سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أوراق مصرية- عراقية بين الثقافة والسياسة.. إن من الغريب أن يحاول اليوم بعض الدعاة الإسلاميين المصريين توصيف المعري كأحد رواد ما يعتبرونه »الوسطية« الإسلامية
زگى مبارك كنت أقرأ في أواسط الأربعينيات المنصرمة أن مصر تكتب ولبنان يطبع والعراق يقرأ- حكم متعسف بلا شك، إذ كان لبنان هو الآخر ينتج والمصريون يقرؤون والعراقيون ينتجون، ولو بدرجة أقل. إلا أن القصد، عهد ذاك، كان السوق العراقية هي السوق الأولي للإصدارات المصرية، وكاتت بعض الاستطلاعات تشير إلي أن المثقف العراقي كان يأتي بعد المثقف الفلسطيني في هوس القراءة. وحديثي، بالطبع، هو عن العراق ومصر الملكيين وفلسطين تحت الانتداب. وأتساءل اليوم: لماذا كان العهدان الملكيان في مصر والعراق أغزر بالنتاج الفني والفكري والأدبي والعلمي والفلسفي، بل أقل إيذاء للمواطن من العهود التالية، وأفسح صدرا- مع استثناءات وذلك برغم كل المساوئ والمظالم؟؟ كما لا أعرف هل هي الشيخوخة أم شيء آخر، جعلني اليوم أجتهد بان النظام الملكي قد يكون الأنسب لمعظم بلدان " العالم الثالث" بشرط وجود ملوك منصفين ومحبين لشعوبهم وعاملين علي تطوير بلدانهم؟. وأعتقد أن الملكيات العربية الراهنة مدعوة بقوة إلي تنفيذ إصلاحات سياسية واجتماعية مهمة قبل أن تصلها الرياح الثورية التي تهب اليوم، كما عصفت أو تكاد بالجمهوريات الاستبدادية والوراثية (الجمهلكيات!). لقد كان عراق الثلاثينيات والأربعينيات يستعين بالأساتذة المصريين والسوريين واللبنانيين، وكان أستاذ العربية في كلية دار المعلمين العالية (كلية الآداب لاحقا) في بغداد مصريا هو بدوي طبانة، الذي كان أستاذي لسنوات. وقد استقبل العراقيون، بحفاوة وحماسة، كوكبة من كبار رموز الأدب والفكر والفن المصريين، منهم الموسيقار العظيم محمد عبد الوهاب، الذي دعي لإقامة حفلات الغناء رسميا واستقبله الملك فيصل الأول في القصر الملكي. وفي بغداد غني رائعة شوقي " يا شراعا وراء دجلة يجري. في دموعي تجنبتك العوادي"، وكان ذلك في أوائل 1932. كما استقبل العراقيون بحفاوة كبري، في أواخر العام نفسه، أم كلثوم التي غني لها كبار شعراء العراق. وهناك أحيت حفلات كثيرة كان من بين ما غنت فيها " يوم الهنا"، وسكِت والدمع بيتكلم"، وكان ذلك في فندق الهلال. وقد قال فيها الشاعر الزهاوي: "الفن روض أنيق غير مسؤومِ وأنت بلبلُهُ يا أم كلثومِ لأنت أقدر من غني بقافية لحن يرجعه من بعد ترنيمِ" أما معروف الرصافي، فقال فيها: "أم كلثوم في فنون الأغاني أمة وحدها بهذا الزمانِ هي في الشرق وحدها ربة الفن فما أن للفن ربا ثاني" وحين قامت ثورة 14 تموز يوليو _ 1958 في العراق، غنت لها أم كلثوم، في 30 من الشهر نفسه، قصيدة محمود حسن إسماعيل: "بغداد يا قلعة الأسودِ". وقد كتب عن أم كلثوم، خلال زيارتها، الكثير في