شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين وسط غزة    ديربي الميرسيسايد.. موعد مباراة ليفربول ضد إيفرتون في الدوري الإنجليزي    ترامب يعلن مقتل 3 أشخاص خلال استهداف سفينة تهريب في المنطقة الجنوبية    هانيا الحمامي تتوج ببطولة مصر المفتوحة للإسكواش    موعد مباراة ريال مدريد وإسبانيول في الدوري الإسباني والقناة الناقلة    أسعار اللحوم الجملي والضاني اليوم السبت 20-9-2025 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    سعر الجنيه الذهب اليوم السبت 20-9-2025 في محافظة الدقهلية    أسعار الأدوات المدرسية اليوم السبت 20 سبتمبر في محافظة الدقهلية    وليد صلاح الدين: قرارات النادي حاسمة ولا تعديل في عقود اللاعبين إلا بموافقتنا    تامر مصطفى يتولى تدريب الاتحاد السكندري خلفًا لأحمد سامي    مواعيد مباريات الأسبوع الثامن للدوري المصري    حالة الطقس اليوم السبت 20-9-2025 في محافظة قنا    جنازة شعبية مهيبة لضحايا مذبحة نبروه الأب وأطفاله الثلاثة لمثواهم الأخير في الدقهلية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 20-9-2025 في محافظة قنا    مذيع يشعل النار في لسانه على الهواء.. شاهد التفاصيل    الدفاع المدني بغزة: 450 ألف فلسطيني نزحوا من مدينة غزة    ترامب عن هجوم حماس: ما حدث في 7 أكتوبر كان إبادة جماعية    كارول سماحة عن انتقادات إحيائها حفلات بعد وفاة زوجها: كل شخص يعيش حزنه بطريقته    ترامب يعلق على انتهاك مزعوم لمجال إستونيا الجوى من قبل مقاتلات روسية    البرتغال تعلن اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين يوم الأحد    سعر الفراخ البيضاء والبلدى وكرتونة البيض في الأسواق اليوم السبت 20 سبتمبر 2025    70 مليون شاب وفتاة يشاركون في برامج التمكين الشبابية خلال الفترة من 2018 حتى 2025    مؤتمر إنزاجي: هذا سبب التعادل مع أهلي جدة.. وعلينا التعلم من المباراة    للمرة الثانية خلال 12 ساعة، توغل إسرائيلي في 3 قرى بريف درعا السورية    انطلاقة قوية ومنظمة وعام دراسي جديد منضبط بمدارس الفيوم 2026    ترامب يعلن إتمام صفقة تيك توك مع الصين رغم الجدل داخل واشنطن    وسط تعليمات مشددة، انطلاق الدراسة بالمعاهد الأزهرية، اليوم    قرار عاجل من النيابة ضد أبطال فيديو سكب السولار على الخبز بالشرقية    طابور صباح وأنشطة طلابية في الشارع، سور متحرك ينهي معاناة 38 سنة بمدارس ورورة ببنها (صور)    كان بيسلك الخرطوم.. مصرع شاب غرقا داخل إحدى المجاري المائية في الغربية    مجلس حكماء المسلمين يدشن النسخة الكازاخية من "مقوِّمات الإسلام" للإمام الطيب (ًصور)    ليلة كاملة العدد في حب منير مراد ب دار الأوبرا المصرية (صور وتفاصيل)    كارول سماحة: «الحياة ومصر لم تعد عادية بعد وفاة زوجي» (فيديو)    صلاح دندش يكتب : تخاريف    مدارس دمياط في أبهى صورها.. استعدادات شاملة لاستقبال العام الدراسي الجديد    محافظ الأقصر يسلم شهادات لسيدات الدفعة الثالثة من برنامج "المرأة تقود".. صور    استشارية اجتماعية: الرجل بفطرته الفسيولوجية يميل إلى التعدد    القرنفل مضاد طبيعي للالتهابات ومسكن للآلام    ديتوكس كامل للجسم، 6 طرق للتخلص من السموم    هل تهدد حرارة البخار والسونا خصوبة الرجال؟    