الجندي وهو يقفز لاعلي ويوجه ركلته الي الفتاة المسحولة علي الارضےلم يسيطر علي نظرات الاشتهاء. ولا الشيخ الذي يصرخ ليثير الرعب في امرأة يوجه لها التحذير الكبير"لستي حرة" يبدو الشيخ مذعورا وهو يثير الذعر . كما ان الجندي كان مهزوما امام جسد امرأة يقمعها علنا. تبدو العلاقة بين من يحاول الوصول الي السلطة و الجنس ، مركبة ، و كاشفة عن حالة هوس مكبوت بالجنس. وهذا مايجعل الجنس حاضرا بداية من تصريح طلعت زكريا المشهور بالافيهات الجنسية و هو يبكي علي عصر مبارك مؤكدا انه راي في التحرير علاقات جنسية كاملة. الهوس هنا بالجنس كمعادل للخيانة السياسية ، هل الثوار نزلوا ميدان التحرير للحصول علي مكان للجنس العلني مثلا؟ولماذا يسمون ذلك ثورة تريد اسقاط النظام؟ الممثل يدرك بالحس التجاري ان اثارة الهوس بالجنس اقصر الطرق الي التاثير في رأي عام ينتظر "فضيحة " ليتسلي بمتابعة تفاصيلها و يحمد الظروف انه لم يكن طرفا فيها واخيرا يعلن عن طهارته باطلاق اللعنة علي الزمن الذي تغيرت فيه الاخلاق. ضباط الامن مهووسون الاهانات الجنسية ، ونجوم التطرف في الدعاة مهووسون بالكلام عن الجنس و الانشغال الحاد بجسد المرأة ، حتي يكاد يتصور المشاهد العادي ان النساء تسرن في الشوارع بالبكيني وانه لابد من حرب اخلاقية..او ان اصل الفساد و الاستبداد خروج المرأة من البيت و الحل حبسهن جميعا في مستعمرات عقاب. انه الجنس محرك الافكار والعقول في المجتمعات المحافظة ومجازاته هي الاكثر انتشارا في السياسة من ركوب السلطة الي وصف فعل سياسي فاسد بالعهر ..الي اخر تشبيهات الاستبداد بالفعل الجنسي . الجنس هو اول الطريق للقهر السياسي. والكبت الجنسي هو مخزن البارود الذي يغلقه الطغاة علي المجتمعات الضعيفة لتفجرها من داخلها. السيطرة علي الجسد هي سيطرة علي المجال الشخصي.هي اخضاع الفرد.واجباره علي الوقوف في طابور الثقافة العمومية بلا تميز ولا ملامح شخصية. الفاشية تتكلم اولا عن تربية الفرد...وانضباط اخلاقه. لا تتكلم عن حريته. ولا عن عشق الحياة. والديكتاتورية تكره القراءة لانها تعلم الفرد أن يكون ثقافته الشخصية بعيدا عن بروجرام ثقافتها الرشيدة. هذه الانظمة تطارد العقل وتمنع التفكير.. وتبدأ عادة بالجنس. تجعل الكلام عنه في خانة الابتذال.لاجنس بعيدا عن الخطيئة.لاعلاقات حرة.ولا معرفة عن المتعة خارج الكتالوج. من هنا يبدأ القهر. من هنا تبدأ السلطة..المستبدة..سلطة رجل الدين.. والديكتاتور.