فى احدى قواعد عين الحلوة مع المقل المقاتلين الفلسطينيين اكتوبر 1987 الكشف عن صوت المرأة في التاريخ الشفوي أدي إلي تغيير الطريقة التي يُنظر بها، ليس فقط إلي تاريخ المرأة، ولكن للتاريخ بشكل عام. جنفياف سيداروس " 12 أغسطس 1925 29 يناير 2016 " ناشطة سياسية وصحفية ومترجمة، ربما لا يعرفها الكثيرون، تأثرت بوالدتها الأمية التي كانت تتمتع بثقافة عالية، وأكملت تعليمها حتي تخرجت من قسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة وبدأت نشاطها السياسي خلال هذه المرحلة، وتم اعتقالها وحبسها لنشاطها السياسي، وعملت كصحفية في بعض المجالات والجرائد وترجمت عددا من الأعمال الأدبية. وليست جنفياف سيداروس هي المرأة الوحيدة التي حققت إنجازات بارزة في مجال العمل العام والتي لا يعرف الكثيرون عنها شيئا، فهناك العشرات من النساء اللاتي تركن بصمة واضحة في مختلف المجالات ولكن بقين في الظل نتيجة عدم معرفة الناس بتاريخ نضالهن ومنهن علي سبيل المثال لا الحصر وداد متري المناضلة اليسارية والنقابية التي كافحت من أجل حقوق المعلمات والمعلمين، وليلي دوس الناشطة السياسية وواحدة من رائدات حركة الخدمة الاجتماعية، وكوكب حفني ناصف أول طبيبة وجراحة مصرية والأخت الصغري لباحثة البادية ملك حفني ناصف .. وغيرهن. وربما كان التعريف بهذه الشخصيات النسائية الرائدة وتوثيق إنجازاتهن هو أحد الأهداف التي قامت من أجلها مؤسسة "المرأة والذاكرة" التي تشكلت عام 1995 من مجموعة من الباحثات والباحثين، والذين كانوا مهتمين بتغيير الصور النمطية للنساء في الثقافة السائدة، ارتكازا علي منظور النوع الاجتماعي (الجندر)؛ حيث تمثل الأفكار الثقافية السائدة عقبة في سبيل تحسين أوضاع النساء وحصولهن علي حقوقهن. ويعتبر غياب مصادر المعرفة الثقافية البديلة بشأن أدوار النساء في التاريخ وفي الحياة المعاصرة من أهم المعوقات التي تواجه المرأة العربية حالياً. من ثم قررت مجموعة المرأة والذاكرة اتخاذ شكل رسمي، يتيح لها الدعوة إلي تبني منظور النوع في دراسات التاريخ العربي والعلوم الاجتماعية بشكل عام. ويكمن الهدف من القيام بهذه الأبحاث المتخصصة في إنتاج معرفة ثقافية بديلة حول النساء العربيات، وإتاحتها كمادة يمكن توظيفها في زيادة الوعي ودعم النساء. وهناك العديد من المشروعات الرائدة التي تنفذها المؤسسة منذ بدايتها حيث يقول رامي رياض المدير الإداري لمؤسسة المرأة والذاكرة: هناك العديد من المشروعات التي نعمل عليها بصورة متوازية أولها مشروع "نساء رائدات" والذي يهدف إلي إعادة إحياء ذكري النساء العربيات اللاتي تعرضن للاستبعاد والتهميش في عمليات التأريخ الرسمي. ويتم ذلك عن طريق إعادة طباعة أعمالهن، وعقد مؤتمرات لمحاولة الكشف عن الدور الفعال الذي قمن به، وإسهاماتهن في الحياة الثقافية. والكشف عن الدور الفعال للنساء في صنع التاريخ. فمثلا عقدت المرأة والذاكرة عدة مؤتمرات تحت عنوان "فلنتذكر"، ففي 1998 أقامت "المرأة والذاكرة" مؤتمراً لإحياء ذكري ملك حفني ناصف (1886-1918)؛ حيث قدم باحثون من داخل مصر وخارجها أوراقا بحثية عن ملك حفني ناصف كرائدة نسوية في إطار الحداثة والنسوية في مصر في بدايات القرن العشرين، كما قامت