محيي الدين: مراجعة رأس المال المدفوع للبنك الدولي تحتاج توافقاً سياسياً قبل الاقتصادي    سيف زاهر: جون إدوار يطالب مسئولى الزمالك بتوفير مستحقات اللاعبين قبل مواجهة الأهلى    ضبط 6240 عبوة مواد غذائية ونصف طن زيوت سيارات مجهولة المصدر    محمود محيي الدين: الذهب يتفوق على الدولار فى احتياطات البنوك المركزية لأول مرة    إعلامي يشعل النار في لسانه على الهواء ليكشف زيف خرافة "البشعة"    حسام حبيب:"معرفش حاجة عن شيرين ومليش علاقة بقضية المخدرات"    طارق فهمي: المجتمع الإسرائيلي يراقب التطورات المصرية بقلق (فيديو)    لماذا عاقبت الجنح "مروة بنت مبارك" المزعومة في قضية سب وفاء عامر؟ |حيثيات    رسميا الآن بعد الارتفاع.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 20 سبتمبر 2025    موعد صلاة الفجر ليوم السبت.. ومن صالح الدعاء بعد ختم الصلاة    مقاتلات روسية تقترب من منصة نفط بولندية    تراجع كبير في سعر طن الحديد وارتفاع الأسمنت اليوم السبت 20 سبتمبر 2025    عمرو أديب يبكي الطفل الفلسطيني النازح وأخته: «ابعتوا هاتوهم مصر»    مدينة تعلن الاستنفار ضد «الأميبا آكلة الدماغ».. أعراض وأسباب مرض مميت يصيب ضحاياه من المياه العذبة    «أقوى من كورونا».. استشاري مناعة يوجه تحذيرا عاجلا للمواطنين مع بداية العام الدراسي (فيديو)    هل رفع الصوت بالقراءة في الصلاة لتنبيه شخص آخر يبطلها؟.. أمين الفتوى يجيب    خصم 50% على دورات اللغات لطلاب الثانوية في الوادي الجديد    "أطباء الجيزة" تكرم استشاري تخدير باحتفالية "يوم الطبيب 2025"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علاء جانب يعود إلى مصر حاملا بردة الشعر
نشر في صوت البلد يوم 04 - 07 - 2013

بعد توقعه الوصول إلى النهائيات برفقة زميله الشيخ ولد بلّعمش، وتنافسه وإياه على المركزين الأول والثاني، تحقق حلم علاء جانب من جهة حمله اللقب والفوز ببردة الشعر وخاتمه، لكنه لم يتحقق من جهة الشاعر الموريتاني الذي حلّ ثالثاً، إذ ذهب المركز الثاني للشاعر اليمني يحيى وهاس.
ففي حلقة ليلة أمس آخر حلقات "أمير الشعراء"، وأهمها على الإطلاق، ليس لأنه من خلالها ينتهي الموسم الخامس من هذه المسابقة التي تقام منذ عام 2007 على مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي؛ إنما لأن أميراً قد تُوِّج بعد منافسات بين الشعراء ال20، ومن ثم بين الشعراء الستة الذين وقفوا على خشبة المسرح في الأسبوع الماضي، واستمروا حتى حلقة أمس التي قدمها الفنان باسم ياخور الذي تلاعب كثيراً - كجزء من التشويق - بأعصاب الجمهور، والشعراء وهم: علاء جانب/ مصر الذي حصل في الحلقة السابقة على أعلى الدرجات ممثلة ب29 من درجات لجنة التحكيم من أصل 30، الشيخ ولد بلّعمش/ موريتانيا الذي حصل على 24 درجة، محمد أبو شرارة/ السعوية 25 درجة، هشام الصقري/ سلطنة عمان 25 درجة، يحيى وهاس/ اليمن 24 درجة، وأخيراً ليندا إبراهيم/ سوريا 23 درجة، وهي التي خرجت ليلة أمس من المسابقة بسبب حصولها على أقل الدرجات بعد إضافة درجات تصويت الجمهور وهي 40 درجة.
• مفتتح الخاتمة
ليلة الأمس كان حضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بهياً، إلى جانبه محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث بديوان ولي عهد أبوظبي؛ عضو مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة؛ رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، وسلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر، بالإضافة إلى أعضاء لجنة التحكيم حيث د. عبدالملك مرتاض، ود. علي بن تميم، د. صلاح فضل الذين كانوا مستعدين ليلة الأمس إكمال مهمتهم في إضفاء لمساتهم النقدية على ما يقدمه الشعراء.
