من ضيوف المعرض بمشاركة أكثر من 7500 ناشر وكاتب من أكثر من 100 دولة أُقيم الأسبوع الماضي (من 6 10 أكتوبر) معرض فرانكفورت الدولي للكتاب. افتتح المعرض جوتفريد هونفيلدر رئيس اتحاد الكتاب الألمان، بالحديث عن حالة صناعة الكتاب في العالم في اللحظة الراهنة، حيث ذكر أنه بالرغم من الأزمة الإقتصادية والثورة التي يمر بها عالم النشر حاليا، فإن مبيعات الكتب في ألمانيا قد ارتفعت، حتي الآن، بشكل كبير مرة أخري. وأن مبيعات الكتاب الإلكتروني لا تشكل حاليا سوي 1٪ من مجموع المبيعات لكنها ستنمو بمعدل أسرع في السنوات القادمة. واتفق معه مدير المعرض يورجن بووز حول حقيقة أن صناعة الكتاب تمر الآن بفترة تغيير مثمرة وشدّد علي أنه لم يسبق أن كان هناك مثل هذا الطلب المتزايد علي محتوي إبداعي جيد. معرض فرانكفورت الذي يعد المعرض الأهم عالمياً، والترمومتر، الذي يعرف من خلاله المتابعون حالة الكتاب والنشر في العالم، احتفي علي طريقته بفوز الروائي البيروفي ماريو بارجاس يوسا بجائزة نوبل لهذا العام. حيث قال يورجن بووز مدير المعرض: " وحدها أصوات معزولة هي التي تنبأت أن جائزة نوبل للآداب سوف تذهب لكاتب من أمريكا اللاتينية هذا العام. أهنئ ماريو بارجاس يوسا من كل قلبي وأنا سعيد جدا من أجله لنيله هذه الجائزة". أما أجنحة ناشري يوسا من كل أنحاء العالم فتحولت إلي ساحات للاحتفال به. إذ شهد جناح شركة النشر الإسبانية سانتيانا حيث تطبع أعمال يوسا عن دار نشر الفاجوارا التابعة للشركة احتفالاً كبيراً. "مثّل القرار مفاجأة كاملة لنا. أنا سعيد به، سعادة تضاعفت بفعل السنوات العشر التي قضيتها في انتظار هذا القرار"، يقول خوان جونزاليس ألبارو، مدير المحتوي العالمي في سانتيانا. أما وكيل بارجاس يوسا، وكالة كارمن بالسييس الأدبية، فكان مشاركا أيضا في معرض فرانكفورت وانضم للاحتفالات به. وتصاعدت فرقعات زجاجات الشمبانيا في أجنحة ناشري يوسا الدوليين بالمعرض أيضا، مثل ناشره الفرنسي جاليمار، والأمريكي فارار، سترواوس، وجيروكس، والبريطاني فابر. ويوسا بطبيعة الحال ليس جديداً علي معرض فرانكفورت، فقد افتتح المعرض عام 1976 عندما كانت أمريكا اللاتينية ضيف الشرف. وفي 1980، أحضر الوكيل الأدبي ميشي شتروسفيلد الكاتب البيروفي إلي دار نشر زوركامب؛ التي نشرت عمله "رحلة إلي نهاية العالم". وفي الثمانينيات أصبحت أعماله معروفة لجمهور أوسع. والآن بعد فوزه بنوبل يقول شتروسفيلد: "بارجاس يوسا من أعظم كتّاب أمريكا اللاتينية، حيث أحيا بلده البيرو لنا بكل حقائقه ووجوهه المختلفة. يمكنك أن تقرأ طريقك داخل رواياته، ولا ترغب أبداً في أن تجد طريقك للخروج منها مرة أخري. أحر التهاني القلبية، جائزته مستحقة تماماً. كان يوسا علي قائمة الترشيحات لسنوات عديدة، وكما يحدث دائماً، في عام تكون المراهنات عليه قليلة، يفوز بالجائزة". أما الناشرة أولا أونزلد- بيركفيتش من دار زوركامب فقالت: "أعتقد أن فوز يوسا بنوبل كان مسألة وقت ليس أكثر، وهذا هو الوقت المناسب تماماً. يمكنك الحديث عن قائمة كبيرة من الأعمال في حالة يوسا، علي الرغم من أننا لا نزال نتوقع منه أعمالاً أكثر. أعماله عظيمة، سرد أمريكي لاتيني ذو تخييل عالٍ. إنه يكتب بالضبط كما يفهم الأدب: الأدب هو النار. مثّل برنامج ضيف الشرف، الأرجنتين، أحد نقاط الجذب الرئيسية في المعرض، حيث شارك أكثر من 70 كاتبا أرجنتينيا في أكثر من 300 ندوة ونشاط. من الندوات المهمة ضمن نشاط ضيف الشرف، ندوة بعنوان "الكاتب والسوق" شارك فيها أربعة متحدثين: كاتبان بست سيللر، وناشر، وناقد أدبي. الكاتبة الأولي هي كلاوديا بينييرو، المولودة في الأرجنتين والمعروفة أيضا ككاتبة برامج تليفزيونية، فازت بجوائز قومية ودولية عديدة عن أعمالها الأدبية، والدرامية والصحفية. فيلم "أرامل ليلة الخميس" المأخوذ عن روايتها الرائجة بالعنوان نفسه تم اطلاقه عام 2009، وحقق إيرادات عالية جداً. في بريطانيا، نشرت روايتها بمساعدة برنامج