المرأة والذاكرة بإعادة طباعة كتابها المعنون "النسائيات". وفي عام 1999 عقدت المؤسسة مؤتمرا عن نبوية موسي، بوصفها إحدي النساء اللاتي قمن بأدوار بارزة في تاريخ مصر الحديث، وهي أول فتاة مصرية تحصل علي شهادة البكالوريا عام 1907، وأول امرأة مصرية تتخذ من تعليم الفتيات قضية وطنية. وبمناسبة المؤتمر قامت المرأة والذاكرة بإعادة نشر إحدي مؤلفات نبوية موسي: كتاب "تاريخي بقلمي"، الذي دونت فيه الكاتبة سيرتها الذاتية، وهو كتاب نادر لكونه من السير الذاتية المعدودة التي تركتها لنا واحدة من الرائدات المصريات في العصر الحديث، إضافة إلي ندرة عدد النسخ التي ما زالت موجودة منه، خاصة في المكتبات العامة. وفي 2002 أقامت المرأة والذاكرة مؤتمر "عائشة تيمور: تحديات الثابت والمتغير في القرن التاسع عشر" ، وأعادت المؤسسة طباعة كتاب عائشة تيمور "مرآة التأمل في الأمور". أما في 2004 فقد أقيمت ندوة "قدرية حسين وقضية الانتماء"، وتم إعادة طباعة كتابها "شهيرات النساء في العالم الإسلامي" المنشور عام 1924. كذلك قامت المرأة والذاكرة بتجميع وطباعة الأبحاث التي تمت مناقشتها في هذه المؤتمرات. أرشيف التاريخ الشفوي للنساء توثيق السير الذاتية للنساء واحد من المشروعات المهمة التي بدأتها مؤسسة "المرأة والذاكرة" أيضا من خلال مشروع "أرشيف التاريخ الشفوي للنساء" حيث أدي الكشف عن صوت المرأة في التاريخ الشفوي إلي تغيير الطريقة التي يُنظر بها، ليس فقط إلي تاريخ المرأة، ولكن للتاريخ بشكل عام؛ فالبحث في قصص وتاريخ النساء، قد يؤدي إلي إعادة التفكير في تاريخنا ككل، وفي الكثير من الافتراضات الخاصة بالماضي والحاضر. كما أن توثيق قصص حياة النساء من الممكن أن يساهم في تحسين حياة النساء، كما يساندهن أيضاً في الصراع للحصول علي حقوقهن. تقول ديانا مجدي وهي باحثة وتعمل مع المؤسسة منذ 2012 : إن مشروع "أرشيف التاريخ الشفوي للنساء" يعتمد علي منهجية التاريخ الشفوي، حيث نحاول تجميع قصص النساء من خلال إجراء لقاءات مسجلة معهن، وهن يقمن من خلال تلك اللقاءات برواية تاريخهن من خلال واقع التجربة الشخصية وقصص حياتهن. وتضيف ديانا: بدأ المشروع في منتصف التسعينات، وهو يقوم علي عدة مراحل فمن خلال المرحلة الأولي تم عقد ما يقرب من مائة مقابلة شخصية مع نساء تناهز أعمارهن الخامسة والسبعين، كن من أوائل النساء اللاتي تعلمن وعملن في مجالات مختلفة، وكان لهن دور اجتماعي بارز. أما المرحلة الثانية فقد بدأت بعد 2011، وتهدف لإبراز مشاركة النساء قي المجال العام في الوقت الحالي من خلال توثيق سيرهن الذاتية وإبراز أدوارهن في المجالات المختلفة، وقد تم عقد مقابلات مع نساء ناشطات وجمع قصصهن وتجاربهن. وتذكر ديانا: سجلنا مع الكثير من الفتيات والسيدات من القاهرة ومن المحافظات ممن أنشأن مبادرات نسوية شابة .. أو ممن اشتركن في أحزاب.. أو ممن ساهموا في تغير المجتمع بشكل أو بآخر. ويعتبر الموقع الإلكتروني لمؤسسة "المرأة والذاكرة" واحدا من المشروعات المهمة للمؤسسة، حيث يذكر رياض أن الموقع يتم تحديثه باستمرار وهو بمثابة أرشيف إليكتروني يمكن للباحثات والباحثين الاستعانة به وكذلك التعرف علي أنشطة المؤسسة ومطبوعاتها من