الغريب رواية صغيرة جداً لألبير كامو لا تتجاوز مائة صفحة ولكنها تتميز بالأسلوب السلس في الكتابة فهو بالأساس فيلسوف والرواية تدور حول واحد توفيت والدته ويحضر جنازتها ولكنه يتصرف بطبيعة شديدة لكن تختلف مع الأعراف والتقاليد في حياتنا وهو يتميز بكتابته العبثية فالدنيا بالنسبة له مجموعة من العبث وتعجبني مناقشته للحياة والوجود فهذا الكاتب من أفضل من حصلوا علي جائزة نوبل في الآداب. بالطبع هناك كتب كثيرة مهمة بالنسبة لي وكانت هي تلك القراءات الأولي في طفولتي وعندما بدأ يتشكل وعيي بدأت البحث عن الكتب التي تجعلني أفكر والتي تبني شخصيتي وهذه القراءات الأولية جعلتني أعرف معني الحياة وكلها روايات كلاسيكية ولكنني لم أستطع أن أحدد رواية بعينها أستطيع القول إنها أثرت علي كتاباتي ولكنني تأثرت بكتابات "إحسان عبد القدوس"، "جمال الغيطاني"، "إبراهيم أصلان".ولكن رواية كامو كان لها تأثير كبير. هدرا جرجس الطريق وعتبات البهجة بدأت أقرأ من سن صغيرة جدا أشعار بيرم التونسي وأحمد شوقي وليس هناك كتاب معين قرأته وأثر في كتاباتي ولكني أحببت جدا رواية "الطريق" لنجيب محفوظ، فهي عمل بديع لكاتب عظيم، نجيب محفوظ، محفوظ سفي هذه الرواية يوازن بين الرمزية والواقعية بنفس القدر. ثاني الأعمال التي أفضلها رواية "عتبات البهجة" لإبراهيم عبد المجيد لأن بها كتابة رائقة ومصفاة وبها قدر من السخرية المرة، وأيضا لأن بها حساسية جميلة وإبراهيم عبد المجيد بها كان قادراً علي إدارة شخصياتها، فالرواية كأنها حوار طويل وشيق وممتع ومكتوب بخبرة كبيرة. محمد خير معلم القراءة هناك مثل صيني، وأنتم تعرفونه، لا أشك في هذا لحظة، فالصين التي ملأت مصر فوانيس وثيابا وبائعات وأغشية بكارة ومقالات عن كل ذلك، لم تفلح أن تسرِّب إلي لغتنا العربية غير مثل واحد، عن السمكة، وتعليم الصيد، والرزق الوافر طول العمر. حسنا من يعطني سمكة فقد أشبعني يوما، ومن يعلمني الصيد فقد أشبعني طول العمر، بشرط أن يبقي البحر علي سخائه، فلا يرغم المرء أن يأتيه باكيا يقول "جيت لك وأنا مش محتاج وادتني رزقي، ودلوقتي جاي لك وأنا جعان وبتبخل عليّ.. ظلم ده ولاّ فوضي؟"، (رسايل البحر)، عاشق أنا لإفيهات الأفلام، (طير أنت). وبناء علي ما تقدم، يكون الكتاب الأكثر تأثيرا في تكويني، ليس كتاب "القراءة العربية الجديدة" لبطليه الشهيرين "عمر وأمل". بل كتاب "معلم القراءة" الذي جاء به أبي (أنتهز الفرصة لأقول له: حج مبرور يا أستاذنا) ذات يوم: كتاب مطبوع علي ورق جرائد، هش إلي أبعد الحدود، يبدأ أولا بالحروف، ثم الأرقام، ثم الكلمات، تاركا طوال الوقت متسعا في "متنيه نفسه لأكتب أنا (سيكون المتسع الوحيد للكتابة في جميع الكتب التالية هو "الهامش" فانظروا واعتبروا!)