- "رؤى الصيَّاد الأخيرة" النص الشعري الذي أتحف الجمهور به الشاعر الشيخ ولد بلَّعمش، بادئاً بالموضوع الذي كانت قد طلبته اللجنة من المتنافسين الخمس، وهو التغني بأبوظبي في ثمانية أبيات لا أكثر وعليها ستمنح كل واحد منهم درجاتها من أصل 30 درجة، وقد قال الشاعر في نصه المحبوك فنياً وإبداعياً:
أراهُما بجوار البئر ساعِدهُ ** مُلْقىً على ظبيه المصطاد صائدُه
لا ماءَ يا ربُّ من يسقيه؟ لا أحدٌ ** يأتي وما زالت الدنيا تراوده
لربما في أخير النَّزْع واعدَهُ ** هذا الزمان ولكنْ من يُساعِدُه؟
يرى الإماراتِ والأبراج شامخة ** إنْ يكتب الله لي عمرا فذا غده
هي السماوات سبعٌ سَمْكُها همم ** نجومها لؤلؤٌ رُصَّتْ قلائدُهُ
سحابها رحمةٌ للمُجدِبينَ إليها ** يرتقي من رجاءِ الروح صاعدُه
الأهل فيهاَ غصونٌ في تواضعُهمْ ** لا يستوي طارفٌ ذِكراً و تالِدُهُ
توارثوا الحب إخلاصا لقادتهم ** منْ كالذي زايدُ الخيراتِ والِدُهُ؟
د. علي بن تميم أشار إلى أن الشاعر افتتح النص بحكاية الماء والظبي، وهو مفتتح حكاية أبوظبي، وفي النص حافظ الشاعر على أبوظبي والصياد، ووجد أن النص لفتة جميلة، وولد بلَّعمش شاعر متجدد.
من جهته قال د. مرتاض إن الشاعر ألقى ثمانية أبيات حسناء، استلهمت من رائعة ابن زريق (لا تعذليه فإن العذل يولعه/ قد قلت حقاً ولكن ليس يسمعه)، وأضاف أنه كلما تقدمت المسابقة ازداد شعرية بلَّعمش توهجاً، وفي النص تصوير فني بديع بتمثل الشيخ زايد في توحيد الإمارات، والحلم بالمستقبل العظيم، أما البيت (هي السماوات سبعٌ سَمْكُها همم/ نجومها لؤلؤٌ رُصَّتْ قلائدُهُ) فهو يمثل شعراً لا أروع من ذلك، وما يزال الشاعر يتعالى، وهو الذي عارض ابن زريق البغدادي.
د. صلاح فضل قال موجهاً كلامه للشيخ بلَّعمش: أنت شاعر متمكن باهر وقوي كما أجمع زميلاي، في شعرك حلاوة تغلب عليه نبرة الصدق، وقد آثرت توظيف شيئ من السرد، لكن ظل المطلع غائماً، في حين أن السرد له منطقه، إذ لا بد من خضوعك له، وعموماً لديك غنائية جميلة مبدعة.
ومع انتهاء أعضاء لجنة التحكيم من تقييمهم ما قدم الشاعر، سأله ياخور: ماذا لو لم تفز بلقب الأمير؟ وهو الجزء الثاني من طلب اللجنة في الحلقة الماضية، فقال "آخر ما قال ابن زريق":
لا تعذليه فإن الكون يسمعه ** وإن مشى فطيور الحقل تتبعه
إن تمنع الشمس لقياهُ فما غربت ** إلا لتطلعَ إنْ أشجاكِ مطلعُه
وربما رقَّةً تأبى مروءته ** ثوباً إذا كانَ منْ صحبٍ سينزعُه
• جانب.. "أيقونة الحب"
ثاني الشعراء هو الفائز بلقب الإمارة علاء جانب الذي ألقى على مسامع الجمهور "أيقونة الحب" فقال:
آتٍ على مُهْرَةِ الأحْلَام
يَسْبِقُنِي قَلْبِي
وَرِيحُ الْهَوى بِالشَّوقِ تَحْدُونِي
إلى بلادٍ
من الفرْدَوْسِ تُرْبَتُها
وطبْعُ أولادِها فَوْحُ الرَّيَاحِينِ
للحُبِّ فِيهَا أَمَارَاتٌ
وأجْمَلُهَا
مَيْلُ الشُّيُوخِ لحَاجَاتِ المَسَاكِينِ
لُغَى مَصَابِيحها
بَوْحُ الضِّياء
على وجْهِ الشَّوارعِ