خلاله، "نحاول حاليا الاستفادة من الموقع لإتاحة الكتب التي نتمكن من الحصول علي حقوق النشر لها لتحقيق أكبر فائدة للقراء". ويضيف رامي : هناك العديد من الأنشطة الأخري التي تقوم بها مؤسسة المرأة والذاكرة ومنها الدورات التعليمية في دراسات النوع والتي تهدف لربط الجندر بالعلوم المتنوعة مثل علم النفس، والتاريخ، والعلوم السياسية وسوف تنظم مؤسسة المرأة والذاكرة خلال شهر أكتوبر القادم ورشة تدريبية إقليمية حول مناهج البحث في التاريخ الشفوي من منظور النوع، والتي تهدف إلي تدريب الباحثات والباحثين المهتمين بقضايا النساء والنوع علي استخدام مناهج البحث النسوي، وأساليب التأريخ الشفوي، وكيفية قراءة وتأويل النص الشفوي بالإضافة إلي تطبيقات عملية في ممارسة التأريخ الشفوي. قالت الراوية من المشروعات المتميزة التي قامت بها المرأة والذاكرة مشروع "قالت الراوية" والذي تبني مشروع "إعادة كتابة الحكايات الشعبية من وجهة نظر المرأة" ويركز علي شقين، وهما النصوص الشعبية العامية، ونصوص ألف ليلة وليلة؛ وقامت مجموعة إعادة كتابة الحكايات من وجهة نظر المرأة بتنظيم ورش عمل علي مدي يوم كامل، وذلك بمعدل مرتين في الشهر منذ عام 1998. وقد عقد اللقاء الأول بعنوان "قراءة وكتابة حكايات عربية من وجهة نظر المرأة: تجارب أولية"، في مارس عام 1998، بحضور مجموعة مختلفة من المهتمات والمهتمين بمجالات النقد الأدبي، والكتابة الإبداعية، والتاريخ الثقافي والاجتماعي، والمسرح، للقيام بتحليل وإعادة كتابة الحكايات الخيالية من وجهة نظر نسوية. وقد جاء هذا المشروع بدافع الوعي بتأثير الحكايات الخيالية والقصص الشعبية علي المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالأدوار الاجتماعية التي يلعبها كل من الرجل والمرأة، والتمثيل الخاطئ والمتجني علي المرأة في الثقافة الشعبية والدارجة، حيث حاولت "المرأة والذاكرة" من خلال هذا المشروع الرد علي هذه المعتقدات الخاطئة عن طريق إنتاج وعرض مادة ثقافية مغايرة، وهي الحكاية الشعبية من وجهة نظر المرأة. وبجانب إعادة كتابة النصوص الأصلية، فقد اتجهت بعض المشاركات إلي كتابة نصوص خاصة بهن من وجهة نظر نسوية. وقامت مؤسسة "المرأة والذاكرة" بتنظيم عدة أمسيات حكي لعرض الحكايات المعاد كتابتها علي جمهور أوسع. كما أصدرت المؤسسة كتب تتضمن الحكايات التي سبق تطويرها في ورش الكتابة التي أقامتها مجموعة إعادة كتابة الحكايات، وهي قالت الراويات...ما لم تقله شهرزاد (2007)، وحكايات حورية (2003)، وقالت الراوية (1999)، إلي جانب كتب الأطفال وهي: حكايات فريدة (2007)، وحكايات الأيام السابعة للشاطر والشاطرة (2002)، وست الشطار (2002)، ومصباح علاء الدين (2002). مركز للكتب والوثائق إن ما يؤكد نجاح أي مشروع ثقافي هو قدرته علي الاستمرار والبناء يوما بعد يوم، ولعل هذه السمة هي واحدة من السمات التي تحققت في مؤسسة "المرأة والذاكرة" التي استطاعت عبر السنوات الانتقال من مشروع لآخر بنجاح ، وليس هذا فحسب بل وتوثيق كافة تلك المشروعات ونتائجها ليستفيد منها الباحثات والباحثون استفادة هائلة، ولعل أحد إنجازات المؤسسة يتمثل في مركز المرأة والذاكرة للكتب والوثائق، والذي يحتوي علي مجموعة