تقدم حنان بدوي وحنان السمني قصص حقيقة لشهداء ثورة 25 يناير في كتابهم المشترك "دماء علي طريق الحرية" الصادر مؤخرا عن دار صفصافة للنشر والتوزيع. عائد بيع الكتاب يخصص كما يكتب الناشر لصالح مؤسسة دعم أبطال 25 يناير ويقدم الكتاب ممدوح حمزة! ترسم حنان وحنان في الكتاب 163 بورتريه لشهداء قتلوا في طريق الوصول للحرية من أول الشهيد مصطفي رجب الذي سقط في السويس وحتي مقتل الشيخ عماد عفت أمام مجلس الوزراء. يدور الكتاب حول سؤال أساسي: ماذا فعلوا هؤلاء ليستحقوا الموت؟ ويحاول الاجابة من خلال قصصم التي يرويها أهلهم وذويهم ويتردد صدي السؤال في كل القصص. تأخذ البدوي والسمني المنحي الانساني في الحكي عن الشهداء وتبين مدي بساطتهم في جمل علي لسان أهلهم كالأب الذي يتحدث عن ابنه مينا الذي قتل في مظاهرات 29 يناير: "مينا كان كل فرحتي. كان يساعدني في عملي. فهو نجار شاطر صنايعي ايده كانت تتلف في حرير". ترصد الكاتبتان الحزن الذي يغلف كل أسر الشهداء، يصف والد الشهيد مجدي أحمد رفاعي لحظة معرفته بخبر موت ابنه فيقول: "وقعت من طولي وفقت بعد ساعتين لقيت كل ولادي بجواري الا مجدي..كان في الثلاجة". يتناول الكتاب من خرج للتظاهر وقتل أو أصيب في 25 يناير وحتي من قتلوا عن طريق الخطأ في بيوتهم برصاص الداخلية الغادر، ويتجاهل الكتاب توثيق عدد كبير من الشهداء الذين ماتوا في السجن الحربي أو أمام ماسبيرو أو في محمد محمود أو في أي مواجهة مع الجيش. والكتاب بشكل عام مبني حول عدد من الحوارات مع أهالي الشهداء الذين يسردون قصصهم أبنائهم الذين قتلوا و علي الرغم من الحكايات الانسانية التي تعتبر مادة خصبة لعمل ابداعي جيد فالمجهود المبذول صحفي أكثر منه توثيقي أو ابداعي ويتسم بالاستعجال ولم تقدم الكاتبتان إجابة للتسؤال الرئيسي عن سبب موت الشهداء. في البداية تصف الكاتبتان كل شهيد مثل: العريس الذي زفوه إلي القبر شهيدا, الرصاصة في قلب ابني والنار في قلبي, منقذ الأطفال الذي ماتت أمه حسرة عليه. وعن طريق هذا الوصف تبدأ الحكاية علي لسان أب أو أخت أو أم وتتنوع وتيرة الحوار بين لهجة الحزن والغضب. تقدم دار صفصافة الكتاب باعتباره جزء أول. وفي نهايته تحاول الكاتبتان توثيق أكبر عدد من شهداء الثورة عن طريق احصاء عددي، ويتضمن الكتاب بعض الصور الشخصية للشهداء.