يكتب المسرحية والقصة القصيرة والسيناريو ويقدم البرامج الاجتماعية والسياسية علي اليوتيوب ، ومؤخرا صدر له كتاب جديد "يا سلمي أنا الآن وحيد" الذي صنفه البعض رواية ورآه آخرون قصص ورأي هو أنه جنس أدبي كان موجوداً ثم اندثر مع الزمن وتواري إلي أن جاء هو وأحضر معه "سَلماه" لتمر بيديها علي هذا الجنس الأدبي فتعود إليه الحياة. تخرج باسم شرف في كلية الآداب قسم اللغة العربية،وصدر له من قبل مجموعة مسرحية بعنوان "جزمة واحدة مليئة بالأحداث" وتمت ترجمتها إلي عدة لغات كان آخرها النرويجية ثم مجموعة قصصية "كفيف لثلاثة أيام"،وآخر كتبه هو "يا سلمي أنا الآن وحيد"، الذي نتحدث حوله هنا.كيف تصنف كتابك الجديد "يا سلمي أنا الآن وحيد" الذي لم توضع عليه أية كلمة تشير إلي نوعه؟ لا يشغلني علي الإطلاق تصنيفي كقاص أو روائي أو كاتب مسرحي. أنا أكتب كي أكون سعيداً وعندما أعمل علي كتاب فإنه يمثل حالة خاصة به والنسق الذي تدور فيه كتاباتي هو النسق الممتد فيما أفكر وكيف أكتب وليس في البناء الأدبي للنص فأنا لا أدافع عن فن القصة أو الرواية ولا أدعي ذلك. هل يعني ذلك أن التجربة هي التي تفرض عليك الشكل الذي سوف تكتب به وليس ثمة مشروع أدبي محدد يدور في ذهنك وتؤطره ملامح معينة؟ بالضبط، أنا أكتب وهذا هو مشروعي وعندما أموت فليقل من يقل أني قاص أو روائي أو كاتب مسرحي، لا يهم. لقد اخترت أن يأتي كتابي الجديد منتمياً إلي فن أدب الرسائل الذي يأخذ من الرواية ومن الشعر ومن القصة ومن السيناريو ومن شتي الأجناس الأدبية كي يصبح نسقاً أدبياً مختلفاً عن الأنساق المتعارف عليها، وقد خرج عن إطار فن الرسائل (النميمة) حيث أننا عادة ما نقرأ أدب الرسائل بمنطق التجسس أو النميمة. تعتبر الوحدة هي الموضوع الرئيس الذي يسيطر علي موضوعات الكتاب فمنذ البداية تقول إن "الوحدة هي مزاج الأنبياء" ثم تتناول هذا المفهوم الفضفاض تناولاً فلسفياً.هل كنت تقصد هذا؟ كنت مهتماً بالحديث عن الوحدة والكتابة عنها، الوحدة بشكل عام وبشتي تجلياتها وصورها. لقد حاولت معالجة الوجود الإنساني للبني آدمين الموجودين في عصرنا الحالي بشكل عام. الإنسان في كل منطقة في العالم وليس الإنسان المصري فقط ولذلك عندما ترجمت نصوص من الكتاب إلي اللغة الروسية لاقت نجاحاً ورواجاً هناك. ما هي النصوص المترجمة؟ هما نصان (الليلة الأخيرة في رأس خيري شلبي) ( سلمي يا حب غزة) وكان ذلك في إحدي الجرائد الروسية. احتار القراء في شخصية "سلمي" التي تكتب إليها رسائلك، ذهب فريق منهم إلي أنها شخصية حقيقية وقال فريق آخر إنها شخصية رمزية واتفق بعض النقاد مع هذا الرأي.. لا أريد أن أقول هل شخصية سلمي حقيقية أم خيالية لأن هذا يؤثر علي القاريء وأنا لا أتعامل مع القاريء باعتباره متلقي فقط بل شريك أساسي ولاعب محوري في العملية الإبداعية فحين يقرأ كتابي ألف قاريء فأنا أمام ألف نص حيث أنني أعمل علي فراغات النص وما توحي به إلي القاريء الذي يفسر النص بقدر اشتباكه وتعاطيه معه. حضرت "سلمي" كحبيبة وأم وأخت وصديقة وأيضاً إبنة فأنت في إحدي النصوص قلت لها أنك تريد أن تشتري لها لعبة وتحكي لها بعض الحواديت.. أنا أكتب عن سلمي التي يمتلكها كل رجل. كل له سلماه. لم أرد تحديدها ولا تعيينها وإنما أردتها مطلقة عابرة للحبيبة فقد جاءت سلمي كرمز للأنثي بوجه عام وقد اخترت هذا الاسم لأنه نابع من السلام النفسي وقد اخترت البنت فلسطينية لأني أري المرأة الفلسطينية رمز المقاومة والمرأة الشجاعة الحرة. ذكرت خلال حفل توقيع الكتاب في مكتبة ديوان الزمالك أنك راجعت الكتاب عدة مرات قبل طباعته لأن هناك قناعات تبدلت لديك وجعلتك تعيد النظر في أشياء كثيرة تحدث علي الأرض، ما الذي تبدل؟ نعم، لقد تجلي ذلك في نص (اليوم عرفت لماذا أكتب). في البداية كنت أظن أن أفكارنا تستطيع تغيير العالم ولكن الآن أصبحت علي يقين تام بأن هذا العالم لن يغيره سوي الحروب. لم أفقد الإيمان بالثورة فأنا أثق في الأفكار الثورية وأنحاز لها دائماً ولكن المجتمعات النامية لا تُنبت ثورات وتظل تدافع عن الخرافة أبد الدهر وهذه المجتمعات لا تتغير إلا بالإصلاح، ولذلك أنا أختلف مع طرق الثورة لإدارة الأمور والتعامل معها، ولكن الأفكار الثورية أظل مؤمناً بها وهذا ما يجعل الكثيرون يهاجمونني وينتقدونني لأني أري أن الإصلاح هو الطريق وليس الثورة. قد تكون هذه الكلمات الأخيرة هي الدافع وراء الهجوم عليك إذ أن فكرة حسن البنا،مؤسس الإخوان، عن الثورة تكاد تتماهي مع فكرتك فهو يذكر صراحة في كتابيه "مذكرات الدعوة والداعية"، "مجموعة الرسائل" أنه يؤمن بالثورة الإصلاحية وليست الثورة التي تهدم الأمور رأساً علي عقب؟ لا لا لاأنا أكره الإخوان كرهاً شديداً ولا أؤمن بأفكارهم ولا أثق في عقلية مؤسسهم حسن البنا. لقد أطلقت برنامجي (سر) علي اليوتيوب من أجل ذلك. أنا ومعي مجموعة من الباحثين في مجال الإسلام السياسي الذي انشقوا عن الجماعة نحلل أفكار وسياسات الجماعة منذ النشأة وحتي السقوط في الثلاثين من يونيو وقد بدأنا بست حلقات تحدثنا فيها عن نشأة حسن البنا وظروف تأسيس الجماعة ونعمل الآن للإنتهاء من الحلقات القادمة التي سوف نتحدث فيها عن قصة الاخوان مع البرلمان ثم قصة الإخوان مع الاغتيالات. تكتب بشكل يكاد يشتبك مع النقد الأدبي فلا تهتم بالبناء الأدبي للنص الذي تكتب وقد يلاحظ عليك أنك لا تحفل كثيراً بالنقد؟ القاعدة عندي هي أنني أكتب كي أكون سعيداً ثم محاولة لبسط السعادة علي نفس القاريء وبعد ذلك جاء النقد ورحب بالنص فذلك شيء جيد وإن حدث العكس فلا بأس. في بدايتي كتبت مجموعة مسرحية "جزمة واحدة مليئة بالأحداث" ورفضتها غالبية دور النشر وهناك من أنكر عليّ الكتابة المسرحية وكانوا من داخل معهد الفنون المسرحية وعندما طبع الكتاب وترجم لأكثر من لغة كان آخرها النرويجية تغيرت اللهجة وطريقة التعامل مع الكتاب فبدأ الطلاب يعرضون المسرحيات علي مسرح الجامعة ووجدتها كذلك علي مسرح ساقية الصاوي. لدينا مشكلة في التعامل مع كل ماهو جديد فعندما زرت النرويج علمت أن منهجاً مستحدثاً في الكتابة المسرحية قد شق طريقه إلي النور اسمه (كتابة التجزئة) وظن القوم هناك أني مضطلع علي هذا المنهج ولكنهم فوجئوا بأني كتبت ذلك من وحي الخيال في نفس الوقت كان هناك ناقداً كبيراً يقف إلي جانبي في معرض القاهرة الدولي للكتاب وحين عرضت عليه الكتاب ليقرأه نظر فيه ثم أغلقه وقال لي "أين هو المسرح؟ ". الكتابة هي الخيط الوحيد الذي يربطني بالحياة ولن أسمح لأحد أن يتدخل فيها. أصبحنا نعاني الآن من تخمة في عدد كتاب الرواية ولا يمكن لأحد أن يزعم أنه متابع لجميع الكتابات الجديدة التي تصدر الآن في فن الرواية.. هذا شيء جيد. دع من يكتب يكتب والأيام سوف تتولي فرز الجيد من الرديء. لن يبقي سوي الحقيقي وقد حدث هذا كثيراً من قبل وأنا أري في ذلك خيراً فقد يخرج لنا من كل هؤلاء كاتباً جيداً يضيف إلي الأدب والفن. تكتب للمسرح وقد كتبت من قبل سيناريوهات لبعض أعمال "الست كوم" مثل "راجل وست ستات" و"تامر وشوقية" والآن لدينا مسرح مصر الذي يعرضه الفنان أشرف عبد الباقي مع فرقته وقد اختلف معه قليلون علي رأسهم الفنان محمد صبحي زاعماً بأنها سهرات كوميدية ليس فيها مسرح، كيف تري هذا الأمر؟ ما يقدمه أشرف عبد الباقي مسرح وليس كما يقول الأستاذ صبحي وبشكل عام أنا أختلف مع طريقة الأستاذ صبحي في التعامل مع الأشكال الجديدة في المسرح. علينا أن نتابع كل ما هو جديد في شتي المجالات. ما يفعله أشرف عبد الباقي شيء جيد وهو يقدم عروض مسرحية جيدة لاقت نجاحاً ساحقاً وحققت مهمتها الأساسية وهي انتزاع الضحكات والقهقهات من أعماق الجمهور وقد حدث هذا وبالتالي فهو قد نجح في عمله وبشكل شخصي أتابع ما يقدمه وأسعد به.