موريتانيا بلد المليون شاعر، هذا هو الوصف المتعارف عليه لموريتانيا، وأورده الكاتب أحمد ولد محمد عبد الله في ديباجة بحثه المعنون (أوتار الصحراء). ولم يغيّر المستعمر شيئاً من شخصية المواطن الموريتاني، وكما قال محمد بن عبد الرحمن الملحق الإداري في ولاية أطار الموريتانية في رسالة ظهرت بخط يده إذ ظهر دور »المحاظر«، وهي المدارس التي يتعلم مرتادوها لغة العرب وفنونها، وعلوم الدين من عقائد وعبادات، في تقوية شخصية الموريتاني التي لم ينل المستعمر منها شيئاً. فقد ظلت» المحاظ« أداة فعالة تقف أمام كل أنواع محاولات المستعمر الذي يريد جاهداً مسخ الشخصية الموريتانية، وحتي بعض المشارقة والمغاربة ظلوا دائماً يشكُّون في عروبته، وذلك لوقوع بلده في أفريقيا الغربية واختلاطه بلا تحفظ بأجناس غير عربية، أما الشعب الموريتاني فكان يعلم علم اليقين أن عليه عبئاً تاريخياً هو حفظ ونشر التراث العربي الإسلامي. لا يبالي بما يقال عنه مكتفياً بهذه الإجابة في إباء وفخر: إنّا بنو حَسن دلَّتْ فصاحتُنا إنا إلي العرب العرباء ننتسب إذا لم تقم بينات أننا عرب ففي اللسان بيان أننا عرب بهذه الروح تعامل أبناء العروبة في بلاد شنقيط مع الغزو الثقافي علي مر العصور. يقول الدكتور محمد المختار ولد أباه: "في أواسط القرن الحادي عشر الهجري، تفجَّرت نهضة شعرية عارمة لمع من بين قادتها المرموقين سيدي عبد الله بن محمد العلوي ابن رازكه والشيخ محمد اليدالي والذئب الحسني وبوفمين المجلسي وآلما العربي وغيرهم، فقد كان شعرهم متكامل الصورة. فهل كان قبلهم من سبقهم إلي نسج القريض؟" ويجيب ولد أباه بقوله: "الآراء تختلف في الإجابة عن هذا السؤال، والمصادر التاريخية لا تسعف بالجواب الصحيح، فالذين يفترضون أن هؤلاء الجماعة كانوا أول من نبغ في الشعر في ربوع الصحراء اعتمدوا في هذا الافتراض أنه لو كان هناك شعر لوصلنا مثل ما وصلتنا أشعار ابن رازكه وغيره، ومثل ما وصلتنا أشعار القدماء من قبل." ومهما يكن فإن بلاد شنقيط شهدت منذ نهاية القرن الحادي عشر الهجري نهضة شعرية رائدة، تحيل في خصائصها الفنية والأدبية إلي أبهي عصور إزدهار عصور الشعر العربي "العصر الجاهلي"، ومن هنا يبدو أن أول ما يلاحظه الدارس لتراث الشعر الموريتاني هو أن أصحابه يرغبون أن يتعلموا ثانية كيف يعيشون في الحاضر لأنهم يدركون بالفطرة وبالموهبة الخاصة أنهم إذا نجحوا في ذلك فقد نجحوا أيضاً في أن يعيشوا في نور الخلود. إنهم بالكلمات الفريدة يغدون قاطنين في العظيم الذي لا حد لعظمته، كما أنهم قريبون من الصغر الذي لا حد لصغره، إنهم لا يرون في كل فعل من أفعال الزمن العقم الذي يبدو في جميع مجهودات العولمة ومسراتها عندما تزدريها الساعة وتحقرها بل القيمة والتي تكون لها بالجملة (عليا كانت أو دنيا) عندما تُري بمنظار اللا زمان. ولكن دون إغفال المكان؛ فموريتانيا ليست بالبلد الصغير. فهي شاسعة الأطراف، تمتد فيها السهول غرباً وعند الحد الجنوبي الشرقي وتوجد سلسلة طويلة من الهضاب والمرتفعات تمتد من الشمال إلي أقصي الشرق، وتنتصب هضبة الأدرار رائعة الجمال بصخورها السوداء مع هضبة تيشيت وولاته لتكوين جداراً ضد الرمال المتحركة في عصور الجفاف التي تزحف علي القٌري؛ وبين كل ذلك تسكن واحة ترجيت التي تتدفق فيها المياه فيرتفع النخيل في الطريق المؤدي إلي مدينة أطار في قلب صحراء موريتانيا. يقول أحمد بن عبدالقادر في قصيدته (أمير