في همسٍ يناجيني
تحْكِي الشَّوَارِعُ لِي
يَا طُولَ مَا سَرَدَتْ
عنْ صَبْرِ زَايِدَ فِي هَذي المَيَادِينِ
وكَيفَ هَيَّأَ فِي الصَّحْراءِ جَنَّتَهُ
وألْبَسَ الرَّمْل مِنْ خُضْرِ الفَسَاتِينِ
عَشِقْتُهَا
فَوَ حَقِّ الله مَا ذُكِرَتْ
إلا تَجَّر نَهْرٌ فِي شَرَايِينِي
يَا دَمْعَةً لفِرَاقِ الأهْلِ تَسْكُبُنِي
هَلْ كُنْتُ نَاقِصَ دَمْعٍ كَي تُبَكِّينِي؟
د. بن تميم ذكَّرته قصيدة علاء بقصيدة الجواهري (يا دجلة الخير يا نبعاً أفارقه/ على الكراهةِ بين الحِينِ والحينِ)، وأضاف: حاولت أن تصل "أيقونة الحب" بقصيدة قديمة، وختم بالقول أن الميادين في البيت (تحْكِي الشَّوَارِعُ لِي/ يَا طُولَ مَا سَرَدَتْ/ عنْ صَبْرِ زَايِدَ فِي هَذي المَيَادِينِ) مختلفة عن ميادين مصر.
د. مرتاض قال: إن الشاعر حلّق في الفضاء مستعيناً برياح الهوى، ويمم شطر أبوظبي بكل ما لها وما فيها، وبلغ الشعر من خلال البيت (لُغَى مَصَابِيحها/ بَوْحُ الضِّياء/ على وجْهِ الشَّوارعِ/ في همسٍ يناجيني)، وأضاف: أبوظبي تناجيك وتناجيها وتناغيها بشعر كالنسيم، فأنى لك ذلك يا شاعر.
د. فضل أكد أن قطعة الشاعر مفعمة بالشجن والوفاء والصدق، وإيقاعه فاتن، وأخيلته مجنّحة، وهو الذي أخضع القطعة العمودية لنسق حداثي، فأبرز ما في اللغة من إبداع وجمال، أما النبرة الشعبية فما تزال تبسط سيطرتها عليه، وطبع الختام (يَا دَمْعَةً لفِرَاقِ الأهْلِ تَسْكُبُنِي/ هَلْ كُنْتُ نَاقِصَ دَمْعٍ كَي تُبَكِّينِي؟).
في حين ألقى "حامل الشعلة" لو لم يكن أميراً للشعراء:
سأكمل سِفْر المدْلِجِينَ إلى الرؤى
وأُرْسِلُ وِرْدَ العارفين حَمَاماً
وأَمْشِي إلى العِرْفَانِ
والنَّارُ فِي يَدِي
لأرسِمَ في عين الفَقِيرِ غَمَاماً
وأجْعلَ مِنْ نَزْفِي: أَمَانًا وَلُعْبَةً
وَعَالَمُنا: خوْفٌ وَدَمْعُ يَتَامَى
• أبو شرارة.. " سبع سنابل خضر"
إلى روح الشيخ زايد رحمه الله؛ أهدى الشاعر محمد أبو شرارة "سبعُ سَنَابِل خُضْر"، وقد قال فيها:
رتَّبتُ أَسرابَ الحَمَامِ
وقطفتُ تفاحَ الكلامِ
ليْ جُلَّنَارُ الحَرفِ
مُنفرداً بأحمرِهِ غَمَامِي
ليْ بُحَّةُ الشحرورِ
مُوسيْقَى تَفِيضُ على مَقَامِ
هذي أَغَانِيَّ الَّتي
رَقَصَتْ على غُصنِ السَّلامِ
حلّتْ ب ليوا شَعْرَهَا
سمراء من بلدٍ حرامِ
لِتَصُبَّ بُنَّ الشَّنفرى
في دلَّةِ الأنُفِ الكرامِ
وطنٌ:
لسبعِ سنابلٍ خضرٍ
لأجنحةِ اليمامِ
لحكايةِ امرأةٍ
تهدهدُ نجمةَ الولدِ العِصَامي
للأرضِ:
بحّاراً وراءَ دمي
وناطحةً أمامي
تتوحدُ الأَضدادُ
في وطنِ المحبَّةِ والوِئَامِ
هي روحُ زايد
لم تزلْ فيض الإلهِ على الأنامِ
مَنَحَتْ فَمِيْ
قيثارةً
فَقَطَفْتُ تُفاحَ الكلامِ
د. علي بن تميم أعادته القصيدة إلى قصيدة للمتنبي، كما رأى أن فيها نزعة جواهرية، والتصوير في النص كان أكثر من الخطابة، حيث تخلص الشاعر من التشاؤم، وذهب إلى الفرح، وفي عبارة "سبع سنابل" اقتبس من القرآن، كما تمثل بالجواهري.
