افتتح الرئيس مبارك السبت الماضي أعمال تطوير وترميم متحف الفن الاسلامي بباب الخلق، والذي يتزامن مع الاحتفال بمئوية إنشاء المتحف. يعد متحف الفن الإسلامي أحد أهم و أكبر المتاحف الإسلامية في العالم ، حيث يضم حوالي 100 ألف قطعة أثرية إسلامية، تعبر عن فترات تاريخية هامة في التاريخ المصري. واستهدفت عملية تطوير متحف الفن الاسلامي الحفاظ علي مبني المتحف كقيمة تاريخية، إضافة إلي ما يتضمنه من كنوز أثرية ومخطوطات علمية وقطع أثرية ولوحات تحكي التاريخ الاسلامي عبر الحقب المختلفة. ويضم المتحف قسمين رئيسيين، يتعلق الأول بالفن الاسلامي في مصر، في حين يعرض نماذج من الفن الاسلامي في الأناضول وإسبانيا والأندلس. وكانت جولة الرئيس مبارك قد بدأت بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية إيذانا بافتتاح المتحف بعد تطويره..ثم توجه الرئيس بعدها إلي قاعة الاستقبال بالمتحف حيث استمع إلي كلمة من وزير الثقافة فاروق حسني، وشاهد فيلما تسجيليا عن مراحل تطوير المتحف، أعقبها جولة تفقدية تضمنت عددا من القاعات بالمتحف منها قاعات المماليك والعثمانيين والعباسيين والأمويين والطولونيين والأيوبيين وبلاد فارس والسجاد و الخط و الألوان والأضواء والمياه والحدائق والعلوم والطب. الجدير بالذكر أن أعمال تطوير المتحف استغرقت نحو 8 سنوات، وتكلفت حوالي 85 مليون جنية، وتتيح عملية التطوير عرض مقتنيات المتحف وفقا لأحدث أساليب العرض المتحفي في العالم، حيث تحاول إبراز أهم القطع المعروضة. وبحسب تصريحات د.زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، فإن المتحف سيظل مغلقا أمام الجمهور حتي الانتهاء من الاحتفال بمئوية المتحف، ومن المنتظر أن يفتح المتحف أبوابه للجمهور بعد عيد الفطر. حظي متحف الفن الإسلامي بمكانة كبيرة نتيجة للنمو الهائل في مجموعته المتحفية، فقد جمعت النواة الأولي المكونة للمتحف عام 1880 في عهد الخديو توفيق، وكانت عبارة عن مجموعات صغيرة من الآثار الإسلامية، جمعت في الإيوان الشرقي من جامع الحاكم بأمر الله، وفي 1881 صدر أمر بإنشاء مكان خاص بصحن جامع الحاكم لحفظ هذه الآثار، و كانت المقتنيات عبارة عن هدايا ومجموعات أثرية كانت في حوزة بعض البشوات والأمراء من هواة ومحبي الفنون الإسلامية. ثم زودت المجموعة بعد ذلك، بعدد كبير من القطع عن طريق الهبات التي تبرع بها أبناء الأسرة العلوية مثل: الملك فؤاد الذي قدم مجموعة ثمينة من المنسوجات، والأختام، والأمير محمد علي، والأمير يوسف كمال، والأمير كمال الدين حسين، ويعقوب آرتين باشا، وعلي إبراهيم باشا الذين زودوا المتحف بمجموعات كاملة من السجاد الإيراني والتركي والخزف والزجاج العثماني. انتقلت القطع بعد ذلك إلي المتحف الذي صممه وبناه علي باشا مبارك عام 1903، تحت اسم "دار الآثار العربية"، ومع حلول 1952 وجد أن المبني يضم العديد من التحف التي تنتمي إلي دول إسلامية غير عربية، مثل تركيا وإيران وأوزبكستان وأفغانستان، فكان لا بد من إيجاد تسمية أكثر شمولية، وكان الاسم الجديد هو "متحف الفن الإسلامي".