هائلة من الدراسات والأبحاث الخاصة بالمرأة، وهو عبارة عن مكتبة متخصصة عن القضايا النسائية، وهناك داخل المكتبة مجموعات متنوعة تتضمن: كتب وصحف نادرة نشرت في العالم العربي، والأديبات محدودة التداول وهي الدراسات والأبحاث والكتب التي لا تتوفر بسهولة من خلال وسائل النشر أو التوزيع التقليدية. إضافة إلي المجموعات الخاصة لعدد من الرائدات. تقول سارا القاضي مديرة المكتبة: تقتني المكتبة عددا من المواد الأرشيفية، ومجموعات الوثائق المتعلقة بتاريخ المرأة المصرية والرائدات، مثل وداد متري وكوكب حفني ناصف وليلي دوس وهند رستم وماري أسعد، وغيرهن.. وتضم الأوراق الخاصة مختلف المواد كالصور والشهادات والقصاصات الصحفية النادرة التي تساعد في فهم فترات مهمة في تاريخ المنطقة العربية كما تضم مذكرات مدونة بخط اليد. وعن كيفية الحصول علي تلك المواد تقول سارا: عادة ما تقوم الرائدات أو عائلاتهن بإهداء الأرشيف الخاص بهن ومجموعة أوراقهن إلي المكتبة وهنا نبدأ بتصنيفها ما بين صور ووثائق قامت الرائدة بكتابتها أو كتبت عنها أو خطابات شخصية أو شهادات علمية، ثم نتيح الأوراق التي يتم الموافقة عليها من خلال المركز وكذلك موقعنا الإلكتروني. وتضيف القاضي: يتبع المركز المعايير والقواعد الدولية للفهرسة، وهو يهدف علي المدي الطويل إلي ترقيم كل المقتنيات وتحويلها إلي مادة إلكترونية من أجل تسهيل الوصول إليها. فمثلا تحتوي مجموعة ليلي دوس علي الأوراق الخاصة بها مثل صورها وصور لأبرز الشخصيات التي قابلتها في مراحل تاريخية مختلفة، وليلي دوس لمن لا يعرفها هي ناشطة سياسية وإحدي رائدات الخدمة الاجتماعية التي وهبت حياتها لتحسين الصحة العامة، وهي إحدي مؤسسي الجمعية النسائية لتحسين الصحة عام 1936، التي بدأت كجمعية متخصصة لرعاية مرضي السل وأسرهم، وهي أول جمعية متخصصة في ذلك الوقت. وتضم مجموعتنا أيضا أوراق كوكب حفني ناصف التي ولدت في 20 إبريل 1905 وكانت أول طبيبة وجراحة مصرية ثم أصبحت أول مديرة مستشفي بعد ذلك، وقد التحقت بكلية الطب جامعة لندن وعادت إلي مصر لتصبح من أوائل الفتيات اللاتي مارسن مهنة الطب في مصر، وأول فتاة تحوز منصب حكيمباشي عام 1962 ، وأول طبيبة نقابية مصرية في نقابة الأطباء، وأول طبيبة تجري عمليات الولادة القيصرية في مصر، وتوفيت عام 1999. وداد متري في الأرشيف الخاص عند وفاة السيدة شاهندة مقلد، وأثناء البحث عن بعض المواد والصور الخاصة بها، قادني البحث لفيلم أربع نساء من مصر هو فيلم وثائقي كندي مصري إنتاج 1997 للمخرجة تهاني راشد، وقد ربط هذا الفيلم بين أربعة سيدات من مصر وهن شاهندة مقلد وأمينة رشيد، ووداد متري، وصافي ناز كاظم، وحقق هذا الفيلم نجاحا هائلا وحصل علي العديد من الجوائز وهو متاح علي اليوتيوب. وعندما بحثت عن بعض الأوراق والصور الخاصة بشاهنده مقلد بمؤسسة المرأة والذاكرة لم أجد لها مجموعة خاصة بها هناك إلا أن هناك العديد من الأخبار والقصاصات والصور لها التي تم العثور عليها داخل أرشيف وداد متري المناضلة اليسارية حيث جمعت بينهما صداقة قوية. ففي شهادتها عن وداد متري والتي نشرت ضمن عدد من الشهادات في كتيب صدر عن مركز البحوث العربية والأفريقية تحت عنوان "وداد