د. مرتاض قال للشاعر: تبركت بالقرآن، فتحولت المفردات إلى قيمة سياسية، وقاربت كلاماً سهلاً، لكنه كان سهلاً ممتنعاً، وكأني أسمع أبو العتاهية، وفي شعرك حب ونقاء، فيما تعددت القيم الجمالية في النص مثل (سبع سنابل) قيمة جمالية، في حين طفحت الشعرية في البيت (لِتَصُبَّ بُنَّ الشَّنفرى/ في دلَّةِ الأنُفِ الكرامِ).
د. فضل توقف عند البيت (ليْ بُحَّةُ الشحرورِ/ مُوسيْقَى تَفِيضُ على مَقَامِ)، وأضاف: كالعهد بك تضمر في أبياتك ثقافة وتاريخ، وفي البيت (وطنٌ/لسبعِ سنابلٍ خضرٍ) قطفت ثمار البلاغة، وقطفت تفاحة الإبداع لكن لم تطرد من جنة الشعر.
وفي القطعة "إمارةُ الحُبِّ" قال رأيه إذا لم يفز بالإمارة:
أنا الأميرُ وإنْ لم أمنح اللقبا ** إمارةَ الحُبِّ لا تاجاً ولا ذهبا
هززتُ نخلَ القوافي باسمِ مريمها ** وكنتُ عيسى عليه اسّاقَطتْ رُطَبَا
منحتُ للكونِ إنجيلي وفاتحتي ** فمن يكونُ؟ إذا لم أمنح اللقبا
• الصقري.. "مسبَحةُ النُّور"
مع "مسبَحةُ النُّور" تألق هشام الصقري وهو الذي قال في نصه ثماني الأبيات:
صمتاً أمَامَكَ لكنَّ الفُؤادَ حَكَى ** مِنْ غَيمةٍ نَبْضُها بِالحُبِّ أمطَرَكَا
وَمِلْء عَيْنَيَّ خَيْطُ النّورِ مُنْسَرِبٌ ** يَخيطُ بُردةَ بَدْرٍ تَنفضُ الحَلَكا
مِنْ نَخلةٍ لم تَزلْ للروحِ بَوصَلةً ** مُنذُ اصطفَاهَا جَنَاني وَجَّهَتْهُ لَكَا
للهِ دَرُّ المَعالِي أَفْرَدَتْهُ لَهَا ** وَقَبَّلَتْهُ المَعَاني لِلرّؤى مَلكا
وَجَاءَ زايدُ في عَينيْهِ مسبَحَةٌ ** سَبْعٌ مِنَ النُّورِ ضَاءَتْ للهَوى نُسُكا
سَبْعٌ مِنَ النُّورِ، أَوتَارٌ بِها عَزَفَتْ ** عيناكَ مُستقبَلاً قَد أَدْهَشَ الفَلَكا
سِحْرُ الإماراتِ يَرقى بِالثَّرى وَهَجاً ** شَوق التُّرابِ الذي فِي القَلْبِ خَبَّأَكا
يَا زايدَ الحُبِّ كَانَ الحُبُّ مُفْتَرقاً ** لَكِنَّهُ عَادَ حُبّاً فِيكَ مُشْتَركا
فقال له د. علي بن تميم: لعل الإضاءات الشعرية تتبدل كثيراً في النص، لكن القصيدة تشبه لوحة تجريدية تعلو كثيراً، وأحياناً تنعزل عن المكان.
