فوق أهدابك يسكن العالم ، ويسكن بيتي الصغير أيضا .. تمنيت معك غرفة وصالة ، وأكواب : غرفة لأنام فيها فوق يديك ؛ نخبيء في وسائدها كل الحكايات ونحصل منها علي وعد بأن ما لديها سرّ وأمانة .. صالة لانتظارك ، أعلق في هوائها فوّاحة من فخّار يصعد بخورها في الفضاء حال تأخرك عن المجيء.. وأكواب أصب لك فيها كل ما تحب من كلمات وعناق وعطور ، وتفاهات تقول عنها أنها تجملني .. حجرتي ضاقت بما ادخرته لي أمي فيها من أدوات وأطقم وأجهزة .. وانتظار (...) حجرتي لها ستائر بيضاء كتبت عليها تواريخ لقاءاتنا . اكتشفت أمي ذات مرة ما دونته عليها فاتهمتني بالجنون ، وسألتني عن تلك الأرقام .. بكيت .. تركتني وخرجت صامتة وكأنها عرفت السر . سمعتها تحكي لجارتنا ، خفضت صوتها عندما شعرت بوجودي . جارتنا لا يشغلها سوي زواجي كلما مررت ببيتها تسألني : - مش ح نفرح بيكي ؟ أبتسم لها مثلما أفعل مع الجميع .. في بيتنا أنصتت الجارة لأمي جيدا وأخذت تبحث لها عن حل : - يوم الجمعة بالليل خديها قبة الشيخ سعيد ونوري له شمعة . صمتت أمي وناولتها كوب الشاي ، رفعته وأخذت منه رشفة ثم قالت :أندري لها حاجة غالية عند بنات الملقه (H) ثم تابعت : أوعي يكون عليكي ندر ما وفيتيهوش ؟ بقدر عدد الرشفات قدمت لأمي كل ما يسكن آلامها ، وجسدي المستند علي الباب يشق في ثناياه مجري للعرق - لم تعرفا بسرّي . - استراحت دقات قلبي الذي كان كورقة معلقة صوب عاصفة ... أقطع في كل مقابلة لك آلاف الوجوه التي تدس في الهواء الذي أتنفسه آلاف العيون ، فأصنعك فتافيت من سكر وأذوبك في دمي .. شوارعنا تغار من وقع أقدامي اللاهثة إليك . أعرف أنها لا تحفظ أسرار المحبين .. تلوكني الأفواه مئة حدوتة وأنت الحياة لك . السماء تفتح لمثلك منافذ لتغتسل ثم تلبس ثيابك مرة أخري ، نظيفة بلا بقع سوداء ، تصطف النجوم حولك .. ترسم لهم في ورقة بيضاء لون شعر معشوقتك الجديدة وأنا ترسل لي قصائد حبرها يذوب عندما تلامس حروفها عرق يدي . H اسم مكان في واحة الخارجة