الصحف العراقية، ومن ذلك مقال في 27 نوفمبر 1932 لكاتب يقول: " تتأثر بغنائها قبل أن تحمله إلي نفوس السامعين، وهذا سر امتلاكها قلوبهم وتلاعبها بعواطفهم." وقد غنت أم كلثوم أغنية عراقية لسليمة مراد، أميرة الغناء العراقي في تلك الحقبة. ويذكر أن أم كلثوم قامت بزيارة ثانية للعراق بعد الحرب العالمية الثانية. ولعل الأديب الذي عرف العراق أكثر من غيره، وأحبه العراقيون كثيرا، هو الدكتور زكي مبارك، الذي كان يوقع مقالاته في "الرسالة" أحيانا هكذا: " الدكاترة زكي مبارك"، وذلك للمناكفة الطريفة والتحدي؛ وكان بالفعل حامل أكثر من شهادة دكتوراه. وفي العراق بدأ بتأليف كتابه عن الشاعر العباسي الشريف الرضي. وعن العراق ألف كتابه الشهير "ليلي المريضة في العراق." وكان خلال عام من وجوده يلقي محاضرات في دار المعلمين العالية وكلية الحقوق، وكان لولب نشاطات لا يهدأ. وقد زار البصرة والنجف وغيرهما. وعند زيارته النجف ألقي الشيخ محمد اليعقوبي قصيدة أشار فيها لكتبه، وعند ذكر كتاب "ليلي المريضة في العراق"، قال الشاعر: "أشجتك ليلي وحدها بسقامها إن العراق جميعه لسقيمُ" في انتقاد لبعض الأوضاع السياسة العراقية في تلك الفترة. وعندما حل أحمد أمين ضيفا في أوائل الثلاثينيات، فإنه هو الآخر استقبل باعتزاز. وقد وقع حوار شائق وهادئ بينه وبين بعض علماء الدين الشيعة في النجف حول بعض ما ورد في كتابه "فجر الإسلام" بخصوص الأمويين والشيعة. وحين كنت لا أزال طالبا في الكلية زار العراق إبراهيم عبد القادر المازني، الذي كنت أكن له إعجابا خاصا لظرفه وأسلوبه السلس وكنت أبحث عن كتبه بحثا. وقد ذهبنا جموعا وجموعا من طلبة الكليات العراقية لسماع محاضرة طريفة وقيمة له. وأذكر أيضا العلاقة الوطيدة بين شاعر العراق الأول، محمد مهدي الجواهري، وبين عبقري الأدب، طه حسين، وبدأت العلاقة- حسب ظني- في مهرجان المعري بسوريا عام 1944. وحين وصل الجواهري لبيت قصيدته: "لثورة الفكر تاريخ يذكرنا بأن ألف مسيح دونها صلبا"، صاح طه حسين: "ألف، ألف". ويتناول الجواهري الراحل في مذكراته تلك المناسبة، فيكتب: "وبينما كنت ألقي القصيدة كانت يدي اليمني تمتد، عفو الخاطر، إلي الكتف اليسري للدكتور طه حسين الذي كان بجانبي. وهذا الرجل ليس (أبا العلاء)، لكنه كان الوحيد ممن يجمع ما بين فكره وملامحه شيئا غير قليل من خصائصه وبما يتلاءم مع المرحلة التي نعيشها، فضلا عن أنه كان في الطليعة من المعنيين به تناولا وجمعا وأطروحة. بعدي، جاءت الكلمة الغالية والثمينة للأستاذ (أحمد أمين)." ويذكر الجواهري مآدب أقامها طه حسين، رئيس الوفد المصري وتقديم خمسة آلاف جنيه باسم الحكومة المصرية لتعمير قبر أبي العلاء. وكان المبلغ كبيرا بقياس تلك الأيام. وفي حفلة عشاء أخري، لطه حسين، قال له الدكتور عبد الوهاب عزام: "يا دكتور! الجواهري سيلقي قطعة شعرية، فهل تتحدث أنت المضيف ويثنّي هو؟ أو يتحدث وتثني أنت؟" فقال: "لا والله، أنا أثنّي، الكلمة الأولي له وهو المضيف الأول." وقد ألقي الجواهري قصيدة عن طه حسين مطلعها: " أحييك طه لا أطيل بك السجعا..... " أقول، علي الهامش، إن من الغريب أن يحاول اليوم بعض الدعاة الإسلاميين المصريين توصيف المعري كأحد رواد ما يعتبرونه " الوسطية" الإسلامية، أي الجمع بين الدين والسياسة مع أن المعري هو من قال: "لا إمام سوي العقل". وقد فند الأستاذ أحمد عبد المعطي حجازي، الشاعر والكاتب المتميز- تعرفت إليه خلال سنوات إقامته في باريس- حديث القرضاوي هذا عن "وسطية" المعري الوهمية في مقال له في "الأهرام" بعنوان " لا هي مدنية..ولا هي ديمقراطية!" 20 من إبريل 2011 . كانت الطبقة العراقية المثقفة، تتابع، إلي جانب النشاطات الأدبية في مصر، أخبارها السياسية أيضا. ويذكر أن هزة حدثت في داخل حزب الوفد في عام زيارة أم كلثوم، فنشر شاعر عراقي موشحا بتوقيع (ريفي) يحذر فيها مصر من الفتنة. وقد أشار زكي مبارك فيما بعد إلي هذه القصيدة، وقال إنها من شعر الشيخ محمد باقر الشبيبي النجفي، الذي كان قد غني لأم كلثوم قصيدة جميلة. وقد وصف زكي مبارك الشيخ الشاعر هكذا: " أبو كلثوم الوفدي". ومن الموشح: "لماذا انقسم الوفد؟ ومن ذا بيّت الشرا؟ ألا من يجمع الشمل؟ ألا من يطرد الشرا؟ خذي حذرك يا مصر وردي الكيد والمكرا..." وعندما أقرأ "خذي حذرك يا مصر"، فإنني أود أن أردد هذا التحذير اليوم بصوت عال من منطلق الحب والحرص، وفي وضع مختلف تماما. وكان الأستاذ حجازي أيضا قد عنون أحد مقالاته الأخيرة في » الأهرام«، " انتبهوا أيها المصريون"، داعيا لليقظة والتصدي لمن "يريدون أن يسرقوا الثورة." وقد أحسن الأستاذ في التأكيد علي عامل الثقافة السياسية الحصيفة لبناء الدولة المدنية العصرية، التي هي وحدها تجسد وتضمن العدالة، الحرية، المساواة، والتقدم والازدهار؛ وهي الدولة التي تفصل فصلا تاما بين الدين وبين السياسة والدولة (العلمنة)، وتضمن الحرية الدينية الكاملة والمساواة التامة والحقيقية بين الجنسين. والدولة الديمقراطية المدنية لا تبني بين عشية وضحاها، وإن إسقاط النظام المستبد ليس غير الخطوة الأولي؛ فلبناء الديمقراطية لابد من مستلزمات وظروف مناسبة، في مقدمتها ثقافة سياسية (وممارسات تبني عليها) تؤمن بالحوار وتعترف بالآخر وبحق الاختلاف في الرأي وبالتداول السلمي للسلطة، وتستثني نزعات الإقصاء والاجتثاث والثأرية وهوس الانتقام، وتنكب علي الحاضر والمستقبل بدلا من استمرار دوران التفكير والجهد في الماضي. وعندما يكثر الحديث عن الثورة المضادة، فإنها تتمثل أولا في الأفكار والممارسات المعاكسة للديمقراطية، وخصوصا الكراهية الدينية واستصغار المرأة وسباق الاستئصال، وإن النخب الواعية هي من تنبه لتلك المخاطر لا من تستسلم لها من اجل كسب شعبية لن تصمد