انطلق منذ بضعة أسابيع الموقع الثقافي "قديتا" وهو علي خلاف بقية المواقع الثقافية العربية يتميز بميزتين، الأولي أنه الموقع الأول الذي يديره مجموعة من الكتاب الشباب المنتمين إلي عرب 48، مما يجعله نافذة علي الإبداع والثقافة العربية داخل فلسطينالمحتلة. ويستلهم الموقع اسمه من قرية "قديتا" الجليلية التي تم تهجير كل سكانها وتعرضت للتطهير العرقي علي يد الاحتلال في عام 1948. ويرأس تحرير الموقع أنطوان شلحت، ويديره علاء حليحل، ويشارك في تحرير الموقع عدد كبير من الكتاب الفلسطينيين والعرب أبرزهم رشا حلوة، راجي بطحيش، مروان مخول، أسماء عزايزة، سامي مطر، شربل عبود، ومجد كيال. أما الميزة الثانية التي تميز موقع "قيديتا" فيوضحها محرر الموقع قائلاً: "يخال المرء أحيانًا أنّ معادلة غريبة بدأت تسيطر علي المشهد الثقافي والإعلامي باللغة العربية: كلما زاد عدد المواقع الشبكية زادت المضامين الشبكية سطحية و"سرعة"؛ صار "الخفيف" سيد الموقف وتنحي "العميق" نحو الهامش غير المرغوب في عصر "المعلوماتية". فالوسيط الجديد الذي غزا فضاءنا (الإنترنت) حوّل عملية النشر والإعداد والتحرير إلي عملية شبه زائدة أو هامشية، يكاد أن يكون حضورها منحصرًا في منع نشر مواد معينة من منطلقات تجارية/ رقابية/ دينية/ حزبية أو غيرها. أي أنّ اختيار المواد المنشورة صار مشتقًا من المنفعة الفورية، من دون الرجوع إلي مقوّم التحرير الهادف والمتجنِّد كعنصر أساسيّ في بناء وتثبيت الجودة." لذلك ففي قديتا يحاول القائمون علي الموقع تلافي هذه الأخطاء من خلال "إعادة الاعتبار إلي الكلمة المنشورة في عجالة اليوميّ والرّاهن، ومَركزتها ثانية كحالة أدبية وثقافية وسياسية واجتماعية، لها ما تقول، بعمق وإصرار ومن دون مداهنة. ستكون الجودة المعيار الأول والأساسيّ، ولن تقع كتابة متمردة أو "غير محافظة" ضحية الشطب لأنّ نشرها سيغضب البعض أو سيثير "الحساسية". نحن نعتقد أنّ هامش الحرية في النشر باللغة العربية آخذ في الانحسار، في ظلّ التوترات السياسية والاجتماعية والاصطفافات المختلفة، وفي ظلّ المشهد العربي-الإسلامي السّاعي يومًا بعد يوم (بمعزل عن الأسباب) نحو تضييق الخناق علي الإبداع الخَلاق". يقدم موقع قديتا نفسه بصفته موقع ثقافي وسياسي، لذلك فمواضيع الموقع وعناوينه تتنوع من "حماس وفتح تتفقان علي تعذيب المعتقلين" إلي نص أدبي لراجي بطحيش بعنوان "أثر السيجارة". ينقسم الموقع إلي عدة أقسام رئيسية تبدأ بقسم "أدب" ويضم النصوص ذات الصبغة الأدبية حيث توجد عليه حالياً عشرات الأعمال التي تتنوع ما بين القصيدة والقصة والنصوص المفتوحة لعدد كبير من جنسيات متنوعة من الكتاب العرب أبرزهم علي بدر، جورج جريس، أسامة ملحم، يوسف الأزرق، نائل الطوخي، محمد خير، أمجد ناصر، محمود خير الله، وجمانة حداد. أما القسم الثاني فيحمل عنوان تحت المجهر ويضم الموضوعات التي تتعرض لأوضاع العرب داخل الخط الأخضر حيث يكتب إلياس عطا الله عن منهج اللغة العربية لرياض الأطفال في المدارس الإسرائيلية. أما القسم السياسي فيضم مجموعة متنوعة من الأخبار السياسية التي يتعلق معظمها بالصراع العربي الإسرائيلي وإن كان من الافت في هذا القسم المُعَالجة المتميزة للأخبار والمزج بين ما هو سياسي وما هو ثقافي، كأن يحتل المكانة الرئيسية في الصفحة خبر تصريح تشومسكي بأنه لا يجد أملاً في أوباما. كما يوجد علي الموقع قسم بعنوان "سينما" مخصص للعروض النقدية السينمائية. إلي جانب قسم آخر مُخصص للمقالات النقدية الفنية والموسيقية. ومن الأقسام الملفتة للنظر في الموقع قسم بعنوان "طفرة" يحتوي علي العديد الرسوم الكاركتيرية والكارتونية التي تتحرك في مسافة بين الكتابة والرسم. أما القسم الذي يتفرد به الموقع عن بقية المواقع الثقافية فهو "مثليون ونص" وهو القسم المخصص لكتابات المثليين جنسياً أو تلك المقالات والدراسات التي تتعرض لأوضاع المثليين جنسياً في الوطن العربي، ويعمل هذا القسم بالتعاون مع مؤسسة القوس للتعددية الجنسية والجندرية في المجتمع الفلسطيني. لزيارة موقد قديتا: http://www.qadita.net