متري: قلب.. بحجم الوطن" كتبت مقلد "كانت أبلة وداد مدرستي بمدرشة شبين الكوم الثانوية بنات في العام الدراسي 53- 1954 ، حيث كانت هي مدرسة التربية القومية والفلسفة وصارت لي منذ ذلك الوقت بابا للمعرفة والوعي ، بل صارت حياتي بأكملها ، أما وأختا وصديقة وأستاذة وكانت "وداد معي في أصعب ظروف سجني وفي كمشيش مع الفلاحين ، كما كان بيتها مقرا لي وكان لقائي مع مثقفين وساسة وفلاحين لأنها كانت حضنا للوطن كله " وقد آثرت أن أقدم قراءة في أوراق وداد متري التي لم أكن أعرفها بشكل كاف قبل زياراتي لمؤسسة المرأة والذاكرة. تعد وداد متري أنطون رمزا من الرموز الوطنية اليسارية ورائدة خدمة اجتماعية، ورمزا من رموز العمل النسائي، وتنتمي متري إلي أسرة متوسطة، وكان والدها يعمل مهندس مبان ووالدتها لم تكن تعمل علي الرغم من أنها كانت سيدة متعلمة ومثقفة وكانت أيضا شاعرة. ولدت وداد متري في 9 أكتوبر عام 1927 بحي شبرا، وفي عام 1942 أتمت دراستها الابتدائية بمدرسة الأمريكان بشبرا، وبعد المرحلة الابتدائية التحقت بمدرسة النهضة المصرية الثانوية للبنات ، ففي تلك الفترة كان يتم الالتحاق بالمرحلة الثانوية مباشرة، وفي 27 يوليه عام 1952 حصلت متري علي ليسانس آداب "قسم فلسفة" من جامعة فؤاد الأول، وأثناء دراستها بالكلية كانت أول فتاة تفوز في انتخابات اتحاد الطلاب بجامعة القاهرة عام 1951ثم التحقت بمعهد الصحافة الذي يتبع كلية الآداب عام 1953 ودرست به ثلاث سنوات. حصلت متري علي دبلوم معهد التحرير والترجمة والصحافة "تخصص اللغة الانجليزية" وهو ما يعادل "درجة الماجيستير" من جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة الآن ) ثم عملت بالتدريس لمدة سبع سنوات، في الفترة من 1952 حتي عام 1959بمدارس "ديروط" في الصعيد وشبين الكوم ومدارس التوفيقية القبطية بالقاهرة. وتعد أول من قدمت برنامج تدريس في الصحافة المدرسية، نشطت سياسيا خلال سنوات 1956 و1967 حيث اهتمت بقضايا العمل الوطني وقامت بدور مهم في توعية التلميذات وكانت تلقي المحاضرات من أجل التوعية والتثقيف مثل محاضراتها بعنوان " كيف نواجه العدوان؟ وأيضا محاضراتها عن "التصنيع وسياسة مصر"، وقد انضمت الي الحركة الشيوعية وهي في سن 23، وكانت من أشد المناصرات للقضية الفلسطينية كما سعت الي إنشاء مركز للخدمة العامة بالمدرسة وكان لهذا المركز دورا بارزا في إشاعة نشاط ثقافي، وسياسي، وفني، ليس في نطاق المدرسة فقط وإنما علي امتداد مدينة شبين الكوم كلها. وفي عام 1956 شاركت في"اللجنة النسائية للمقاومة الشعبية" وأنشأت فرعا لها بمحافظة المنوفية كما قادت حملة "قيد النساء" في جداول الانتخابات وبفضل جهدها أصبحت محافظة المنوفية هي أعلي محافظة في نسبة قيد النساء، ويعتبر هذا العام عام مهم في تاريخ مصر حيث تم حصول المرأة علي حق الترشيح والانتخاب . كانت أول من أسس جمعية نسائية بقرية البراجيل بمحافظة المنوفية. وفي عام 1957 شاركت في حملة المطالبة بالإفراج عن جميلة بوحريد وتزعمت وفدا نسائيا عربيا توجه في تظاهره حاشدة الي مقر الأممالمتحدةبالقاهرة لإيقاف حكم الإعدام عليها. اعتقلت من 10 يوليو 1959 حتي آخر نوفمبر أي حوالي 5 شهور، فقد كانت في قضية "تحت