، ثم ينتهي بحكايات قصيرة بحجم قصائد النثر التي أكتبها الآن. ليس القرآن إذن، الذي قضيت معه طفولتي كلها وصباي، ولا الحرافيش التي لا أعرف رغم قراءات كثيرة إن كنت قرأتها فعلا، ولا كتاب المستوي الرفيع في الفلسفة في الثانوية العامة (الكتاب الوحيد، طوال سنوات دراستي، الذي "اخترت" بمطلق إرادتي أن أدرسه)، ولا "ممر معتم يصلح لتعلم الرقص" الذي أعادني إلي الشعر بعد جفوة سنوات. وليس الشيخ "عبد العظيم خطاب" الذي ألان للساني حديد العربية في الكتّاب، ولا "نجيب محفوظ" الذي لا ينفد، ولا "أميرة حلمي مطر" التي لا أقول إنها ألقت بي في بحر الفلسفة وعلم الجمال بل عرفتني أنه موجود علي الأقل، ولا "إيمان مرسال" التي لا تزال كتابتها تحرضني علي الكتابة، بل أبي الذي علمني عن الألف أهم بكثير مما علمني عنه بورخس. أحمد شافعي انقطاعات الموت ليس لي مثل أعلي في الكتابة، ولكنني أحب قصص"محمد المخزنجي" عموما وأيضا جوزيه ساراماجو في روايته "انقطاعات الموت"، وذلك لأنه الأكثر إقناعا وكروائي هو الأقوي وكتابته بها رؤية وحوار مع العالم وعلي الرغم من أن كتابته بها شيء من الملل في البداية إلا أنني متأكد أنني سأجد شيئا وسأستمتع في النهاية. محمد الفخراني الخلود، الحرافيش، وخطط الغيطاني الروايات التي أثرت فيّ هي رواية"اسم الوردة" لأمبرتو إيكو.. المناقشات الفكرية جذبتني جداً، وأيضا رواية"باودولينو"والذي يعجبني فيها طريقة تعامله مع التاريخ ودراسته له كذلك. هناك أيضاً بعض الكتّاب الذين أحب كتاباتهم ومن هؤلاء"نجيب محفوظ"خاصة "ليالي ألف ليلة وليلة"لأنه يقتبس فيها شيئاً من التراث في الأدب العربي، ووضعها في قالب جديد ووضع بها شخصيات جديدة وأيضا بها إسقاط علي الواقع مثل "الحرافيش"وأعجبتني لأن بها 10 حكايات كلها تحكي عن تاريخ عائلة متصلة من أول عاشور الناجي مرورا بأحفاده وكان يختصر بها مجموعة من الروايات القصيرة المتصلة وهذا الشكل كان بالنسبة لي مميزاً وبذلك هو هرب من "التطويل" وأخذ يختصر ويركز علي نقاط معينة.وأنا لا أظن أنه يوجد عمل أدبي مثالي أو نموذجي ففي وقت ما كانت الحرافيش هي العمل الروائي السائد وبعده جاءت رواية "خطط الغيطاني"، لجمال الغيطاني. محمد ربيع وعمارة يعقوبيان أحب رواية "عمارة يعقوبيان" لعلاء الأسواني لأنها رواية ثرية من ناحية اللغة والفكر حيث تضع يد القاريء علي الخلل الذي حدث للمدنية، والقيم، ومن الذين تأثرت بكتاباتهم. ومن ناحية أخري الرواية تحتوي علي الصدق الفني ووجود الصراع الذي يتصاعد في الأحداث. كما أنها تتناول الواقع وتحاول أن تدفع للتغيير وطرح أفكار فلسفية وتفسير الوضع الحالي وإلقاء الضوء علي كل الشخصيات بالتساوي حيث لا توجد شخصية أدرجت بدون وظيفة وكل الشخصيات تضيف للحبكة الروائية كأنها أوركسترا ومن وجهة نظري إنها تدعو للإعجاب وبها كمية تسامح كبيرة جدا ولها الفضل في دفع الجيل الحالي للقراءة. شيماء زاهر خلوة الغلبان كل الكتب الجيدة التي بها طاقة تكون موحية بالنسبة لي ومنها"خلوة الغلبان" لإبراهيم اصلان وأحب هذا الكتاب عموما لأنه ينزع مني إبتساماتي وأشعر بالتفاؤل عندما أقرؤه.