" رأيت في ميدان التحرير جدارية مصنوعة من البشر والمكان " الجملة علي لسان الروائي الكبير ابراهيم عبد المجيد خلال حفل توقيع كتابه الجديد " لكل أرض ميلاد..أيام التحرير" الذي أقيم بدار "أخبار اليوم" وقدمه الزميل علاء عبد الهادي. أكد الروائي ابراهيم عبد المجيد أنه لم يفكر اثناء الثورة في تأليف كتاب عنها ولكنه بعد الثورة قرر ان يبدع هذا الكتاب ليكون انسانيا وليس سياسيا و ليصف فيه التجربة التي شكلتها رؤيته لميدان التحرير واحتكاكه بالبشر هناك حيث قال " كنت أري الناس في ميدان التحرير ليلا وكأنهم ملائكة تنتظر النهار " ،كما ذكر بعض الأحداث التي تبين مدي الغباء السياسي الذي اتصف به الرئيس السابق مبارك حيث أكد أن مصر لم تكن تشغله قائلا :"الرئيس السابق كان شاري دماغه من البلد" لدرجة انه في أحد لقاءاته مع المثقفين طلب منه المفكر الماركسي الراحل محمد سيد أحمد محاولة التقريب بين الأغنياء والفقراء في مصر فالتفت الرئيس إلي عاطف عبيد وقال له ياعاطف اعملهم اسانسير. تحدث إبراهيم عبد المجيد خلال الحفل عن أجواء كتابه الذي يضم 270 صفحة من القطع الصغير والذي يحيلنا إلي مجمل الظروف الاجتماعية والسياسية التي أدت إلي ثورة 25 يناير حيث انتفض الشعب المصري مطالبا بتجديد بنيان المجتمع ، أعطي عبد المجيد نبذة صغيرة عن بعض الموضوعات التي يضمها الكتاب فجاء الفصل الأول بعنوان »الطريق الي 25 يناير« ويشير الكاتب في هذا الفصل إلي التحركات الشبابية التي كانت معظمها تقام عبر ذلك العالم الافتراضي "الإنترنت" الذي تعامل معه النظام علي أنه فضاء بعيد ،قد يكون متنفسا لكنه لن يأتي بثورة . حضر الحفل لفيف من الكتاب والمثقفين منهم الكاتب الصحفي محمد بركات رئيس مجلس ادارة أخبار اليوم والذي قال في كلمته إن دارأخبار اليوم بنشرها الأعمال المتميزة ومنها كتاب عبد المجيد تعود الي دورها الثقافي ، فأخبار اليوم تعتبر ليس فقط صرحا من الصروح الإعلامية بل و الثقافية أيضا حيث انها تنبهت منذ نشأتها إلي أن الوضع الثقافي في مصر يحتاج إلي دفعة من المؤسسات الصحفية مشيرا إلي أن مهمة الإعلام الاساسية هي التثقيف والتنوير ، وقال إن الدنيا لا طعم لها بدون أدب فالأدباء هم الرؤية الخالصة لضمير المجتمع، أما عن إبراهيم عبد المجيد فيحتار في أمره هل هو سياسي يكتب الأدب أم هوأديب يكتب السياسة حيث أنه يعيد إفراز الحياة في صورة ادبية رائعة ، فالأديب له عين أخري تختلف عن عيون الآخرين . كما حضر الحفل الكاتب نبيل زكي والذي أكد في كلمة له علي أن الأدباء هم مهندسو و النفوس البشرية وأن الثورة لم تكن لتقع لولا الأدباء الذين كشفوا عن جرائم انظمة الحكم العربية مضيفا ان الكتاب هم الرواد الذين يتطلعون إلي ما وراء الشكل القائم ، ثم اشار زكي إلي إبراهيم عبد المجيد فقال أنه ليس كاتباً فقط بل هو تجربة حياة، شاهد علي الحزن والفرح ، شاهد علي بيئته المصرية المتقلبة "فهو ليس كاتبا فقط بل هو كتاب مفتوح ".