عن الدار المصرية اللبنانية صدرت مؤخرا مجموعة قصصية للكاتب أحمد حمدان بعنوان "الهجرة". يستعير الكاتب في مجموعته هذه عدة من الحيل اللافتة والجريئة، بل وربما كانت المجموعة من المجموعات القليلة التي لا تكتفي بوصف الريف، إنما تستعين في وصفه بتقنيات أدبية حديثة. يبدأ الكاتب إحدي قصصه بالقول: "قالت لي هذه القصة: لا تثرثر.. احكني بسرعة، وارحم القارئ.. بطلي تعيس.. وأحداثي مقرفة.. فلماذا السادية؟"يمزج حمدان هذه التقنيات بحس ساخر واضح لديه، حين يكتب مثلاً عن قطار الصعيد: "كثيرة هي القطارات المسافرة إلي الصعيد، لكن هذا القطار بالذات، قطار الثانية ظهراً، شهرته كنجوم السينما وجمهوره بالآلاف، فهو في موعد وسط.. ليس في أول النهار ولا آخره.. إذا كنت مداوماً علي عمل لا إجازات فيه.. فإنك مطمئن إلي أنه لن يفوتك إذا غادرت مكتبك عند آذان الظهر... وهو أيضا، وهذه نقطة جوهرية جداً، سبق أن احترق مرتين، وانقلب ثلاث مرات، فاستوفي نصيبه من الكوارث كاملا غير منقوص". يصدر الكاتب قصصه بأبيات من الشعر العربي القديم، للفرزدق وابن الرومي والعباس ابن الأحنف، ويعد من أبرزها تصدير قصة "الشاطر والمشطور" لأبي العلاء المعري الذي يقول: "إذا القوم صاموا وعافوا الطعام/ وقالوا المحال فقد أفطروا".