حفل العدد الجديد من مجلة "ديوان" التي تصدر عن مؤسسة الأهرام، بالعديد من الموضوعات الشيقة، ذات الأبعاد الثقافية والتراثية والاجتماعية والسياسية والرياضية، مصحوبة بصور نادرة، سواء للشخصيات أو الأماكن « فمن الموضوعات اللافتة للنظر، الملف الذي أعدته الزميلة كوثر زكي بعنوان "ملكات لم ينجبن وريثا" ومن دلالته تلخص سنة الدنيا: "أنت تريد وأنا أريد، والله يفعل ما يريد.. لعبة القدر لا تعرف الفرق بين الملوك والعبيد، ولا الأميرات والجواري، نعرف جميعا البداية، ولكننا أبدا لا نعرف النهاية.. فصول من الحياة، نعيشها أحيانا بإرادتنا وغالبا دون ذلك، ملفات مسلسل القدر.. زواج وطلاق.. قصور وأكواخ.. أفراح وأحزان، حتي يسدل الستار وتنتهي الحياة، قد نفهم ما يحدث وقد نفسره ولكننا أبدا لن ندرك ما وراءه.. ملكات بدأن حياتهن جواري، وأميرات انتهت حياتهن في الشوارع، وملوك رغبوا في إنجاب الوريث ولما أنجبوه.. سقطت عروشهم ولم يجد الوريث عرشا ليجلس عليه، هي الحياة والقدر.. لا يبقي إلا ما نحكيه" وبالفعل حكت لنا كوثر حكايات الملكات اللتين لم ينجبن وريثا: فريدة، ثريا، وشجرة الدر. فريدة التي أصبحت ملكة مصر بعد زواجها من الملك فاروق، وبدأت حياتها بسعادة طاغية، ولكن ما لبثت أن تحوّلت حياتها إلي شقاء لعدم إنجابها الوريث، لتنجب ثلاث بنات: "عند زواج فريدة من فاروق أحسّت أنها ملكت العالم، فالزوج ملك شاب وسيم والشعب يحبه حتي كان اسمه دائما مقرونا "بالملك المحبوب" وفي 17 نوفمبر 1938 رزقت بطفلة جميلة وهي الأميرة فريال تيمنا باسم والدة الملك فؤاد ولكن من كانوا حولها في القصر حوّلوا فرحتها إلي دموع وحزن لأنها لم تنجب وريثا للعرش، وعقب كل ولادة كانت الملكة نازلي تقول لها أمام الأميرات والوصيفات بالقصر: أنا جبت لفؤاد ولي العهد لما نشوف إمتي حتجيبي لفاروق ولي العهد، وكأنّ الأمر بيد الملكة فريدة ونسوا أن هذا الأمر بيد الله سبحانه وتعالي، وأصبحت كل ولادة لفريدة تشكل همّا كبيرا لا تستطيع تحمله، فكانت كل ولادة تشعر بأنها تصعد إلي حبل المشنقة وفي 7 إبريل عام 1940 ولدت الأميرة فوزية وفي 15 ديسمبر عام 1943 رزقت بأحب بناتها وهي الأميرة فادية، ولكن قبل ولادتها لفادية انقطع ما بينها وبين فاروق وأصبح كل همه هو العبث النسائي وغرامياته النسائية" لذا أصرّت الملكة فريدة علي الطلاق وتحقق لها ما أرادت، وتزوج فاروق من الملكة ناريمان أملا أن تنجب له ولي العهد، وعندما جاء الوريث، وجد نفسه بلا عرش. أما الملكة الثانية التي لم تنجب فهي صاحبة الجمال الصارخ، الذي جمعت فيه بين سحر الشرق والغرب، هي الملكة ثريا التي تزوجت من الشاه محمد رضا بهلوي، وهي ابنة السادسة عشرة من عمرها، و انفصلت عن الشاه بعد زواج دام ثماني سنوات، استطاعت خلالها أن تلعب أدوارا اجتماعية مهمة في حياة الشعب الإيراني. ويتناول الملف _أيضا- قصة حياة الملكة شجرة الدر باعتبارها الملكة الثالثة التي لم تنجب. وتحت عنوان "تواريخ وأحداث" تلقي رئيسة التحرير الزميلة بهية حلاوة الضوء علي مدينة "أريحا.. مدينة السيسبان" وهي المدينة التي تعتبر واحدة من أهم المدن التاريجية والأثرية في العالم، وتعني كلمة أريحا باللغة الكنعانية القديمة "مدينة القمر" وأحد أسمائها السيسبان، وهو نوع من أنواع الورود القديمة، ويذكر التاريخ أنه نظرا لجمال المدينة فقد قدمها ملك الرومان أنطونيو هدية إلي كليوباترا ملكة مصر تعبيرا عن الحب وكمهر للزواج، وتمتاز المدينة بعدة مزايا، فهي المدينة الأثرية والسياحية، والمشتي الأفضل بحكم موقعها المنخفض عن سطح البحر ومناخها الحار، لذلك يزورها مليون وربع فلسطيني سنويا، بالإضافة إلي مليون سائح أجنبي خلال العام الواحد. وبأسلوب شيق وبصور نادرة تستعرض المجلة تاريخ حياة ومشوار نخبة من المطربين والفنانين والرياضيين: بديعة مصابني ( ناظرة مدرسة الفن)، أحمد شوقي "شاعر القصر والشعب"، عمر الجيزاوي "شارلي شابلن العرب"، بهيجة محمد علي "ماري باي باي.. كومبارس من سجن النساء". ومن الموضوعات التي تضمها المجلة "مقياس النيل، أفراح العرب.. حنة ونقوط وولائم" واختارت المجلة أن يكون ضيف بابها "مشوار للقمة" كمال الشاذلي، حيث استعرضت مشوار حياته ومواقفه السياسية والبرلمانية.