هذه مجموعة من الرسائل التي كتبتها الأدبية هدي توفيق في محاولة منها لاستعادة هذا النوع الأدبي، الذي لا يلجأ إليه الكثيرون في كتاباتهم. بني سويف في 1/1/2006 الدقائق الأولي منه .. حبيبتي.. كلُ عام وأنتِ بخيرِ وفير. .. ساندي البيضاء .. أبدأ عامًا جديدًا.. أبدؤه معك أيتها الجنية الشقية التي تستحوذ عليّ تمامًا كلما ظهرت. أبدأ عامًا جديدًا معكِ.. يا له من حدثِ فريد جديدٍ في علاقتنا.. أنت معي تمامًا، وفيروز تغني: ((طير المسا جاي من سفر طويل ..علي باب السهرة تبكي المواويل)).. ((أتاري الدوا حبك.. وأفتش الدوا)). يا لها من بداية: نورا وفيروز معًا. يبدو أنني إنسانٌ محظوظ. .. حبيبتي .. قضيت الساعات الأخيرة من العام الماضي كعادتي- أراجع العام، وأحسب ما صنعتُ به، وماذا صنع بي. أحصي مكاسبي وخسائري.. أحصي انتصاراتي وهزائمي. ((يا حبيبي أنت لي)). كنتُ أقول أراجع العام المنصرم، فوجدته قد صنع لي الكثير وأضاف لي الكثير.. غير أني لم أصنع به شيئًا.. كان عامًا مليئًا بالمكاسب والإنتصارات، ويكاد يكون خاليًا من الهزائم، تكاد تكون خسائره مكاسب.. لقد كان عامًا سعيدًا من حياتي دون الإكتشاف الأخير الذي إكتشفته في نهاية العام . .. فقط كنتُ أتساءل: كيف تذكرتني بعد كل هذه السنين؟ ((كتبنا وما كتبنا.. يا خسارة ما كتبنا.. كتبنا ميت مكتوب.. وما هلا جاوبنا)) فاتصلتُ بكِ وأنا أتماسك.. واتفقنا علي تلك المقابلة.. وعادت الجنية تظهر لي مرة أخري. .. ساندي البيضاء .. هكذا كان عامي المنصرم.. وقد توج نفسه بك وبظهورك.. ويا له من عالم غريب من الأفكار قد فتح أبوابه لي منذ ظهوركِ ثانيةَ. فهل سيكون العام الذي سيبدأ بك وبفيروز مغايرًا مختلفًا؟ إني أراه أرحب من سلفه، وزاخرًا لأنك به. بني سويف في 2006/1/1 الثالثة عصرًا .. حبيبتي .. سأستأنف عملي بالشركة غدًا، وربما يعوقني ذلك عن الكتابة لك؛ لأنه يستحوذ علي معظم وقتي حتي الخامسة مساءً، وقد يمتد الأمر في بعض الأحيان إلي العاشرة وما بعدها لكني سأحاول خاصةً في عطلة نهاية الأسبوع، والتي تبدأ عقب إنهاء عمل يوم الخميس وتستمر ليومي الجمعة والسبت. سأكتب خلال تلك العطلة، وإذا سنحت الظروف وطغي الشوق شوق الكتابة لك. .. ساندي البيضاء .. مازلتُ أعيش معك ومع فيروز.. ((لا تعتب عليّ أخرني القمر)) وأنا سعيد جدًا بكما، وأعتقد أن سعادتي ستزيد عندما تعودين لي. ((لومك مش عليّ.. لومك ع القمر)). .. ساندي البيضاء .. أخشي أن تملي حديثي ولغتي.. ولكن ما حيلتي ولا أملك غيرهما. ((لو تعلمين بما أجن من الهوي.. لعذرتني أو لظلمتني إن لم تعذري)). .. حبيبتي الأبدية .. كل عام وأنتِ سعيدة وموفقة. و......................... إلي كتابة أخري مسقط/يناير/2006 أبدأ أجمل عام لي في حياتي معك كل عام وأنت سعيد.. كل عام وأنت معي موفق.. لم أعد نعم، لم أعد أشعر بحبك كحلم بل هو حقيقة تهمس لي وتطن في أذني كطنين نحل عسله يقطر في روحي ودمي فيرتوي مذاق عسل لا مثيل له في قلبي. ولكن عذرًا سيدي الحبيب إليك ملاحظاتي البريئة، أولا: أنني أعشق أكثر منك، فلم أحتاج إلي وحي فيروز، ثانيًا: إنني أحب الكتابة مثلك ولن ادعك تكتب لوحدك أبدا وفي حاجة فعلاً إلي الكتابة إليك في تلك اللحظة الآنية.. فأجعل قلمي يمرر لك