يجبرك تطور الأحداث أحيانا علي الخوض في أمور لا تحبذها، ولا تري مفرا من القيام بواجبك والرد بما يمليه عليك ضميرك، ومثلما حاولنا توضيح الأمور ردا علي المقال الأول الذي عنوانه "سطو مع مرتبة الشرف" بآخر في العدد التالي بعنوان "سطو علمي متتابع مع سبق الإصرار"، وكان الغرض الوحيد هو كشف الحقيقة التي توصلنا إليها من خلال ما أتيح بين أيدينا من كتب وتقارير، وحاولنا جاهدين مناقشة الرد المكفول الذي استخدمه كل من مؤلفي الكتاب الثالث اللذين نقلا بعض أجزائه من الكتاب الثاني، المنقول بدوره من كتاب الدكتور صابر عبد الدايم. استخدم د.علاء إسماعيل الحمزاوي حق الرد الذي قامت الجريدة بنشره بكل أمانة، ووجب علينا أن نلبي حق القارئ بتوضيح ما جاء فيه ونترك له الحكم، ولكل من يهمه الأمر، حيث أشار بما معناه إلي أنه لا يوجد دليل قانوني يؤكد السرقة، جاء هذا بعد أن بدأ رسالته بالحديث المقتضب عن الأمانة العلمية؛ فهل تحتاج الأمانة العلمية إلي دليل أم إلي ضمير؟؟!، وذكر أن كتاب الدكتور صابر الذي يزعم أنه سُرق منه علي حد تعبيره غير مسجل، ونصا "القول بالسرقة العلمية لابد أن يعضده دليل، يتمثل في أن الكتاب المسروق له رقم إيداع"، والحقيقة التي لا لبس فيها أن كتاب د.صابر عبد الدايم "موسيقي الشعر.. بين الثبات والتطور" تم نشره في الطبعة الثالثة من خلال مكتبة الخانجي بالقاهرة عام 1413ه - 1993م ورقم إيداعه 90 93. وإن كان د.الحمزاوي يقصد كما ذكر في محادثة تليفونية مع د.عبد الدايم أن كتابه هو مجرد مجموعة محاضرات جمعها من عدة مصادر علي عجل قبل سفره في إعارة للسعودية، وأنها ليست بكتاب، إلا أنه في الحقيقة قد استفاد منها ماديا وأدبيا، فمن ناحية قرر هذه المحاضرات في علم اللغة والعروض، مع غيرها من مواد النحو والصرف وفقه اللغة، لغير المتخصصين بكليات الآداب والتربية والتربية النوعية والألسن، وذلك حسبما ذكر في سيرته الذاتية علي موقع الجامعة التي عمل بها في السعودية، وبات لزاما علي مئات وربما آلاف الطلاب شراء هذا الكتاب أو هذه المحاضرات. ومن ناحية أخري، فقد انتشر كتاب "محاضرات في علمي العروض والقافية" للدكتور علاء إسماعيل الحمزاوي بشكل كبير علي مواقع الشبكة العنكبوتية "الانترنت"، وأصبح من أهم المراجع التي يعود إليها طلاب اللغة العربية وغيرهم ممن يبحثون عن التزود في علم العروض، ذاكرين أنه صادر عن دار التيسير للطباعة والنشر بالمنيا عام 2002، وهم لا يدركون أن الأجزاء الخاصة بهذا العلم لمؤلف آخر، وربما استعان بعضهم بأجزاء منها في أبحاث ورسائل وسجل اسم هذا الكتاب ومؤلفه المزعوم كمرجع فيها، بما يمثل كسبا أدبيا لا يقدر بثمن لأكثر من تسع سنوات، ومن هذه المواقع علي سبيل المثال "صيد الفوائد"؛ والذي أجمل ما توصل إليه من مؤلفات د.الحمزاوي وبلغ عددها 18، من بينها كتاب "محاضرات في علمي العروض والقافية" وجاء في المرتبة الثانية من حيث عدد القراءات التي تعدت 20 ألف قراءة. واستعان د.الحمزاوي في رده بشهادة من أستاذه والمشرف علي أبحاثه ورسائله العلمية؛ د.فاروق محمد مهني، أستاذ النحو والصرف والعروض بكلية الآداب جامعة المنيا وأمين اللجنة العلمية الدائمة بالنيابة لترقية الأساتذة، وفي هذا أكد د.عبد الدايم في تصريح "لأخبار الأدب" أن د.فاروق أستاذ قدير لا شك في ذلك ولكنه تحيز لتلميذه دون أن يعرف تفاصيل ما حدث، متأثرا بدفاع د.الحمزاوي عن نفسه فذهب يتحدث بلسانه عن الكتب المنشورة وأرقام الإيداع، بعيدا عن واقع اعترف به د.علاء في سيرته الذاتية بأنه درَّس علم العروض قبل الإعارة وأثناءها وله كتب ومذكرات فيها، فإن لم تكن هذه المؤلفات قد نشرت في دار نشر خاصة ولم يكن لها رقم إيداع، ألا تعد سطوا؟!، ومن هذا المنظور نسأل د.مهني: هل هذه شهادة حق؟!.