SUR للترجمة، عن دار نشر مستقلة صغيرة هي "بيتر ليمون برس"، وتم اختيار الرواية من قبل موقع أمازون في قائمة "النجم الصاعد" الترويجية. والكاتب الثاني هو إدواردو ساشيري وهو أيضا اسم كبير في عالم الثقافة الأرجنتينية. تحولت روايته "السؤال في عيونهم" إلي فيلم تشويق أرجنتيني بعنوان "السر في عيونهم" حصل علي جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي العام الماضي. تحدث في الندوة نفسها أيضا دانيال ديبينسكي، صاحب دار نشر "لا فلور" الأرجنتينية، والناقدة الأدبية سيلفيا هوبينهاين، التي أدارت اللقاء أيضا. في تقديمها للندوة شددت سيلفيا علي أنها فرصة هائلة للأرجنتين أن تكون ضيف شرف هذا العام في فرانكفورت، حيث أنها مناسبة هائلة للتعريف بال70 مؤلف أرجنتيني المشاركين في المعرض. وأثار إدواردو نقطة أن هناك أناسا كثيرين يعتقدون أن جودة الكاتب تكمن في عدد النسخ التي تباع من كتبه. "بكلمات أخري الكمية تعني الجودة. الأمر ليس علي هذه الصورة، فمجرد كونك تبيع نسخاً كثيرة لا يعني بالضرورة أنك كاتب جيد. مع ذلك، لا يجب أن يعتذر كتّاب البست سيللر بسبب كونهم كتاباً ناجحين. يحتاج الأدباء لأن يتبعوا رغبتهم في أن يؤلفوا كتباً، وعليهم ألاّ يفكروا في عدد النسخ التي سوف تباع منها، قبل حتي أن يضعوا القلم علي الورق". واتفقت كلاوديا مع إدواردو في أنها حين تبدأ في كتابة رواية فإنها لا تملك أي فكرة علي الإطلاق حول كيف سيتم استقبالها، لكنها قالت إن المؤلفين يحتاجون لأن يثقوا في قرائهم، وبالرغم من أن ليس كل شخص يحب القواعد التي تحكم السوق، فهذه هي الطريقة التي تعمل بها. ومن وجهة نظرها أنها عملية تبادلية فالكاتب والقارئ يكمل كل منهما الآخر. طرحت سيلفيا سؤالاً مثيراً عن أهمية اللغة واتفق المشاركون علي أنه لم يسبق أن طُرحت أسئلة عن اللغة في حد ذاتها! وركزت سيلفيا علي أهمية المشروعات المشابهة لبرنامج SUR الخاص بدعم الترجمة. دانيال، مع ذلك، أوضح أنه بالرغم من أن SUR كان بالطبع برنامجا مهما، إلا أنه يمكن النظر إليه من جانب البعض كتدخل في معايير السوق، حيث أن العناوين تم اختيارها من قِبل الناشرين لا القرّاء. وفي أجندة الندوة أيضا كان هناك نقاش حول أن هناك الكثير من التحامل في عالم النشر، فهناك بعض الكتب قد تنجح فقط لأنها تحتوي علي الموضوعات المهمة لدور النشر، أو لأنها محظوظة كفاية للفوز بجوائز. لكن أحياناً يتوقف الأمر فقط علي الحظ، ولا أحد يمكنه أن يعرف حقاً لماذا يبيع. من جهة أخري تم اختيار أيسلندا لتكون ضيف شرف معرض فرانكفورت للعام القادم. وتم تقديم الخطوط الأولي لمشاركة أيسلندا في العام القادم في مؤتمر. سوف يحمل برنامج ضيف الشرف القادم عنوان "آيسلندا الرائعة"، وستقدم عبره أدبها وفنها وثقافتها وتاريخها من ملاحم وأساطير القرون الوسطي الشعبية الفريدة، مساهمة آيسلندا الكبري في تاريخ الأدب العالمي حتي الأدب المعاصر. وسوف تصدر عديد من الاصدارات الجديدة في سوق النشر الناطقة بالألمانية لتعرض ثراء الأدب الآيسلندي المثير للإعجاب. بين هذه الاصدارات عناوين لكتّاب تُرجمت أعمالهم بالفعل للغات عديدة، مثل إينار كاراسون، إينار مار جوموندسون، هالجريمور هيلجاسون، كريستين ماريا بالدورسدوتير، وأيضا أصوات جديدة. سيكون هناك أيضا ترجمات جديدة من كلاسيكيات الأدب الحديث وأدب ما بعد الحداثة في آيسلندا، تمد الجمهور الناطق بالألمانية برؤية شاملة لتطور الأدب الآيسلندي في القرن العشرين. أهم علامات برنامج ضيف الشرف العام القادم سيكون صدور ترجمة ألمانية كاملة لملاحم القرون الوسطي الآيسلندية عن دار نشر فيشر في خريف 2011 . وتعود هذه الملاحم للقرنين الثالث عشر والرابع عشر وتحكي قصة حياة المقيمين الأوائل في آيسلندا. ولهذه الملاحم دور فريد في الأدب العالمي ، حيث تقدم نموذجا مميزاً للسرد الواقعي القروسطي، قبل ظهور الروايات الواقعية ب 500 عام. الموضوع تم إعداده عن نشرة إخبارية مرسلة من إدارة المعرض