في واحدة من أفقر قري أسيوط المحافظة الأفقر في مصر افتتح الأسبوع الماضي أحد أكبر المراكز الثقافية. المركز تكلف 7 ملايين جنية ويحمل اسم الكاتب الراحل أحمد بهاء الدين، وأقيم في قرية الدوير بأسيوط وهي مسقط رأس الكاتب الراحل. المركز يضم بالإضافة لقاعات الأنشطة والحاسب الآلي واللغات والمسرح والموسيقي والفن التشكيلي، مكتبة أحمد بهاء الدين التي تضم وحدها ما يقرب من 20 ألف كتاب في مختلف نواحي المعرفة، كما تضم كتابات الراحل الكبير والمجموعة الكاملة لمجلة العربي وقت أن كان يرأس تحريرها، ومكتبة الدكتور محجوب عمر المتخصصة والتي تضم 16 ألف كتاب عن القضية الفلسطينية ومكتبة للطفل. وبعكس الهدف الذي أقيم المركز من أجله كان الافتتاح نموذجا صارخا علي الانفصال عن رجل الشارع، ومؤشراً علي ضياع "كنز بهاء الدين" في أسيوط؛ حيث حرص المنظمون طوال الوقت علي إبعاد أهل القرية -الذي أقيم المركز من أجلهم- عن "الضيوف اللي جايين من مصر" وفي الوقت الذي تجول فيه "ضيوف مصر" في المركز كان أهالي القرية يستمعون إلي أناشيد دينية في سرادق كبير خارج المركز! هل سيظل الوضع هكذا؟ كان سؤال أخبار الأدب، وأجاب أحمد عبدالمتجلي المسئول عن الأبحاث بالمركز بأن ذلك لن يستمر، وإن ما حدث كان فقط ليستطيع من تكبدوا مشقة الحضور لأسيوط التجول في المركز، وأنه سيكون طوال الوقت متاحا لأهل القرية الذي أقيم أصلا من أجلهم. حمدي سعيد مدير الأنشطة بالمركز قال إن التفاعل مع المجتمع من أهم نشاطات الجمعية، حيث نجحت الجمعية في تنفيذ 11 مسرحاً متنقل للقري، و35 ورشة عمل للقضايا المجتمعية، و25 دورة تدريبية للتنمية البشرية واللغات والحاسب الآلي، بالإضافة لإصدار أسطوانة تضم جميع أعمال وكتابات أحمد بهاء الدين، تحتوي علي ثمانية آلاف وستمائة مقال بجانب أربعين كتاباً تغطي ما يزيد عن خمس وثلاثين ألف صفحة، فضلاً عن تنفيذ 75 يوماً ثقافياً بالمدارس ومراكز الشباب وقصور الثقافة والحدائق علي مدار الثلاثة أعوام الأخيرة بمحافظة أسيوط، ومن خلال هذه الأنشطة تمكنت الجمعية من اكتشاف 125 طفلاً موهوباً بمدارس القري الفقيرة، وسيحرص المركز الثقافي الآن وبعد إنشائه علي تقديم جميع أوجه الرعاية اللازمة لهم لتنمية الحس الإبداعي وإطلاق قدراتهم الفكرية. تفقد المفكرون والكتاب بصحبة أسرة بهاء الدين وعائلته قاعات المركز، ومعرض الرسم والتصوير والمنحوتات لفناني أسيوط والمنيا وسوهاج، وقدم الدكتور زياد بهاء الدين عرضاً عن المركز الثقافي ورؤيته الثقافية ومراحل إنشائه وعرض مجموعة من شباب أسيوط فيلماً وثائقياً حول أنشطة المركز الثقافي والخدمات التي يقدمها. قال بهاء الدين إن المركز يحتل مساحة 360 متراً وبارتفاع 5 طوابق تضم 15 قاعة متعددة الأغراض، استغرق بناؤه وتجهيزه 7 أعوام كاملة. ويضم أيضا قاعات للتنمية البشرية ومراكز لتعليم اللغات والكمبيوتر وورشاً للفنون التشكيلية ومسارح للكبار والعرائس وسينما مجهزة و4 مكتبات عامة ومتخصصة وفيلمية فضلاً عن فصل لمحو الأمية وآخر لتعليم القرآن الكريم وعلوم الشريعة بالإضافة إلي قاعات للأنشطة الأدبية والثقافية والموسيقية، بالإضافة لقسم لفنون الاتصال والإعلام والتوثيق الإلكتروني فضلاً عن قاعات متعددة الأغراض واستراحة لكبار الزوار. أما أهم فقرات الاحتفال فكانت تكريم زياد بهاء الدين لما يقرب من 100 فائز في مسابقة تضمنت كل فروع الثقافة وهي المسابقة السنوية التي تقيمها الجمعية للمرة الخامسة، وظل بهاء الدين واقفا لمدة زادت علي الساعة يكرم الفائزين، في حين انصرف اللواء نبيل العزبي محافظ أسيوط قبل بدء عملية توزيع الجوائز. شارك في الاحتفالية مجموعة كبيرة الكتاب والمثقفين منهم: الوزير الأخضر الإبراهيمي وزير خارجية الجزائر سابقاً والوزير المفوض في الأممالمتحدة سابقاً والمفكر محمد عبد المحسن القطان رئيس مؤسسة القطان، د.جلال أمين، د.محمد أبو الغار، و محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر، ومحمد حمدي مدير مكتبة القاهرة الكبري، فضلاً عن ديزي بهاء الدين زوجة المفكر الراحل أحمد بهاء الدين ورفيقة كفاحه.