكيا
الفرق بين المعرفة والمعلومات
نشر في أخبار الأدب يوم 26 - 02 - 2012

أثناء دراساتي في الجامعة الأمريكية في أوائل الثمانينات كنت أعمل موظفا في مكتبة الجامعة، واعترف أن تلك كانت من أمتع الوظائف التي عملت بها. كان من ضمن مهامي أن أعمل مشرفا علي المكتبة في أيام السبت حينما كانت الدراسة تعلق في الجامعة نفسها بينما كانت المكتبة تفتح أبوابها للطلبة والدارسين. وكنت أيامها أراقب القراء وهم ينهمكون فيما زلت أعتبره عملا سحريا: القراءة. وأعني هنا القراءة بمعناها الكلاسيكي: أي أن يتفاعل القارئ مع ما يقرأه وأن يترك نفسه للكتاب الذي بين يديه يأخذه لحيث لا يدري. وكنت دائما أنبهر بمتابعتي لقراء يبدو عليهم أنهم يستمتعون حقا بما يقرأون، وأري علي وجوههم ذلك الفعل السحري الذي تحدثة القراءة الحقيقية، أي أن يدرك القارئ أن فكرة جديدة أو هاجسا ممتعا قد خطر في باله لأول مرة. وكنت أري هؤلاء القراء في نهاية اليوم تاركين المكتبة فيما كنت أعتقد أنها حالة من النشوة الساحرة.
أقول هذا الكلام بمناسبة ما كتبه الصديق العزيز، ونائب مجلس الشعب المحترم، الدكتور زياد بهاء الدين، في تدوينة له عن تجربته في الأمانة التابعة للجنة الاقتصادية في مجلس الشعب. يقول الدكتور زياد: "الأمانة ليس فيها تقرير واحد، ولا بيان واحد، ولا أدني فكرة عن كيفية البحث عن أي شئ. في كل ركن من المجلس ينتابك ذات الشعور، أنك في مصنع ضخم جداً مليئ بالمكن والعنابر والعمال، ولكنه لا ينتج أي شئ."
ويعلق زياد بهاء الدين علي هذا الوضع المؤسف قائلا: "تقديري أن سبب هذا الوضع المؤسف أن البرلمان كان مقصودا به أن يكون ساحة للكلام غير المفيد وغير المدروس، وبالتالي فلم يكن هناك حاجة حقيقية لأية معلومات أو أبحاث. هذا هو التراث الذي ينبغي تغييره حتي يخرج المجلس من حالة الشلل المؤسسي التي ورثناه بها."
ما احترامي لرأي زياد بهاء الدين، فأنا أري أن المشكلة لا تقتصر علي مكتبة الأمانة الفنية للجنة الاقتصادية في مجلس الشعب، بل تتعداها لتشمل مكتباتنا، العامة منها والجامعية، بل أظن أن كلام زياد بهاء الدين ينطبق علي كل مؤسساتنا الثقافية وليس فقط مكتباتنا، ويعكس أيضا مفهوما عاما للمعرفة يكاد يحكم نظرتنا للثقافة والعلم وتعليم برمتهم.
إن عدم قدرة الأمانة الفنية للجنة الاقتصادية في مجلس الشعب علي "إنتاج أي شئ" لا يعود للموظفين العاملين هناك ، فالكثيرون منهم، كما أضاف زياد بهاء الدين، أكفاء وراغبون في العمل. المشكلة تكمن في النظرة التي تحكم عملية إنتاج المعرفة في مصر. فهذا المصطلح، "إنتاج المعرفة" يكاد يكون غائبا تماما عن مؤسساتنا التعليمية والثقافية، إذ أني علي يقين بأن هذه المؤسسات تنظر للمعرفة وللعلم علي أنهما محدودان، وبالتالي فيجب أن يقتصر دور هذه المؤسسات علي اكتناز هذه المعرفة والحفاظ علي ذلك العلم، وفي أحسن الأحوال إعادة تدويرهما. وبمعني آخر، فإن هذه المؤسسات تنظر للمعرفة وللعلم علي أنهما لا أكثر من معلومات وبيانات يجب الحفاظ عليها وعدم التفريط فيها، الأمر الذي يفسر التركيز علي الحفظ في مدارسنا، وهو يفسر أيضا كيف تحولت متاحفنا إلي مخازن، وكيف انتشرت السرقات العلمية في جامعاتنا، وكيف تحولت دار الوثائق إلي مستودع للمعلومات التاريخية وانعدم دورها كمكان لإنتاج معرفة تاريخية جديدة، وكيف تنامي المنطق الأمني الذي يري أن مهمته تنحصر في الحفاظ علي المعلومات والعمل علي عدم تسريبها.
إن دعم العلم والثقافة وإنتاج المعرفة موضوع هام ومكلف بطبعه، ويجب علي البرلمان الجديد العمل علي زيادة نصيب الثقافة في الميزانية العامة. ولكن المشكلة لا تكمن في الإمكانيات بقدر ما تكمن في العقلية التي تحكم نظرتنا للعلم والمعرفة. فيجب علي مؤسساتنا الثقافية والتعليمية العمل علي إنتاج المعرفة لا حفظها أو إعادة تدويرها، وذلك عن طريق تشجيع القراءة والتأمل والحلم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.