عاش الثورة لحظة بلحظة في ميدان التحرير، راوده حلم التغيير، بعدما شعر أن الأمور وصلت لطريق مسدود، أو "وصلت للمنحدر- علي حد تعبيره- في كل شيء: في السينما.. الفن.. الدنيا أسودت في وجوهنا كشباب"، وبعد مرور عام علي الثورة أصدر سالم الشهباني ديوانه الشعري السادس بعنوان "الدليل" يقصد الدليل لثورة يناير، وهو قصيدة طويلة، ينفي كاتبها أن يكون انفعاليا وتعبيرا عن اللحظة فقط: "لم أكتب بشكل تجاري.. فالفارق بين الرواية والشعر، أن الأخير حاضر ولديه دائما القدرة علي التعبير الآني واللحظي، أما الرواية فتحتاج إلي أن يستقر الحدث حتي تستطيع التعبير عنه، لذا أري أن ديواني سيعيش ولن يسقط.. فهو لا يتعلق باللحظة الحالية، بل يتنبأ ويشتبك مع الواقع، ويعود للتراث ليقدم رؤية عما يحدث الآن ومستقبلا". الديوان يرصد مرحلة تقليب التربة، فكما يقول الشهباني فليست كل المشاهد التي نراها بعد مرور عام علي الثورة إيجابية، بل "تقليب للتربة يستوجب خروج الديدان والحشرات، حتي نلتقي جميعا حول مشروع واحد، مثلما حدث في الأيام الأولي للثورة في ميدان التحرير، كنا أشبه بمدينة فاضلة، ولكن ما أن أعلن الرئيس السابق خبر تنحيه، حتي اعتلي الميدان تيارات سياسية ودينية ليجنوا ثمار ما أقدم عليه الشباب بثورتهم السلمية". الديوان يمكن اعتباره تلخيص لرؤي كاتبه السياسيه ومن أبرزها "تلون البشر، واختصار القضايا الرئيسية في أشخاص.. اختصرنا الناشطين السياسيين في علاء عبد الفتاح، اختصرنا الشهداء في خالد سعيد، اختصرنا المصابين في أحمد حرارة، فضلا عن أن التخوين أصبح هو السائد الآن، إذ يخرج علينا في الفضائيات من يرمي الناس بالباطل ويصف من هم موجودون في بيوتهم أنهم أعداء للثورة أو حزب الكنبة، أمي لم تخرج من بيتها، لكنها أطهر وأشرف من أناس كثيرون يتاجرون بثورة يناير". "المشوار مازال طويلا" يؤكد الشهباني ويضيف أنه لم يشعر حتي الآن بالتغيير، لذا فلا سبيل سوي استكمال الثورة "في مجالي مثلا- الشأن الثقافي- لم يحدث شيئا، بل حدث الأسوأ، فيكفي أن تنظر إلي تشكيل لجان المجلس، ما حدث هو تغيير شكلي، سأروي لك قصة حدثت أثناء تولي د.عماد أبو غازي وزارة الثقافة، فقد التقيت معه ومعي ثلاثون شابا، قدمنا له مشروع للتوعية السياسية، ومبادرة للم شمل حوض النيل، ومشروع لهيكلة المجلس الأعلي للثقافة، قبل منا مشاريع الأفكار، ولكن لم يفعل شيئا، قابل الجميع وأخذ أوراقا من الجميع، لكنه لم يفعل شيئا في هذه الأوراق سوي ركنها في الدرج! الشهباني صدر له من قبل خمسه دواوين الدواوين: "ولد خيبان"، "السنة 13 شهر"، "القطة العميا"، "الملح والبحر"، و"شبر شبرين".