كلنا .. داعشيون

لا نبضّ في الجسدِ المتحصّنِ
بالرؤي الجارحةِ ،
كيْ يشكو ..،
ويقاومَ فيروسَ أوهامهِ !
ولمْ يَعُدْ للقلبِ حكمٌ !
تذبَحُ عذاري العواطفِ نهاراً
بسكينِ التشتّتِ .. والضياعِ ،
ويتقيأ الليلُ الثقيلُ
كلّ ما في الرأسِ
من أحلامْ !
لا لغة َ باذخة َ الاستعاراتِ
تؤسّسُ للحُبِّ ،
أمامَ فصاحةِ وذكاءِ
الكراهية ْ !
النّورُ النبيُّ
يقلقُ علي نسلهِ الملائكيِّ ،
حينَ يتكلمُ خفافيش الظلامْ !
الدفءُ
العملة النادرة ُ في بنكِ حياتنا
يجمعُ أوراقهُ المهملةَ
في ركنِ كلِّ بيتِ ،
ويداري خجَلهُ الياقوتيَّ
ببسمةٍ يتيمةٍ ،
من بقايا الذكرياتْ !
تتركُ الابتساماتُ مكانَها
المخمليَّ
فوق الشفاهِ البريئةِ
حينَ تصبحُ للشكوي والبكاءِ
مُجلداتْ !
لا حضورَ يُؤرّخُ لهُ
في الاحتفالِ الكونيِّ
بصلةِ الرحمِ !
والكلُّ عازفٌ ماهرٌ
في أوركسترا الفراقِ .. والغياب !
نفتحُ مدارسَ للكذب ؟
ليسَ كذباً !
ننسجُ راية ً لجرحِ العدالةِ ؟
ليسَ وهماً !
العناقُ سطرٌ شاحبٌ
في دفترِ المجهولِ !
والغدرُ ..
وخيانة الأوطانِ ،
من شروطِ الوضوءِ للصّلاةْ !
أنا والداعشيُّ شبيهانِ
هوَ يستعذبُ نبيذَ الفتاوي ،
ويُدمنُ اللذة في السبيِّ والقتلِ ،
وبخورِ التديّنِ الزخرفيِّ
وأنا مخمورٌ بالطمعِ
بابِ فردوسيّ الدنيويّ
ألغي كلَّ تاريخِ بهجةِ
لأخي المسالمِ ،
وهو يُلقي عليَّ تحية الصباحِ
وأصنعُ من فتافيتِ ضعفي
ومن رمادِ الشهامةِ
عِقداً لؤلؤياً مِنَ اليأسِ ،
والنومِ علي كتفِ الآخر الغريبِ
وهوَ يُلغي اسمي ، وهويتي ، ونسلي
ويسرقُ في غفلةٍ من الطيبةِ تهمتي
عذبَ مائي ،
وياقوتَ أرضي !
أنا والداعشيُّ توأمانِ
والوطنُ نائمُ وُلِدنا ،
لمْ نذقْ حليبَ الألفةِ ،
وجدنا أنفسَنا
في طابورِ أيتامِ الحريةِ
الّتي أضحتْ سجناً ،
ومِن أبناء الثوراتِ
الّتي ألغتْ كلَّ نسماتِ الرّبيعِ
وكلانا ..
نتاجٌ طبيعيٌّ
للتهميشِ ، والشعوذةِ ، والفتاوي بلا أبجدية !
هم يشرعنُ الزنا بأسماءَ جديدةْ ،
لا حرف لها في إنسكلوبيديا
الفقهِ .. والتفاسيرِ العديدةْ !
وأنا ألقي بأفاعي اللومِ والكراهيةِ
علي جاريّ الطيبِ ،
وأحلّل فعليَ الجهنميَّ
بالنوايا الخيريّةْ !
هوَ عبدٌ لأميرٍ ضبابيّ
عباءتهُ من خيوطِ المعاصي
ولونِ الحماقاتِ
يستحدثُ نوعاً من الصيامِ
للتخريبِ ..
وزكاةً لِمَنْ ينسي البناءْ !
صدأ ُ العمامةِ
أفقدهُ اتجاهَ القِبلةِ
فصلّي الصبحَ أربعَ ركعاتٍ ،
والظهرَ اثنتينْ !
وأنا كثيراً ما أخطيء
في تعريفِ الوطنِ ،
ولا أجيد الرقصَ في عيدِ ميلادهِ
فأراهُ بيتاً مؤقّتاً ، ومرتباً ، ووظيفة ْ!
هوَ اسمهُ الحركيُّ :
الظلامْ !
ولي اسميّ السياحيّ ،
وفلسفتي ..
في فنونِ الكلامْ !
شاعر عراقي مقيم في الاسكندرية