نظمت لجنة الكتاب والنشر، بالمجلس الأعلي للثقافة، برئاسة الدكتور أسامة السيد، ندوة حول مناهج التاريخ بالكتب المدرسية، استضافت فيها اللجنة الدكتورة زبيدة عطا، أستاذ التاريخ الوسيط بكلية الآداب جامعة حلوان، وعضو لجنة تطوير المناهج في المرحلة الثانوية بوزارة التعليم سابقا، في البداية أوضح أعضاء اللجنة أن ما رأيناه وسمعناه في الفترة الأخيرة يؤكد نقص الوعي بالتاريخ، ومن ثم يتخرج الطالب حاملا بعض المعلومات. دون أن ينظمها وعيه التاريخي، ومن خلال الحذف عن طريق المؤرخ، تدخل الأيديولوجيا بثقلها، ليتخرج الطالب بوعي تاريخي مشوه. كما أكد أعضاء اللجنة أن التاريخ أحد أهم عناصره هو الانسان وأن كتاب التاريخ وما يحتويه ويدرسه أبناؤنا بالمدارس يحتاج لإعادة نظر، والشاهد علي ذلك اضافة أسماء لكتاب التاريخ أو رفع أسماء دون إبداء الأسباب وأن الحشو بالكتب المدرسية ومنها كتاب التاريخ أمر شديد الخطورة، جزء منه مرجعه للرؤية الايديولوجية لواضع المنهج التاريخي. ومن جانبها، قدمت الدكتورة زبيدة عطا عرضا مستفيضا أشارت من خلاله الي الرؤية التي تنتهجها وزارة التعليم في وضع المناهج بصفة عامة ومنهج كتاب التاريخ بصفة خاصة، حيث أكدت أن القضية تنقسم إلي قسمين، قسم خاص بالمنهج، وأخر خاص بالمعلم وذلك من خلال تجربة مررت بها منذ خمسة عشر عاما عندما اشتركت في وضع مناهج كتاب التاريخ الاسلامي وكنا لجنة ضمت كبار مؤرخي مصر، د.يونان لبيب رزق، د.رءوف عباس، د.اسحق عبيد، د. علي رضوان، د. عبدالعظيم رمضان، ومعنا اثنان من الوزارة وظيفتهما التحكيم واذا بالمنتج الذي خرج للنور، كتاب لا صلة له بما كتبناه علي الاطلاق، وفي النهاية ما تم طبعه بالتأكيد تم نسبه لنا، وما حدث أن اللذين تم اشتراكهما معنا كان وجودهما للتكسب. وأوضحت د. زبيدة أنه خلال فترة تولي د. حسين كامل بهاء الدين، كان هناك رأي باعتبار مادة التاريخ اختيارية!! واذا نظرنا إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية: التي تاريخها بدأ منذ 300 عام فقط، وليس آلاف السنوات من الحضارة كمصر، وجدنا لديهم اهتماما شديدا بمنهج التاريخ وأن دراسته هناك إجبارية. وأكدت د. زبيدة للأسف الشديد كل وزير يأتي يغير ما قام به الوزير السابق عليه، وهذا متبع حتي الآن. لاشك ان لدينا أخطأ منهجية، وسوء تخطيط، ولي تجربة أخري عندما وضعت بالاشتراك مع د. اسحق عبيد منهجا خاص بالفترة المسيحية، بعد تقريرها علي الطلاب فوجئت بعد فترة بحذفها من المناهج وهنا أتذكر -أيضا- عندما تم حذف الفترة التاريخية الخاصة بأسرة محمد علي من كتاب التاريخ، علي الرغم من أن محمد علي وأولاده هم بناة مصر الحديثة. واختتمت للأسف الشديد أننا نفتقد ادارة يكون لديها القدرة علي اتخاذ قرار بانتاج كتاب تاريخ يتسم بالجاذبية لدراسته، ويكون هدفه تنمية الشعور الوطني لدي شبابنا وإقبالهم عليه. وطالب المشاركون في الندوة بتكوين لجنة دائمة تضم كل الاتجاهات: خبراء في علم النفس، وعلم النفس السياسي، وعلم الاجتماع لوضع كتاب التاريخ، وعلي أن يعتمد الكتاب علي التحليل وليس الأخبار المتراصة. وأكد الدكتور حسين البنهاوي علي أن كتاب التاريخ يفتقد الجاذبية، مشيرا إلي أن كتب التاريخ التي وضعت خلال فترتي العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي كانت أفضل بكثير مما ينتج الآن، والمشكلة الآن في فلسفة كتاب التاريخ؟ واختتم المنظمون للندوة بالسؤال كيف نكتب تاريخنا بحيث يشكل قوة دفع للشعور الوطني.