أقيم في مجلس مدينة شبرا الخيمة، مؤتمر شبرا الخيمة الأدبي الأول تحت عنوان "مسئولية الإبداع"، برئاسة د.شاكر عبد الحميد، وسمير فوزي أمينا عاما، وقد استمرت فعالياته من الرابعة عصرا وحتي الحادية عشرة مساء، متضمنة ثلاث جلسات بحثية تناولت 3 محاور رئيسية، وأمسيتين شعريتين، بالإضافة إلي تسليم جوائز مسابقتين أدبيتين وشهادة علي الواقع الثقافي مع الكاتب عبد السلام فاروق. كما تم تكريم كل من اسم المرحوم الشاعر عبد الحميد البنهاوي، الشاعر والناقد شعبان يوسف والروائي صلاح عطية، وفي المسابقة الأدبية؛ تسلم جائزة شعر الفصحي خالد أبو العلا عن ديوانه "أنساها الصمت مشاكستي"، ومحمود عودة في شعر العامية عن ديوانه "طبطبة علي باب الروح"، وفي جائزة القصة أشرف خليل عن مجموعته "لم تزل نائمة"، ومحمود أبو عيشة عن روايته "قبل طلوع الفجر". وعلي هامش المؤتمر تم طبع كتاب يتضمن الأبحاث التي قدمت فيه، يسبقها مقدمة لرئيس المؤتمر وحكايته التي يرويها الأمين العام له، وشهادات عن المكرمين كتبها كل من محمد إبراهيم طه "شعبان يوسف.. دينامو الحياة الثقافية في مصر"، محمود الحلواني "صلاح عطية.. المحب الكبير"، توحيد البنهاوي "قطب الزجل.. عبد الحميد البنهاوي"، ويليها الجزء الأول من ببلوجرافيا أدباء شبرا الخيمة. في المقدمة استعرض فيها عبد الحميد تعريفات متعددة للإبداع، بالإضافة إلي مستوياته الخمس وهم التعبيري، الإنتاجي، الاختراعي، الابتكاري، والانبثاقي، بينما أكد فوزي أن فكرة المؤتمر وعنوانه انبثقت من أصل أن المبدع يتحمل المسئولية الأكبر فيما وصل إليه العقل الجمعي من عشوائية وفراغ. أما المحور الأول في الأبحاث فقد جاء بعنوان "نحو مشروع إبداعي فاعل لبناء الشخصية المصرية"، متضمنة 5 أوراق عمل، الأولي قدمها الناقد الأدبي شوقي عبد الحميد عن "القصة القصيرة جدا ودورها في القطيعة بين المبدع والمتلقي"، حيث خلص في النهاية إلي أنها أحد العوامل المؤثرة في انصراف القارئ عن القراءة وأحد العوائق التي فرقت بينه وبين المبدع، في حين ناقشت ورقة محيي عبد الحي "دور المسرح في تشكيل القيم المجتمعية"، وهي دراسة في الأنثروبولوجيا الثقافية، يهدف فيها إلي الكشف عن بعض السمات الثقافية والاجتماعية للمجتمع المصري، والتعرف علي القيم المجتمعية التي يعكسها المسرح، والوظائف المختلفة له وأثرها علي القيم المجتمعية. وتعود ريم عادل السرجاني لتتناول فكرة "الإبداع مسئولية" في ورقتها البحثية، والتي تتطرق فيها لظاهرة "الإبداع.. التيك أواي"، فلم يعد هناك فرق اليوم بين عمل طبق الطعام وإنتاج الرواية، أما الروائية والباحثة صفاء عبد المنعم فتتساءل "لمن أكتب؟"، واكتشفت في النهاية أن هناك قارئا بعينه يتلقفها ويستوعبها، وهو القارئ الباحث، غير المستقر علي ذائقة بعينها ولكنه في حالة عراك دائم داخل الغابة النصوصية المتشابكة الفروع والجذور. بينما جاءت الورقة الأخيرة في هذا المحور لمختار عيسي عن "الفعل الإبداعي بين استقلالية المبدع والفوضي"، والتي يؤكد فيها أنه لا قيمة للكلمة التي تفقد استقلاليتها، ولا مكان لمبدع حق علي خارطة الإبداع إن لم يتحرر من أي قيد تفرضه آليات سبق تجهيزها في معامل التثبيت الذائقي والتحنيط الثقافي، فالإبداع سعي دائب للمزايحة والمخالفة وكسر النظام ليخلق من كسوره وبقاياه نظاما جديدا ومن فواه إبداعا تتحقق له سلطة ما في مواجهة النقد. وجاء المحور الثاني تحت عنوان "نحو واقعية جديدة"، ضم 4 أبحاث، الأول للناقد الأدبي خالد محمد الصاوي، تناقش "الإبداع والقضايا المصيرية للمجتمع"، وانعزال المبدعين عن واقعهم وعن مجتمعاتهم مما أدي إلي دخولهم في حالة غربية داخلية وخارجية، وآخر للباحث عادل العدوي بعنوان "الإبداع والحراك السياسي للمجتمع"، حاول من خلاله إثارة الذهن حول موقف الإبداع والمبدع من الثورة، واختتم المحور الشاعر محمود الحلواني وحديثه عن "شعر العامية المصرية وخيال الضرورة"، والتصاقه بالمسئولية والأدب. وكان المحور الأخير هو "الثقافة والمجتمع"، وتحدث فيه الدكتور نضال السعيد عن "دور الأدب في تنمية المجتمع"، باعتباره أحد الفنون الجميلة الذي يعكس مظهرا من مظاهر الحياة الاجتماعية، وفي سياق متصل جاءت الورقة الخاصة بباحث التنمية الإدارية كرم السويكلي بعنوان "الثقافة والإبداع الشريك الغائب في معادلة التنمية"، مؤكدا علي أننا في أمس الحاجة إلي تبني ودعم ومؤازرة الثقافة الإيجابية النافعة لمستقلبنا والمناسبة لمشروعاتنا الوطنية المستقبلية، حيث أن الثقافة والمثقفون يلعبون دورا كبيرا في التنمية المجتمعية ودعم برامجها وخططها وغاياتها. أما ببلوجرافيا الأدباء فقد ضمت في جزئها الأول 43 من مبدعي شبرا الخيمة، هم: إبراهيم خليل، إبراهيم السيد، أحمد سمير سعد، أحمد عبد الغني، أحمد مصطفي معوض، إسلام عبد المعطي، أشرقت راضي، أيمن عبد المعطي، أيمن حافظ، دعاء شكري، رفعت المرصفي، سيد بشير، سعيد الصاوي، سمير فوزي، سهير المصادفة، شافعي عطية، صبحي شحاتة، صديق عطية، صفوت فوزي، صلاح عطية، طارق فؤاد، عاطف الجندي، عبد الباسط خميس، عبدالله العزب، عبد الناصر أحمد، عصام عبد المحسن، فؤاد حجاج، فوزي خميس، محمد أحمد إمام، محمد البسيوني، محمد حافظ، محمد حسين المصري، محمد القدوسي، محمد حلمي حامد، محمد عبد الخالق، محمد حسين، محمود الحلواني، محمود خاطر، محمود الحواش، محمود عوده، ناصر عراق، وحيد وصفي، ياسر شعبان. هذا وقد قررت أمانة المؤتمر اختيار د.جمال العسكري أمينا عاما لدورة المؤتمر الثانية والمزمع انعقادها في أغسطس 2016 بعنوان "نحو مشروع ثقافي جديد".