متي يا سيدي ترحلْ ؟ وتحملُ في حقيبتكَ الزمانَ الأسودَ الأخطلْ ؟ جِِيَاعٌ نحنُ من زمنٍ وكسرةُ خبزِنا يبسِتْ أكلناها فلم تشفعْ ...! أكلنا بعضَنا نهما مضغنا الحزنَ والألمَا ولم نشبعْ ...! فماذا بعدُ قد يُؤكَلْ ؟ عِطاشٌ نحنُ في بلدٍ يقالُ بأنها اتصلتْ بأنهارٍ سماويهْ جداولُها خرافيهْ وننظرُ حولنا عجباً فلا نهرٌ ... ولا جدولْ ...! متي يا سيدي ترحلْ ؟ وتأخذُ كلَ نائبةٍ رُزِئناها وترجعُ كلُ نعماءٍ رُزقناها قُبيلَ زمانِكَ الممزوجِ بالآهاتْ والعاهاتِ والصُبَّيْرِ والحنظلْ متي يا سيدي ترحلْ ؟ أجَلْ يا سيدي : كنا ننامُ وفي ضمائرنا يُعَشِّشُ ألفُ عصفورٍ بهيْ وكان الصبحُ يأتينا ويدخلنا ويتركُ ظلَّه فينا إلي أن جئتَ تحسبُ أنك الحُلمُ المسافرُ في دمِ الشعبِ الأبي ْ...! وتحسبُ أنك البطلُ الذي طالَ انتظارُ مجيئِهِ وتظنُ نفسَكَ قد أتيتَ أكُلُّ مُنْتَظَرٍ نبيْ ...؟! وتحسبُ شعبَكَ المقهورَ يجهلُ حقَ قدرِكَ ؟ لا .... فشعبُكَ ليس بالشعبِ الغبي ْ وسَلْ يا سيدي تعلمْ حقيقةَ ذلك القَدْرِ المُباركِ والعليْ وسَلْ بالطولِ ... سَلْ بالعرضِ فوق السُحْبِ ... تحتَ الأرضِ بالتحقيقِ لا بالفرضِ : قدْرُكَ بيننا مهمَلْ متي يا سيدي ترحلْ ؟ ( كَفَي بربِّكَ ما أحدثْتَ من جَلَلِ وخُذْ حقيبتَكَ السوداءَ وارْتَحلِ وخُذْ زمانَكَ والتاريخَ إنهما تمخَّضَا فأتيتَ وعصبةُ السفلِ ما أنتَ بالقائدِ المُرْجَيَ فتحكُمَنا ولا الزعيمِ فنتبَعه ولا البطلِ تظلُّ تخطبُ فينا كلَ آونةٍ بالزيْفِ والكَلِمِ المعسولِ والدَّجَلِ أما سئمتَ شعاراتٍ تُردُّدها جوفاءَ مثلَكَ في معني وفي قَوَلِ يا مَن تَوعَّد ، مِثْلي ليسَ يُرْهِبُه كَيٌّ بسجنٍ ، ولا سَوْطٌ بمعتقلِ ولا اغترابيَ عن داري وعن وطني سيَّانَ عنديَ طعم ُالصابِ والعسلِ وكيفَ أُرْهَبُ ؟ كم ذا أنتَ تُضحِكُني : " أنا الغريقٌ فما خوفي من البللِ " ) متي يا سيدي ترحل ْ؟ أُضاجعُ أرضَنا الحسناءَ مشتاقاً إلي ولدٍ يساندُني ويحميها إلي ولدٍ يعيدُ لأمِه الثكلي أمانيها أضاجعُها ..... أضاجعُها ولا تحبلْ لأنكَ لم تزلْ فيها تهددُها ، وتُوعدُها وتقتلُ حُلمَها فيها إذا حمَلتْ بمستقبل ْ! لماذا أنتَ تكرهُني وتكرهُها ؟ وتكرهُ إخوتي وأبي وجيراني ؟ ولا تخجل ْ، من استقبالِ أعدائي وضمهِم ِ، وقوفِكَ بين صفهمِ وصَفحِكَ عن مُسيئهمِ وإنْ كانوا جواسيسا : تودِّعُهم ولا تخجلْ ! متي يا سيدي ترحل ْ؟ ( "عيدٌ بأيةِ حالٍ جئتَ يا عيدُ بما مضي ؟ أم بمصرٍ فيكَ تهويدُ " ؟ مضي الأحبةُ والأبطالُ كلهمُ والعبدُ باقٍ وطيفُ الحُر مفقودُ جاءوا جواسيسَ، لا ضْيفٌ فنُكرِمَهم ولا ذوي رَحِمٍ ، بل عُصُبَةٌ سودُ ُسودُ الوجوهِ وسُودٌ في ضمائرِهم جاءوا وفي دمِهم للموتِ تمهيدُ وبَالَ خنزيرُهم في ساحةٍ طَهُرَتْ ميزانُها العدلُ يومَ الفصلِ مشهودُ كم انتظرتُ أري أجسادَهم مِزَقاً لكنّ سيفَكَ يا كافور مغمودُ كأنني بكَ محزوناً تقولُ لهم يوم َالوداع ِ: بأن العوْدَ محمودُ يا آلَ صُهيونَ هذيِ الأرضُ أرضُكمُ أنا الخدوم ُ، متي ما شئتمُ عُودوا ) متي يا سيدي ترحل ؟ بقاؤكَ في حلوقِ الشعبِ غُصَّةْ إذا ما كنتَ ترغبُ في البقاءِ فشهرَزاد إذنْ تعودُ تقصُّ من زُبَدِ الحكاياتِ القديمةِ ألفَ قصَّةْ وأولُ ما تقصُّ عليك من قصصِ البطولةِ قصةٌ عُرِفتْ بملحمةِ المنصةْ