من جهته رأى د. مرتاض أن في النص شعرية طافحة، وإيقاع جديد لم يسمع له نظير في "أمير الشعراء"، وهي الكاف المنتهية بألف ممدودة ليرتد بها الصوت، وفي البيت (وَمِلْء عَيْنَيَّ خَيْطُ النّورِ مُنْسَرِبٌ/ يَخيطُ بُردةَ بَدْرٍ تَنفضُ الحَلَكا) قرَن الشاعر البردة بقيم كثيرة، بردة كعب وبردة زايد، وأنت الذي ترجو أن تُكْساها.
د. فضل أكد أن رؤية الشاعر نورانية جميلة، كما أن المستمع بحاجة إلى وقفات لاستعادة واستحضار القيم الموجودة فيها، مثل (النخلة)،غير أن النص كاد أن يكون صنعة، ولعل أجمل ما لديك هو الحب المشترك بالإيثار وتقديم الآخر.
وفي الأمسية قدم هشام ثلاثة أبيات لو لم يكن أمير الشعراء، وهذا ماحدث، فقال:
لو لَم أَكُنْ ذَاكَ الأميرَ كَفَانِي ** أَنِّي وَهَبْتُ إِلى الجَميعِ جَنَانِي
وَعصَرتُ عُنقُودَ الكَلامِ قصيدةً ** وَقَطَعْتُ عِشقًا لِلرّؤى شِريَاني
بِاسْمِ الجَمَالِ المَحْضِ بِاسْمِ حِكَايةٍ ** لِلنُّورِ بِاسْمِ الحُبِّ وَالإِنْسَانِ
• وهّاس.. و"الأرض ذات البروج"
مع "الأرض ذات البروج" ألقى ثاني الفائزين الشاعر يحيى وهاس نصه:
قَبّلْ سناها ولا تشبعْ من القُبَلِ ** واغسل لياليك في أحداقها النُجُلِ
واكشف غطاءك عن عينيك مكتحلاً ** بالضوء وانفض غبار اليأس بالأملِ
هي الإمارات لا يرتادها أحدٌ ** إلا وصافح أفواجاً من الرسلِ
أنَّى اتجهتَ ففي الأنحاء منتجعٌ ** وعن شواطئها الفيحاء لا تسلِ
والأرض ذات البروج الشمّ ما برحتْ ** تناطح الشُهْب تدنو من هوى زُحَلِ
أذكَى نواةَ هواها ملهَمٌ فطِنٌ ** إن قال أردفَ ذاك القولَ بالعملِ
ذو حكمةٍ ليس يدري سرها أحدٌ ** إلا الذي خلق الإنسان من عَجَلِ
هي الإمارات لا خوفٌ ولا سغَبٌ ** يا نعمة الله دومي وانثري قُبَلي
فقال د. علي أن العنوان يذكر بالآية القرآنية (والسماء بذات البروج)، وكأن الشاعر يلمح بأن ما للسماء هو للسماء، وما للأرض هو للأرض، أما أجمل ما في النص أنه يذكّر بأبي الطيب المتنبي (أَعلى المَمالِكِ ما يُبنى عَلى الأَسَلِ/ وَالطَعنُ عِندَ مُحِبِّيهِنَّ كَالقُبَلِ)، وختم بالقول: إن القصيدة ذات بعد خطابي، وهي قوية، وأنت – أي الشاعر - يتجلى عندما يكون جزءاً من ذاتك.
د. مرتاض رأى أن العنوان مؤثر، خصوصاً وأنه مأخوذ عن الآية القرآنية }لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد{، كما أبدع الشاعر في البيت الأخير، هي (الإمارات لا خوفٌ ولا سغَبٌ/يا نعمة الله دومي وانثري قُبَلي)، وهو مأخوذ من قوله تعالى: }الَّذِي أَطْعِمْهُمْ مِنْ جُوع{، وأضاف: بينك وبين الظبية حكاية عشق جميلة تهواك وتهواها.
وختم د. فضل بالقول: احتضنت موضوعك بجرأة وجسارة، وقدمت مطلعاً شعرياً بديعاً يحتمي بالتقاليد الفنية الأصيلة، كما تستحضر العديد من الآيات، وتشيد بالعمران، دون أن تنسى على الإنسان سعيه، ودعاؤك الخير صادق، وما أجمل الختام (هي الإمارات لا خوفٌ ولا سغَبٌ/ يا نعمة الله دومي وانثري قُبَلي)، والذي يغلق الدائرة مع المطلع الجميل.
