في يناير الماضي انطلقت دار نشر ومكتبة كيان. صاحبتها، سمية عامر، لم تبدأ من الفراغ. لديها تجربة سابقة كما تقول، بجانب عملها في مجلات مستقلة مثل "نور" وعملها في بداية حياتها بمجلة "فصول"، فقد عملت أيضا في دار التنوير التي كان يديرها من القاهرة عبده جبير. طوال هذا الوقت كان حلمها أن تكون مسئولة عن مشروع يخصها في النشر، يقدم كتبا وأعمالا ثقافية مختلفة. النموذج الذي كان في رأسها وهي تحلم حلمها هذا كان دار نشر "ميريت". تعبر عن إعجابها الشديد بتجربة محمد هاشم صاحب ومدير الدار، والذي، بحسب كلامها، "قدم صورة مختلفة عن الناشر، فلم يعد هو مجرد المطبعجي وإنما مثقف وفعال وصاحب دور سياسي أيضا، فمساهمته في قضية حريق بني سويف كان من الأدوار الأساسية، بالإضافة إلي اهتمامه بالكتابة الجديدة والأدب الشاب." كلام عامر مازال حتي الآن كلاما عاما، أسألها عما تطمح لأن يميز دارها بشكل خاص فتجيب بأنهما أمران: "الفن التشكيلي والاقتصاد. كان حلمي دائما أن أثري مكتبة الفن التشكيلي، بحيث لا يصبح مقصورا علي أعمال نراها في المعارض. كلنا تربينا علي خبرة أن نذهب لشراء كتالوجات للفن التشكيلي فنجد أسعارها مرتفعة للغاية. أحلم بتقديم إصدارات رخيصة تحوي لوحات الفنانين بجانب نصوص أدبية. بالإضافة لمكتبة في الاقتصاد، فعلي الرغم من وجود طفرة في التسويق والأعمال إلا أن بعض الجوانب الاقتصادية لا تزال غائبة عن أذهان القارئ العادي والمثقفين. استعنت بلجنة من أساتذة الاقتصاد لكي تجدد لها الأعمال الجديرة بالنشر. وأنتظر النتيجة." أصدرت عامر ثلاثة عناوين، هي ديوان للشاعر الراحل محمد صالح بعنوان "لا شيء يدل" ورواية للطاهر وطار بعنوان "قصيد في التذلل"، - تم ترشيحها للبوكر - ورواية لرشيد الغمري بعنوان "الجبانات"، بالإضافة لمجموعة قصصية تحت الطبع بعنوان "المدينة المفقودة" لإسلام الشحري. كما تنوي تقديم تجربة جديدة وهي كتاب لتعليم الهيروغليفية بالإنجليزية والعربية. ولا تزال تترقب أصداء نجاح أو فشل هذه التجربة. تحدثني عامر مطولا عن تجربة المدونات والفيسبوك. تبدو معجبة للغاية بها. هناك طابور كامل الآن من كتاب المدونات يكسرون التابو ويقدمون كتابة مختلفة تماما. نعمل علي تقديم كتاب بعنوان "مصر للتأبين" للمدون سيد شعبان: "هو كتاب ساخر ولكنه يحوي مرارة أيضا. وما أعجبني أنه لم يأخذ فكرة المدونة استسهالا، ولكن لأنه كان يملك شيئا جادا يقوله." بالإضافة لهذا، تبدو مؤمنة تماما بدور النشر "الصغيرة والمستقلة" بحسب تعبيرها، في مواجهة كيانات النشر الضخمة: اقترحت علي بعضهم أن نقيم تحالفا بيننا كمجموعة من دور النشر الجديدة. لماذا مثلا لا نأخذ مكانا في وسط البلد أو الزمالك ليصبح ليس مجرد مكان لعرض الكتب وإنما مركزا ثقافيا حقيقيا؟ هذه ليست مجرد فكرة خيالية، بدأت عامر في فكرة شبيهة، تعمل علي تنظيم ورشة كتابة وفن تشكيلي تبدأ في شهر أكتوبر في الوادي الجديد، تقوم بتقديم نوع كتابات لشباب بحيث تتولي الدار بنشرها، وهذا سيتم بالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي الذي سيوفر محاضرين من عنده. تضيف: "أتمني أن يقوم المجلس الأعلي للثقافة أو صندوق التنمية الثقافية بدعمنا أيضا. هم دائما ما يعبرون عن احتياجهم للدماء الجديدة، فلماذا لا يقومون بدعم دور النشر الصغيرة؟"