التحقيق" وأخذت إفراج نيابة لعدم كفاية الأدلة وخلال فترة الاعتقال أنشأت فصل محو أمية للسجينات في سجن النساء بالقناطر الخيرية . وقد كرمتها جامعة القاهرة بمناسبة الاحتفال بمرور 90 عاما علي إنشاء الجامعة، كما كرمتها الجامعة أثناء احتفال كلية الإعلام بمرور 60 عاما علي إنشاء قسم الدراسات الإعلامية، وجاء هذا التكريم اعترافاً بإسهامها المتميز في تطوير الإعلام المصري علي مدي سنوات عملها الطويلة، وما قدمته من جهد صادق من أجل مصر الحبيبة" كما ورد في الشهادة، وقد تزوجت من الدكتور سعد لوقا وهو دكتور بكلية الهندسة جامعة عين شمس . وتحتوي مجموعة وداد متري علي الأوراق الخاصة بها كالسيرة الذاتية والتي تضمن الشهادات المدرسية والجامعية، الشهادات التقديرية الحاصلة عليها من قبل بعض المؤسسات مثل (لجنة إحياء شهداء ومناضلي اليسار المصري ) و( شهادة الخدمة الاختيارية في الإسعاف الأولي من الهلال الاحمر المصري) و( شهادة تقدير احتفالا بعيد امهات الوطن) وبعض الامتحانات الجامعية. كما تحتوي المجموعة علي صور شخصية ملونة وأبيض وأسود لها و لأسراتها وأصدقائها بالإضافة إلي خطابات متنوعة "شخصية" وخطابات بلغات أجنبية وكروت تهنئة ودعوات من قبل بعض الجهات الرسمية وغير الرسمية. كما توجد مراسلات من قبل العديد من الجهات مثل: ملتقي المرأة والذاكرة ، ورابطة المرأة العربية، ونادي سيدات القاهرة، جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين، مركز دراسات حقوق الإنسان، اللجنة المصرية لتضامن الشعوب الآسيوية الأفريقية، جمعية هدي شعراوي، مؤسسة فريريش ايبرت، جمعية نهوض و تنمية المرأة، جمعية تضامن المرأة، الاتحاد الاشتراكي العربي، منطقة شرق القاهرة التعليمية، جمعية خريجات الجامعة (اتحاد الجامعيات). وتتضمن هذه المراسلات دعوات للحضور والمشاركة في المناسبات والمحاضرات الخاصة بها وايضا ايصالات اشتراك من قبل بعض الجمعيات .وتشتمل مجموعة وداد متري علي مجموعة من المقالات المتنوعة عن الانتفاضة الفلسطينية، والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية بالقاهرة، وحزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي، واتحاد المحامين العرب، الأممالمتحدة، و جامعة الدول العربية وتضمن مجموعة وداد متري أيضا عددا من القصاصات الصحفية عنها وعن بعض الشخصيات مثل صلاح جاهين، وصافي ناز كاظم وانجي افلاطون وأيضا قصاصات صحفية حول اتحاد المحامين العرب وجمعية خريجات الجامعة. كما تحتوي علي مسودات بخط اليد لوداد متري ومسودات متنوعة لبعض الأشخاص. كما تشتمل علي كتب ومجلات متنوعة بالإضافة الي الإصدارات الأسبوعية والشهرية لبعض المؤسسات كمؤسسة المرأة الجديدة والمجله الأسبوعية لمنطقة شرق القاهرة التعليمية. كان أرشيف وداد متري من الثراء أن استهلك الزيارة الأولي لمؤسسة المرأة والذاكرة ولكن هناك الكثير الذي بحاجة لزيارات أخري لفتح أوراقه.. إن زيارة واحدة لمؤسسة "المرأة والذاكرة" لا تكفي، فقد تمكنت المؤسسة عبر سنوات من العمل الجاد من أن يتحول لمصدر تنويري معرفي متميز لكل المهتمين بقضايا المرأة وبالتعرف علي كل أولئك النساء اللائي حققن تميزا في مجالهن ولكن ظلمهن الزمن بالتناسي.