فاز الروائي الكتالوني الشهير إدواردو مندوثا بجائزة بلانيتا لهذا العام عن روايته"مواء القطط". وتعد البلانيتا واحدة من أهم الجوائز الإسبانية وأعلاها قيمة مالية، حيث تصل إلي 600 ألف يورو للفائز الأول، و150ألف يورو للفائز الثاني. كما أن أهميتها أيضاً ترجع للعدد الكبير من الكتاب الكبار الذين فازوا بها من قبل. تدور أحداث الرواية الفائزة في فترة زمنية حرجة جداً في تاريخ إسبانيا، وهي فترة ما قبل انفجار الحرب الأهلية، وفي مدريد، وهي بذلك أول عمل له خارج منطقة كتالونيا. تبدأ الرواية مع وصول رسام إنجليزي شاب إلي إسبانيا في خريف عام 1936 من أجل التحقق من لوحة مجهولة لبيلاثكيث. ويتميز العمل بالإخلاص الذي يكنه مندوثا لموضوعاته مثل المؤامرات والدسائس. وبمجرد أن تسلم الجائزة من يد وزيرة الثقافة الإسبانية أنخيليس جونثالث سيندي، صرح صاحب "مدينة العجائب" أنه من الصعب أن يتحدث عن روايته، وأضاف:"أكتب دائماً لأري كيف ستنتهي الرواية ولا أعرف بشكل أكيد ماذا يحدث"، لكنه أشار إلي أنها:" رواية مؤامرة، مليئة بالتأمل في لحظة تاريخية"، ودون أن يخوض في تفاصيلها أراد مندوثا أن يوضح أنها:"لا علاقة لها بالحرب الأهلية، رغم أنها تدور قبل انفجار الحرب بعدة أشهر، وبطلاها أحدهما حقيقي والآخر خيالي، ولا أفضل أن أوضح من هما". أما الفائزة بالمركز الثاني فكانت الروائية كارمن أموراجاس(1969) عن روايتها"الوقت أثناء ذلك" التي تحكي مأساة امرأة تعرضت ابنتها لحادث سيارة. وقد دخلت الروائية عالم الرواية بعملها "حتي لا يُخسر شيء"، الفائزة بجائزة أتينيو خوبن دي سيبييا عام 1997، وتبعتها بروايات "كل اللمسات الحانية"،و"ليلة طويلة"،و"شيء شبيه جداً للحب"، التي فازت بالمركز الثاني في جائزة نادال عام 2007. وقد اتفقت الصحافة الإسبانية علي أن فوز إدواردو مندوثا بالبلانيتا أعاد لهذه الجائزة أهميتها، التي فقدتها في السنوات الأخيرة لأنها مُنحتْ لمؤلفين متوسطين لا لأدباء كبار لهم مسيرتهم الأدبية المعروفة، ولكن هذا لا يقلل من أهميتها فقد فاز بها من قبل اثنان من الحائزين علي جائزة نوبل، هما كاميلو ثيلا وبارجس يوسا. وقد تقدم لهذه الجائزة 500 رواية، كان أغلبها روايات تاريخية أو تدور في فترة الحرب الأهلية وما بعدها. ولد إدواردو مندوثا في برشلونة سنة 1943، وهو أحد أشهر وأهم الروائيين الإسبان في السنوات الأخيرة. كانت ميوله الأدبية متأخرة نسبياً، حيث درس القانون ومارس المحاماة وعمل كمترجم للأمم المتحدة بنيويورك. وفي عام 1975 ظهرت روايته الأولي"الحقيقة حول قضية سافولتا" التي بدأت معها شهرته، حيث فازت بجائزة النقد. بعدها ذاعت شهرته مع صدور" سر السرداب المسحور"، ولعل أشهر رواياته وأكثرهانجاحاً "مدينة العجائب".