أما "عرش القلوب" فقد ألقاها إذا لم يكن أمير الشعراء، وهو الحلم الذي لم يتحقق ليحيى وهاس، وفيها قال:
أتيتُ لأقرأ للناس قلبي ** وأُطفئَ بالحرف نار الحروبْ
وحسبيَ أني وجدتُ أنايَ ** وميّزتُ دربيَ بين الدروبْ
فإن لم أفُزْ بالإمارةِ يوماً ** فإني تربعتُ عرش القلوبْ
على خشبة مسرح شاطئ الراحة اجتمع الشعراء ال20، وختموا بقصيدة ألقى كل واحد منهم بيتاً منها، وجاء في مطلعها الذي قاله ولد بلّعمش:
عتق حروفك واسكبها شذا وندى ** تسمع لحنونك ما بين النجوم صدى
مع إعلان النتائج كرم الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ومحمد خلف المزروعي، الفائزين الذين حصلوا على الدرجات النهائية التالية: يحيى وهاس 59 درجة، الشيخ ولد بلّعمش 56 درجة، هشام الصقري 55 درجة، محمد أبو شرارة 54 درجة، أما الأول علاء جانب الذي حصل على 69 درجة فقد سلمه البردة والخاتم الشاعر اليمني الفائز في الدورة الماضية من المسابقة عبدالعزيز الزراعي.
هكذا اختتم الموسم، ودع الشعراء المسرح، فيما ودع الجمهور أحلى ما في المسابقة، ألا وهو الشعر، إلى موسم قادم.. وإبداع لا بد حاضر.
• الجوائز :
بالإضافة إلى البردة التي تمثل الإرث التاريخي للعرب، والخاتم الذي يرمز للقب الإمارة تبلغ القيمة المادية للفائز بالمركز الأول وبلقب "أمير الشعراء" مليون درهم إماراتي.
فيما يحصل صاحب المركز الثاني على 500 ألف درهم إماراتي، ولصاحب المركز الثالث 300 ألف درهم إماراتي، أما جائزة صاحب المركز الرابع فهي 200 ألف درهم إماراتي، وتبلغ جائزة صاحب المركز الخامس 100 ألف درهم إماراتي .
هذا إضافة إلى تكفل إدارة المسابقة بإصدار دواوين شعرية مقروءة ومسموعة للفائزين.
• باسم ياخور
الفنان السوري باسم ياخور الذي قدم النسخة الرابعة من مسابقة "أمير الشعراء" وقدّم النسخة الخامسة ، لقي ترحيباً كبيراً من قبل الجمهور، ومن متابعي ومحبي البرنامج، وهو الذي استطاع تقريب المسافة بين الجمهور والمقدم كونه ممثل دخل إلى كل البيوت من خلال الدراما التي تبثها الشاشة الصغيرة.
• جوائز عربية وعالمية
برنامج "أمير الشعراء" حصل أهم جائزتين عام 2009 في مجال العمل التلفزيوني على الصعيدين العربي والعالمي، كأفضل برنامج مُبدع في مهرجان A.I.B البريطاني، وعلى الجائزة الذهبية كأفضل برنامج في مهرجان الخليج للتلفزيون بمملكة البحرين بمشاركة المئات من الأعمال العربية. يذكر أن الفائزين بمسابقة أمير الشعراء في المواسم السابقة هم:
الموسم الأول:
1- أمير الشعراء: عبدالكريم معتوق - دولة الإمارات.
2- محمد ولد الطالب – موريتانيا.
3- جاسم الصحيح- السعودية.
4- روضة الحاج - السودان.
5- تميم البرغوثي - فلسطين.
الموسم الثاني:
1- أمير الشعراء: سيدي ولد بمبا - موريتانيا.
2- محمد إبراهيم اليعقوب – السعودية.
3- أحمد بخيت – مصر.
4- مهند ساري – الأردن.
5- آدي ولد أدبا – موريتانيا.
الموسم الثالث:
1- أمير الشعراء: حسن بعيتي – سوريا.
2- بسام صالح مهدي - العراق .
3- تركي عبد الغني - الأردن .
4- وليد الصراف – العراق.
5- حكمت حسن جمعة - سوريا.
الموسم الرابع:
1- أمير الشعراء: عبد العزيز الزراعي – اليمن.
2- هشام الجخ – مصر.
3- منتظر الموسوي- سلطنة عُمان.
4- نجاح العرسان- العراق.
5- محمد حجازي- الأردن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.