طويلا. وثمة تيارات وقوي تنشر التشويش والغيوم علي مفهوم الدولة المدنية، وخصوصا حين تنص علي أن مرجعيتها يجب أن تكون إسلامية، أي أحكام الشريعة، وما تعنيه من فرض الحدود وتقييد حقوق المرأة وتغييب مبدأ المواطنة، واعتبار الإسلام الحل لكل مشاكل المجتمع والبشر. والمعروف أن الدولة المدنية الحقيقية تستمد مرجعيتها من القيم والمبادئ الديمقراطية العصرية ومن الإعلان الدولي لحقوق الإنسان، وتؤمن بسلطان العقل، وهو مناقض لفتاوي السلفيين وممارساتهم ومناقض للإسلام السياسي بكل مذاهبه، وبالمتطرف السافر منه وما يوصف بالوسطية المعتدلة. إن الدين ينظم العلاقة بين الفرد وربه، وأما السياسة والدولة، فلتنظيم الشؤون الدنيوية والمجتمع. والسياسة تتغير، وتحتمل تعدد الاجتهادات وتضاربها، وحتي الصراعات أحيانا. وفي السياسة مناورات ومطبات يجب أن يبقي الدين بمنأي عنها. نعم، شعار مصر القديم هو الصحيح: "الدين لله والوطن للجميع"، وكل التفاف علي هذا المبدأ ، سواء باسم دولة مدنية ذات مرجعية إسلامية، أو " الوسطية" الإسلامية، يعود بنا إلي دولة الدكتاتورية الدينية لا غير. لقد عاني العراق كثيرا جدا من انتشار ثقافة العنف والثأر واختزال المراحل، سواء في العهد الملكي حين كانت القوي الوطنية المعارضة جميعا تتبع سياسة التشنج ورفض كل خطوات الحكومات وحتي قبل دراستها، ورفع شعار " ارحلي يا حكومة" دوما؛ أو في عهد ثورة 14 تموز، من صراعات سياسية دموية بين البعثيين والناصريين من جهة وبين الشيوعيين وحلفائهم من جهة أخري. وعاني شعبنا الأمرين، ولا يزال يعاني، بعد سقوط نظام صدام الدموي، من ثقافة وممارسات الانتقام، وهوس الاحتكار، وشهوة التخلص من الآخرين، ورفض النقد والنقد الذاتي، وانتشار الطائفية المذهبية والفئوية العرقية، والتدخل الإقليمي، (الإيراني _ السوري علي الأخص). إن تجاربنا السياسية العراقية قاسية جدا، وما أجدر أن تكون نكساتها وإخفاقاتها وآلامها عبرا لشباب مصر وقواها الوطنية المخلصة، ولكيلا تظل الثورة تدور في تجريم الماضي، ومواصلة التظاهر والاعتصام، وتأثيم كل ما مر وكل من كان، وحتي الفنانين- ( تصبح ثورانا لا ثورة حسب تعبير الأستاذ هاني نسيرة) - بدلا من الانصراف الواعي لواجبات بناء المستقبل: مؤسسات، وصناعة، وسياحة، وتعليما، وعدالة اجتماعية، وتوفير أعمال. صحيح ، أن طبيعة ومزاج الشخصية المصرية يختلفان عن طبيعة الشخصية العراقية ومزاجها، الأولي معروفة بالهدوء والوداعة والشعور بالاطمئنان والاعتداد بالمنجزات، والثانية تتصف بالتشنج والانفعالية والقلق المستمر والتأرجح القوقعي، وذلك لأسباب تاريخية واجتماعية، وحتي بيئية -(الطبيعة المختلفة كطبيعة الأنهار، ما بين نيل هادئ ورافدين هائجين ثائرين، وكحجم مساحات الصحاري)- ليس هنا مجال تناولها. ولكن الثورات تحمل معها نزاع العنف والاستئصال إن لم تعمل النخب الواعية علي