الخالدين): رحلت وعندي من الذكريات/ لشنقيط باقات ود صميم/ بيدي قبضة من تراب المحيط/ وعرجون نخل قديم/ لوته رياح السموم وزحف الرمال/ وكنت أشذب منه اليراع/ أشعشع بالماء فحم السيال/ وصمغ القتاد/ وحبات قرظ حناه الرعاة/ فأسقي المحابر نور الحياة/ يراعي تعلم سحر الوجود/ وشعري وفي لعهد الجدود. وفي قصيدة اأنشودة الوفاءب للشاعر محمد الحافظ بن أحمد، حيث يقول: تموز يا أغنية عجيبة/ عظيمة قوية جميلة/ تزوبعت في عالم الأنغام والألحان/ تصدح في الأكوان/ تعربد الأطيار في/ أصدائها/ عبر الصحاري النائيات/ وتنتشي الأغصان والأطياف في/ مجاهل الأدغال والوديان... هذه البيئة التي خلّدها الشاعر الموريتاني ناجي ولد محمد الإمام في أبياته: جبال شنقيط من صنين قمتها وطور سينا به من أرضنا حَجرُ وفي عروق بني الجغبوب من دمنا قسط وباقية في حيفاء يستعرُ في قبة الصخرة الشماء هندسةٌ من العقيق إذا ما قيست الأُطرُ كما يعتز المثقف الموريتاني بعروبة بلده العريق، فكما يحكي الأستاذ موفق العاين أستاذ الأدب العربي في (المعهد العالي لتكوين الأساتذة) في نواكشوط أن محمد بن عبد الرحمن الملحق الإداري في مدينة أطار كتب بخط يده عن دور المحاظر في تقوية شخصية الموريتاني الذي لم يغيّر فيها الاستعمار شيئاً فتعامل أبناء العروبة في بلاد شنقيط بصلابة ضد الغزو الثقافي محافظين علي تراثهم العربي فكان بلد المليون شاعر بقصد تمسك بعمود الشعر وأساليب القدامي لفظاً ومعني، كما يتضح في قصائد المختار بن حامد الريحاني ومحمد بن الطلب اليعقوبي المتوفي عام 1270 ه لا وجه للتغريب في أبيات المختار بن حامد: يا عاشق الغيد لا يغررك ظاهرها كالوجه والثغر والعينين والجيد فجرد الغيد حتي يبدو باطنها جسداً وتنظره من غير تقليد لا تمدح امرأة حتي تجردها ولا تذمنها من غير تجريد في الهوي كما في السياسة، يفرط الشاعر في التوجيه. ليكن. لكن لا غربة ولا غرابة في الألفاظ أو التركيب. ومن هذه القصائد قصيدة انشيد العمالب للشاعر أحمد بن عبدالقادر؛ حيث يقول: ضحايا الشقا يا ضحايا الفساد يعم الفساد جميع البلاد نهوضًا لنكسر قيد اللصوص نهوضًا لنمحو حكم الفساد ونقضي علي البغي والعابثين فماذا نقول وماذا نريد نريد الحياة بلا ظالمين تعبنا سئمنا صرعنا الرمال نبشنا المعادن عبر الجبال عملنا الكثير صنعنا المحال وكل الجهود وكل الثمار تعود مكاسب للمترفين هذا الشاعر يحيا لحظته بعمق يتحدي به أعتي فلاسفة الوجودية، وهذا ينطبق علي حال العالم كما رآه تشارلس مورجان، في سياستنا واقتصادنا وتعليمنا وأدبنا. نحن في حصار من قلق مرضي ونوع من النشاط الجنوني: برغبة مستقلة فردية في أن نفعل شيئاً من أجل أمر لا ندريه - هذا الهوس الذي تخطاه الشاعر الموريتاني بسلامه النفسي ومن الخير لنا لو ننتحي جانباً في بعض الأحيان ونتأمل ونسمح لأفكار جديدة لا وجود لها في جدول أعمال أية جماعة من الجماعات التي تحاول أن تؤثر في الحياة العامة. ففي السياسة نفرط في الكلام الحاد، ونحن نحتاج إلي الحكم الهادئ والاستقرار والراحة. والمرء لا يحصل علي السلم بالدعوة المهيجة إليه، بل بأن يحياه. وهكذا بات الظاهر في الشعر الموريتاني أوله وآخره طرقه لجميع أغراض الشعر مع النزعة إلي التأمل الهادئ دون صخب أو عجلة وعدم تأثره بالأساليب الحديثة التي سادت بين جموع الشباب من الشعراء في بداية السبعينيات، ومن ذلك قول كوه الديماني: ألا أيها الخاتلي بالمقل لتصطاد قلبي