كان الناشر الكبير علي أعتاب إصدار كتاب، كان يفترض أن يقربه الكتاب من العائلة المالكة التي يستعد ابنها لتولي مقاليد الأمر بعد أبيه، فالكتاب عن الحفيد. ثم قامت الثورة. ولم تعد العائلة المالكة مالكة، وبالتالي كانت المفرمة في انتظار الكتاب. هذه القصة حقيقية، ربما شكك فيها البعض، لكن رؤيتي لغلاف الكتاب، وحديثي مع ناشرين كبار آخرين أكدوا لي أن القصة حقيقية. لكن كتاب "الحفيد" لم يكن هو الكتاب الوحيد الذي تسببت الثورة في ألا يري النور، علي الأقل تسببت في تأجيله. فكتب أخري كانت بصدد الظهور، ثم قضت الظروف وما حدث ألا تظهر. 150 كتابا في المجلس الأعلي للثقافة كانت تستعد للظهور، وكان يمنعها تكدس مخازن المجلس، وكانت المشكلة صداعا في رأس د.عماد أبو غازي، الذي بدأ العام أمينا للمجلس للثقافة، وأنهاها وزيرا سابقا. كان هناك رواية مسرحية قديمة لنبوية موسي، ظهرت عام 1932، ثم لم تتم طباعتها مرة أخري حتي أعاد اكتشافها شعبان يوسف، وبالفعل تمت طباعتها، وطباعة الغلاف، ثم توقف الأمر. لتلحق بالكتب الأخري قامت الثورة، وتوقف الأمر برهة عندما جاء د. جابر عصفور، ثم محمد عبد المنعم الصاوي، قبل أن يأتي د.عماد نفسه وزيرا، ليأتي عز الدين شكري فشير علي رأس المجلس، ولا يتم حل المشكلة، حتي يرحل شكري، ويأتي شاكر. زرت الدكتور شاكر عبد الحميد في مكتبه مرة واحدة، كان وقتها يجد مشكلة في تحصيل راتبه هو شخصيا، ومن ثم فإن الحديث عن طباعة 150 كتابا وحل مشكلة المخازن يبدو ترفا عبثيا. وتولي شاكر مقاليد الوزارة، وأرجو أن يكون قد حل مشكلة راتبه، أو أن تكون الدكتورة كاميليا صبحي ومسئول النشر الجديد د. طارق النعماني قد وجدوا حلا للكتب المعطلة. الناشر يحيي هاشم وجد هو الآخر صعوبة في إصدار عدد من الكتب التي اتفق عيها، ومنها ديوان "خفت أعك" لعبد المعز الهنداوي، كان السبب الذي أعلنه هاشم هو أن عمال المطابع خافوا الذهاب للمطبعة بسبب الانفلات الأمني، مما أدي إلي عدم تمكنه من طباعة الكتب، وغضب المؤلفين، وفسخ عقود وما إلي ذلك. دار نشر أروقة كانت تستعد للانطلاق، ثم تأجل إطلاقها عدة أشهر، وبالتالي تأجلت الدفعة الأولي من كتبها حتي انطلقت في منتصف العام.