جانب من ليالى المهرجان انفتحي أيتها الأرض العظيمة .. وأمسكي بهمسات أوراقك أيتها الأشجار .. فأنا أهم بالترنم بمدائح الواحد الكل .. يحرص الفنان انتصار عبد الفتاح علي أن يستهل كتيب مهرجان سماع الدولي للإنشاد والموسيقي الروحية منذ عدة سنوات بتلك العبارة المأخوذة من متون هرمس .. ليوظف الموسيقي كلغة عالمية تعبر روح العالم من عهود الفراعنة إلي زمننا الحالي ومن الشرق إلي الغرب فتسقط كل الحواجز في لحظة واحدة ليغني العالم معا في أنشودة واحدة للمحبة والسلام. وربما لهذا السبب يحرص انتصار عبد الفتاح مؤسس المهرجان علي إقامة الورش الدولية الجماعية في بداية وختام المهرجان حيث تجتمع كل الفرق المشاركة في المهرجان الذي اختتمت دورته الثامنة مؤخرا، لتغني معا مقطوعات مشتركة وتتداخل كل الأصوات في رسالة سلام إلي العالم. يقول الفنان: لقد تحقق الحلم وأصبحت الفكرة واقعا ملموسا.. وها نحن نقوم برحلة أسطورية أشبه بقداس صوفي كوني حيث تمتزج الأسطورة بالواقع وتتناغم الأصوات وتتوحد لتؤكد علي لحظة خاصة ومتفردة وهي لحظة التواصل الإنساني وعمق مفهوم الأديان بمعناه الكوني . ويستطرد عبد الفتاح إن النبع الأساسي الذي استقت منه مصر ديانتها أنها كانت تهدف دائما وأبدا إلي الارتقاء بالروح نحو النور .. مضيفا أن المهرجان يهدف المهرجان في الأساس إلي إتاحة الفرصة للتعبير علي فنون وثقافات الشعب المختلفة لفن السماع والتراث الديني بأشكاله المختلة في العالم أجمع .. حيث تمتزج الأصوات وتنصهر وتتوحد في لحظة إنسانية واحدة لتخلق عالما أوسع أفقا وأكثر رحابة في معزوفة كونية رائعة تعبر عن روح المحبة والتسامح والسلام ليصبح الإنسان هنا هو الوطن والوطن هو الإنسان . ويبدو أن مهرجان سماع الدولي للإنشاد لم يعد مرتبطا بشهر رمضان الذي كان هو سمة من سمات إقامة المهرجان لعدة سنوات، حيث اتفقت الجهات المشاركة علي أن يتزامن افتتاح وختام فاعليات المهرجان هذا العام مع احتفال الأممالمتحدة باليوم العالي للسلام ويوم السياحة العالمي ، وقد افتتح المهرجان هذا العام يوم 20 سبتمبر واختتم يوم 27 سبتمبر، ليتزامن المهرجان أيضا مع عيد الأضحي حيث استمرت فعالياته طوال أيام عيد الأضحي وأقيم حفل الختام رابع أيام عيد الأضحي. وقد شاركت العديد من الفرق من 15 دولة تقريبا في مهرجان هذا العام ومنها الهند والصين واليونان وفرنسا وجورجيا وأذربيجان وزامبيا وإندونسيا والكويت وتونس وسوريا والجزائر واليمن ومصر، حيث تم اختيار الجزائر ضيف شرف هذه الدورة؛ ويعد الوفد الجزائري أكبر وفد في المهرجان بمشاركة ثلاث فرق هي الفرقة العيساوية الموسيقية الصوفية تقوم بالإنشاد بعدة لغات منها العربية والفرنسية والإنجليزية ، وفرقة أنغام الزيبان للأغنية الدينية وهي أحد أشهر الفرق الدينية بالجزائر ، وخلال حفل الافتتاح أعرب وزير الثقافة المصر حلمي النمنم عن سعادته باختيار جمهورية الجزائر لتكون ضيف شرف هذا المهرجان هذا العام ، والذي يوافق احتفالاتها بمرور 60 عاما علي تحررها من الاستعمار الفرنسي، كما أهدي النمنم في ختام المهرجان درع التكريم لدولة الجزائر والذي تسلمه السفير الجزائري لدي جمهورية مصر العربية . وقد كرم المهرجان هذا العام أيضا عدد من الشخصيات البارزة ومنهم الأنبا أرميا، مؤسس ورئيس المركز الثقافي القبطي بجمهورية مصر العربية،. كما كرم المهرجان اسم الشيخ الراحل محمود خليل الحصري أحد أشهر قُرّاء القرآن الكريم في العالم الإسلامي، وكان أول من سجل المصحف الصوتي المرتل برواية حفص عن عاصم ، وكذلك اسم الفنان الراحل عطية شرارة، ومن خارج مصر الفنان الباكستاني محمد زافار إقبال الذي يعتبر من أهم الأصوات التي تنشد للسلام والمحبة والتسامح ، وكذلك الفنانة الفرنسية كارولين دوما . وقد شارك بالمهرجان عدد كبير من الفرق المتميزة وكان من بينها فرقة الفنانة جوريندر هارنام سينج للموسيقي الهندوستانية. وربما كان لمصر الغلبة من حيث عدد الفرق المشاركة حيث شارك بالمهرجان فرقة سماع للإنشاد الصوفي والموسيقي الروحية ومجموعة سماع للتراتيل والألحان القبطية "رسالة سلام"، وفرقة السباعية للإنشاد الديني وفريق راشي للألحان القبطية وفرقة سماع للتراتيل والألحان القبطية، وفرقة سماع للإنشاد الدولي والموسيقي المقدسة "الروحية"، كما شهد حفل الافتتاح إطلاق أحد مواهب براعم فرقة سماع للإنشاد والذي أبهر الجمهور بصوته الرائع. وقد قدمت العروض في أربعة أماكن وهي مسرح "بئر يوسف" بقلعة صلاح الدين ، وقبة الغوري ، ومركز الهناجر ، ومركز طلعت حرب بالسيدة نفيسة ، ذلك بالإضافة الي كرنفال الملابس للفرق المشاركة والتي تم تنظيمها بشارع المعز يوم 21 سبتمبر 2015 .