مختبئاً من الحبِّ يملأُ أحرفَهُ بالجهامةِ نظرَتَهُ بالبرودة والصمتْ ، يتعثّرُ في فكرةٍ لم يردها يحاولُ ألا يطاوعُها ، ويبسُمُ محتشداً بالمرارةِ والخوفْ ، تشاكسُه أمُّ كلثومُ: " سمِعتُ صوتاً هاتفاً في السَحَرْ " يتنهَّدُ.. تكسِرُهُ لحظةٌ من سكون تراودُهُ مرتين .. فيزعم أن الدخان الذي في المسافة بينهما ناتجٌ لاحتراق لفافته ، أن رعشة كفّيه سبَّبَها البردُ ، وأن عينيه زائغتان من السهرِ المتواصلِ حتي الصباح . يتلكأ في الانتهاءِ من الشايِ .. يفتّشُ في أوجهِ الجالسينَ علي كِذبةٍ لائقة يتوجس من نفسه خيفةً هذه ليست المرّةَ الأولي للقائهما يتذكَّرُ .. إنها فجأةً قد تكونُ الأخيرةَ