تثقيف الشارع وتوعيته. وعندما تدخل الإيديولوجيا في الميدان، فإنها تؤجج المشاعر وتغلق الأبصار، سواء كانت إيديولوجيا الإسلام السياسي- بكل تياراته ونماذجه وتنويعاته- أو أيديولوجيا قومانية كالناصرية والبعث، أو شيوعية جامدة. ومن المؤلم أن كثيرا مما مر ويمر هذه الأيام في مصر العزيزة يثير القلق علي مصير الثورة التي كانت ولا تزال محط إعجاب عالمي. والأيديولوجيات والمزايدات السياسية تضع الحواجز بين المواطنين وتقسمهم اعتباطا، والتيارات السياسية الإسلامية المختلفة، بوجه خاص، وهي الرائجة في العالم الإسلامي، تعتمد علي ما أسميه بمنهج الأقنعة، أو التقية، أو المرحلية في تنفيذ ما تخطط له من أهداف بعيدة تتمثل في الدولة الدينية، التي يتفق حولها كل الإسلاميين برغم خلافاتهم، والذين يلتقون، في الظرف " المناسب"، جبهة واحدة في وجه القوي الديمقراطية والعلمانية. وهذا من دروس التجربة العراقية وتجارب إيران والسودان وأفغانستان طالبان وغزة، ألخ.. وتثبت هذه التجارب أن الانتخابات لوحدها ليست معيار الديمقراطية، وإن كانت من شروطها. فسلسلة الانتخابات العراقية لم تؤد لقيام دولة مدنية ديمقراطية، وانتخابات غزة أدت لقيام دويلة طالبانية علي أراضيها، تضيق علي المرأة والفنون وحرية الرأي. ولا شك في أن في مصر من القوي والشخصيات السياسية ورموز المجتمع المدني من يعرفون كل هذا ويستوعبون التحديات والأخطار ومستلزمات العمل من أجل الدولة المدنية والتعمير وتنشيط السياحة وتوفير العمل وتعزيز هيبة الدولة والقانون، وليس ترك هذه المجموعة الضالة أو تلك تسيطر علي المساجد وتقتل وتهاجم الكنائس دون ردع أمني وملاحقة قانونية. كما يفترض أن تعرف هذه الأطراف المصرية الواعية وجود قوي خارجية تتربص بالثورة لحرفها واستغلالها، وفي المقدمة منها نظام الفقيه، الذي يواصل تدمير العراق ولبنان ويتدخل في الخليج وغزة واليمن والصومال. ومن هنا، وكمواطن عراقي يعاني بلده من هيمنة إيران علي مقدراته السياسية، ومساندتها للمليشيات المسلحة ونشرها للطائفية، ألاحظ بدهشة وقلق هذا الانفتاح وحيد الجانب من الحكومة المصرية تجاه إيران التي لم تبدر منها أية بادرة لتعديل سياساتها في التدخل والتخريب علي نطاق المنطقة، مثلما تواصل تحدي المجتمع الدولي في مشروعها النووي. نعم لا أفهم هذا الانعطاف المصري، الذي قد يرضي الإخوان وقد يستسيغه الدكتور البرادعي، ولكنه سيقلق الكثيرين خارج مصر. إن حقيقة وجود قوي ونخب مصرية واعية وبصيرة وشجاعة، هي التي تجعلنا نأمل في وصول مصر، في نهاية المطاف الطويل، لبناء دولة مدنية مرجعيتها مبادئ الديمقراطية، لا أحكام الشريعة، فتكون نموذجا ومنارا لنا جميعا في المنطقة. أعود أخيرا إلي ختام مقالي ليوم 11 من مايو 2009 : " إن مصر غالية وعزيزة، ومن هذا المنطلق نكتب هذه الكلمات." أخبار الأدب في أواخر إبريل 2011 _ باريس