أضعت الخثل فلو كان قلبي معي صدته ولكن قلبي يقلب الجمل ويقول الشاعر عبد السلام بن عبد الجليل العلوي: فلما تحادثنا تبينت أنها فتاة عن الفتيان غير بتول/ فقلت لها بالله هل لك ها هنا/خليل فقالت لا تكن بسئول/ فقلت لها قولي فقالت: حليل/ يُعشّي طويلاً إبله لإبول/ فقلت لها عاداتُهُ وطباعُهُ/ أبشر كريم أم جفاء جهول/ فقالت جهول ذو جفاء وغلظة/ ولكنه غير كثير ذهول/ فلما مضي ذُهلٌ من الليل أقبلت/ أهازيج سقبان وهزم فحول/ فقلت لها هل حان من سرح إبلكم/ قفول فقالت لات حين قفول/ ألم تك تدري أن راعي إبلنا/ إذا عجل الرعيان عجول. وبالرغم من ثراء القصيدة هنا فهي لا تفقد أبداً وحدتها العضوية وانسياقها وترابطها كلاً وجزءاً كأنها كائن حي، هذه الوحدة التي أشاد بها وطلبها في الشعر المازني وعبد الرحمن شكري والعقاد. ومن ملامح الشعر الموريتاني بعد الاستقلال ما نراه في قصائد ببهاء ولد بديوه المولود عام 1966، وصدر له ديوان أنشودة الدم والسنا، شعر، مكتبة الآداب القاهرة، 1995 ونشيد الضفاف، ديوان شعر، عن رابطة الأدباء موريتانيا، 2007. يحاول فيها كسر القوالب التقليدية لأشعار المهجرين في القصائد الموريتانية القديمة، من ذلك قصيدته أبوالهول: مِنَ الزَّمَنِ المُتَحَجِّرِ/ مِن صَمْتِكَ الوَاجِمِ المَلَكُوتِ/ تُطِلُّ طَرِيًّا كَمَا التمع البَرْقُ/مُنْبَجِسًا مِنْ صُدُوعِ الغَمَامِ/وَحَوْلَكَ يَرْقُدُ مُسْتَنْقَعَاتٌ الْقُرُونِ/وَحَوْلَكَ يَرْقُدُ هَذا الرَّكَامُ المُحَطَّمُ/هَذَا الفَضَاءُ المَبَرَّحُ مِنْ بِرَكِ اللَّيْلِ مِنْ آسِنَاتِ العُصُورِ/بِأَيَّةِ شَكْوَي تَضِيقُ المَزَامِيرُ؟./أيتها الرِّيحُ شُدِّي مَزَامِيرَكَ المُجْهِشَاتِ عَلَي الصَّخْرِ!/إنَّ النَّشِيجَ المُكَمَّمَ ما زال يَمْلأُ ثَغْرَ الرِّيَاحِ.السَّدِيم الدِّعَائيِّ ؟ أَنْ يَغْرَقَ الأَمَلُ المُتَرَنِّحُ في هَذَيَانِ الشِّعَارَاتِ ؟ أن يَغْمُرَ السُّنْبُلُ الهَمَجِيُّ سَمَاءَ الحَقائِقِ ؟ يَا أَيُها السُّنْبُل المُتَخَايِلُ فَوْقَ الرُّبَي الدَّمَوِيَّةِ !يا سُنْبُلَ الظلم حَتَّامَ تَمْتَدُّ في غَوْرِ مُسْتَنْقَعَاتِ الظَّلاَمِ عُرُوقُكَ ؟ حَتَّامَ تَمْتَدُّ في غَوْرِ هَذا الضَّنَي الأزليِّ ؟. وكذلك في شعر ولد ببانه أبو شجة الذي لم يطبع أية دواوين حتي الآن؛ وهذا النموذج من قصيدته دم الياقوت: أخذت الكاس عن قدحي سليمي غدية برهة الزمن الهديل غدية راقت الأشياء مما يلوح البدء تَيّاه الشكول ولا تدنو ولكني إليها ألوح من الغرام بلا دليل أكابد من هواها في يفاع تكِّلُ برأسه نارُ العقول هنالك لحت في شرف وفاحت بيَّ الآفاق عن وله النبيل أخيل بفضله فيغيب شوقاُ ألوا الألباب في بدع الفضول فإن أسرفت في شجوي فإني أُدير الكاس من حرم الرسول وقد يشجي حمام النخل إما جني القطان من شجو النخيل فهل في ذكريات الروح نار من الأقصي تنير حمي الجليل وهل حرم الجليل به حرام دمانا أم يحلُّ دم الخليل وهل ياقوت حَرقي وإحتراقي يكفكف ليل غازية المغول أم الأشياء من خَدرٍ مَقِيتٍ تُميت وحُولُه وهج الذحول فقل في نشوة الزمن المزكّي بِسهد الشوق والسِّنة البتول فكم زمرت بأيامي إليها روائع من سني دميّ الطليل لوامع لا يد الأيام تعدو عليها صبغة الله الجليل بصائر كان أنفذني هواها من الأشواق والوله الكليل ألست ترين أيامي عرايا إليك بِسِحْرِ ذاكرة الحقول مواجد تهدلُ الغدوات فيها بأني فيكِ مُخضرُّ المقيل وأنَّ زمان ذالك لم تنادَي أراكَتُه التي أختلفتْ بسُولي ولكنني ذكرتك والليالي نزولٌ من هواك علي نزول وعبد الله السالم ولد المعلي، شاعر موريتاني آخر لم يطبع ديوانه الأول حتي لحظة كتابة هذه السطور، يناجي الذكريات والزمان الطيب. وكذلك محمد كابر هاشم، في قصيدته الجميلة، نسغ الزيزفون: حسناء لا تستنجدي إياك أن تستنجدي فيسمع السلطان صرخة الحريم وهو الكريم ابن الكريم يكره أصوات الحريم يصادر الأحلام يركب الأوهام يقدم العلاج للجلاد فيرجع الجلاد هذا يقول يا مولاي الناس من طين وماء ماذا يقول ؟ الناس من طين وماء هذا كلام فاحش من علم الحلاج قولا مثل ذا ؟ الناس من طين وماء هذا كلام الحاقدين المارقين الرافضين السلطنة مسيرة أو ميمنه ماذا يهم ؟ هذا كلام الحاقدين الجنباء الناس من طين وماء سيعرف الحلاج من هو أنا سيعرف الحلاج من هو الجني. حسناء لا تستنجدي تجلدي تجلدي ولتزرعي ضفائر الحسان في أرض السكون ولتطعمي معاصم الحسان نسغ الزيزفون ولتلقمي زماننا الأبخر أثداء الحسان وذكري غبشان ذكري السلطان بقولة الحلاج فوق الجلجلة كن من تشاء الناس من طين وماء. هذه النماذج المختارة من الشعر الموريتاني تتجاوز الفهم السالف للأدب، علي اعتباره رؤية للمثال وحقيقة العالم ونموذج للوجود والحياة، الذي نجده عند هيدجر ومن بعده جادامار هو مفهوم لا ينتهي إلي الوجهة الشكلانية. بمعناها الحداثي، بل تعريف يستبق التفكير بعد الحداثي كما في الفن المعاصر، وهي النظرية التي تتجاوز صورة الأدب المختزلة بعصر الحداثة، والتي جعلت من آداب العصر الرومانتيكي بشكل ما، مجرد زينة أو ديكور يمكن الاستغناء عنه إذا كان البناء متينا وثريا بتفصيلات أكثر أهمية موضوعية، خصوصاً بعد اختزال أغراض الأشكال السابقة للأدب في بعض المتع الجمالية .. والنزعة التجريدية وما لها من تجليات عديدة أنتجها عصر الحداثة فيما يعرف بالأنواع الشكلانية التي دعا إليها روجر فراي، وإدوارد هانزليك، وتري أن ما يكون جوهرياً في الفكر، وما ينبغي أن نتوجه إليه في إدراكنا ليكون إدراكاً جمالياً نقياً، هو الشكل الفني الذي نجده ممثلاً في مجمل العلاقات الزمانية والمكانية الموجودة بين روابط العمل الأدبي! كالعلاقات بين فواصل الفصول والإيقاع بين الفقرات النصية، والصلات بين اللغة والصور والأساليب، والحبكة الدرامية وتطور البناء الفني. فوفقاً لميشيل فوكو يخضع النص الأدبي لنظام محدد يشتغل وفقا نمط واضح من العلامات من تناقص وتجاوز وتواصل وتراقب وتراكم، تشكّل معناه وترسّم مبناه، فمسيرتنا لا تبدأ من الخطاب لتنتهي إلي نواته الداخلية المخبوءة ولا إلي صلب فكرة أو دلالة قد تتجلي فيه، بل انطلاقا من الخطاب ذاته، من ظهوره واطراده. يجب أن تتجه المسيرة نحو الشروط الخارجية للإمكان، نحو ذاك الذي يبني سلسلة الاحتمال في حدوثه وحوادثه، ويعيّن لنا تخومها وحواشيها، فيخلق نظاماً للنص يتألف من بينة وعينة من النقاط اللغوية يمكن بعد توصيلها ببعضها أن ترسم بينية لها دلالة خاصة تؤدي إلي فهم معني المكتوب/ المقروء، وتعطي حالة من الانسجام تحدث عنها أرسطو وهو يشرح وحدة الفعل التي نقتضي بها أن تكون الملحمة والمأساة كُلّ له بداية ووسط ونهاية حيث تقوم الوحدة العضوية علي ترتيب أجزاء الخرافة أو الحكاية ترتيباً احتمالياً أو ضرورياً. وشبَّه المعمل الأدبي بالكائن الحي الذي يعمل في توافق وانسجام وتكامل بين أعضائه ،بحيث لو نقص منه جزء لفسد واختل.