إحساسًا طاغيًا لا تسعه الكلمات العاجزة عما أريد كشفه لك عن مدي مافي قلبي الهائج كأمواج بحر ثائرة للغاية ومفتوحة علي مصراعيها لتلتهم كل تلك المدن التي تحاصرها , وتثور ثورة عارمة علي كل البشر وكل المساكن وكل النبات والحيوان أجمع، كذلك أشعر به قلبي كاملامكتملا، وهو يقرأ كلماتك وأيضًا وهو يكتب إليك يا لها من لحظات سعيدة يعوقها أي وصف وأي تعبيرات مجازية، ليتني أستطيع أن أسطر دموعي الساخنة لتشرح لك مدي حصاري ويأسي من تلك الكلمات المفروضة عليَّ، وتمنعني أن أقتحم آفاق هذا الفضاء، مع وأمتثل نفسي كأني علي بساط سحري، آتي به إليك في غيبوبة الأحلام، أحلام وخيالات العشق الثائرة كالبحر الثائر الهادر بأمواجه، التي تشعل أمواج قلبي وقد أصبحنا رفقاء درب الحب المستحيل. ثالثًا وأخيرًا: كنت ألهو معك في الحديث أنا أيضًا أعشق فيروز، دعني أذهب للإنصات إليها علي record الخاص بي ، هل تنسي أنك أهديتني الكثير من أغانيها المسجلة علي الشرائط، تلك الشرائط، التي لابد ستصبح من مقتنيات العالم القديم مع ثورة الشباب والتكنولوجيا القادمة، لابد تسخر من كلماتي هذه، لكن رهاننا علي آلة الزمن التي تنطلق بشراهة إلي عالم أخر عالم جديد جدًا ومختلف للغاية عن عالمنا القديم إضحك براحتك قلبي.. تسعدني ضحكاتك سخرية وإعجابًا بتصوراتي الجنونية والخيالية. إلي كتابة أخري ..حبيبتي .. طاب مساؤك أيتها الجنية المحبوبة .. أتقدم لكِ بقرابين الرضا لترضي، فأنا منك بالمودة والرضا.. أخيرًا تمكنت من الكتابة لك، لقد مكثتُ في المكتب بعد انتهاء العمل من أجل ذلك، فجهاز الكمبيوتر الخاص بي في بني سويف ، ولقد اعتدتُ علي الكتابة علي الكمبيوتر دون الأوراق كما كنتُ أفعل في الماضي. .. ساندي البيضاء .. لقد بدأتُ أعزكِ الله- الصيام الذي وعدتكِ به خلال مكالمتنا التليفونية الأخيرة قبل أن تقلع الطائرة بك، ولك أن تعلمي أن الصيام من الأمور الشاقة عليّ، فتقريبًا أنا لا أصوم سوي شهر رمضان، لكني وعدتك بصيام أسبوع شكرًا لله علي عودتك لي، وها أنا أفعل ذلك. فصبر البدن لا شيء إلي صبر الروح. مسقط /يناير /2006 حبيبي الغائب الدائم الحضور في كياني كاملاً... أمس حال عودتي، كنت أفكر في مشروع رواية عن تجربة العمل في عُمان، وهي إحدي المشاريع الروائية المؤجلة، لكن يبدو أن حديثي إليك عن العام الماضي قد أعاد طرح الفكرة بقوة علي ذهني أمس، فلي هناك مشاهد كثيرة ومشاهدات عديدة، وأظنها تجربة ثرية قادرة علي إنتاج رواية أو أي شيء آخر، لم أبدأ بعد في الكتابة، وإن كانت هناك عدة مشاهد ترد علي مخيلتي لم أستطع نظمها بعد، كما أنني ليس لدي بعد خطة للكتابة التي لم أشرع فيها بالفعل، وذلك لأنني متورطة في تلك الرواية التي حدثتك عنها، والتي مازلت أكتب فيها منذ عامين ولم أنتهِ رغم أنني قد تجاوزت المائتي صفحة حتي الآن، إنها تحت اسم ((أرواح الأسلاف المنسيين))، أنا لا أخشي التورط في الكتابة الجديدة بقدر خشيتي من أن يطول بي الأمر مع تلك الرواية أكثر من ذلك، وعدم الخشية هذا ناتج من قدرتي علي التركيز في كل عمل علي حدة، لقد بدأت وانتهيت من مجموعة قصص ((الوجه الآخر للوحدة))، ولم يؤثر هذا علي العملين، فالعملان مختلفان في كل شيء الأسلوب والتجربة ، ومغامرة الكتابة.